fbpx
عدن ما بعد التحرير وآمال التغيير

ثمة أسباب كثيرة مجتمعه أوصلت الوضع في العاصمة عدن إلى ما هو عليه اليوم الانفلات الأمني المريع في طليعتها بالطبع .

فعدن العاصمة الجنوبية المحررة بفضل الله أولا ومن ثم شعب الجنوب ممثلا بشباب المقاومة الجنوبية الابطال وتدخل التحالف العربي الشقيق شهدت منذ تحريرها من براثن الجيش اليمني المأمور بأمر عدو السلام والأمن الأول (صالح) ومليشيات الحوثي أعمال مخله بالأمن والاستقرار والسكينة العامة كثيرة ومتنوعه أفسدت متعة النصر وقتلت فرحة الانتصار ونشرت اليأس والاحباط في نفوس وقلوب صناع النصر الاشاوس.

فبمجرد خروج أخر (زنبيل) من عدن توافد عليها الالاف بل مئات الالاف ممن فضلوا المشاهدة عن بعد طيلة ايام وليالي وشهور الحرب والنأي بأنفسهم عن سعيرها الحارق الذي اكتوت به أجساد وقلوب شباب المقاومة اليفع  وقادتها الميامين توافدوا جماعات وزرافا من كل حدب وصوب في الداخل حاملون في دواخلهم نوايا السوء وفي أيديهم معاول التخريب والبلطجة.

وبما أن وضعت تلك الحرب اللعينة أوزارها أطل علينا العشرات ممن ارتضوا لأنفسهم التخلي عن شرف المواجهة ونيل لقب البطولة باختيارهم الاعتكاف بعيدا عنن ويلات الحرب  في عواصم العرب والعجم طيلة تلك الايام السوداء في تاريخ عدن والجنوب كافة أطل علينا هؤلاء عبر شاشات قنوات الفضاء الواسع  بقول ما لم يفعلوا أو يشاركوا في فعله ومنهم من عاد اليها (عدن) حاملا حقائبه المحشوة بالعملات مختلفة الالوان والقيمة وقرارات التعيين الرئاسية  .

نعم شهدت عدن خلال فترة ما بعد الحرب توافد كل العقليات وكل النفسيات المريضة والضعيفة  ، تقاطرت مواكب الطامعين وأرتال الناهبين وجماعات المتفيدين ومليشيات المسلحين من الجنوبيين والمتجونبين ليس بهدف تضميد جراحها النازف ومداواته  وليس بهدف مساعدة أهلها في لملمة بقايا نفسياتهم المنهكة المتبعثرة في صحاري التشرد والنزوح وجمع ممتلكاتهم المتناثرة في أسواق حراج المدينة وليس لإراحة شباب المقاومة بعد جهد كبير وخرافي بذلوه وتخفيف الحمل من على كواهلهم المثقلة والمساهمة في حفظ الأمن والعمل مع الشرفاء في تطبيع الحياة في المدينة وإعادة الروح اليها من خلال إصلاح ما افسده الغزاة الحوافش كلا ليس لهذه الاهداف، بل لتنفيذ البعض منهم أهدافا دنيوية رخيصة كالسرقة والنهب والبسط على ممتلكات الغير من مساكن ومحلات تجارية ومؤسسات دولة واراضي بغير حق فيما جاء البعض الآخر بغية تنفيذ أجندة خبيثة وقاتلة مكلفون بها من قبيل تنفيذ أعمال إجرامية كالقتل والاختطاف ونشر الفوضى وإشاعة الرعب والخوف وسط المجتمع العدني.

شهور خمسة تقريبا مرت منذ إن حررت المقاومة الجنوبية عدن والضالع ولحج وزنجبار وشقرة ولودر والنقبة وعتق كان خلالها الرئيس اليمني هادي ورئيس حكومته بحاح الذي كانوا ضمن أوائل القوافل الواصلة للمدينة المحررة كانوا منشغلون بحقيبة الدبلوماسية الشرعية واستماتة كل منهما في تثبيت حاملا لها فبين فترة الخلاف حول رياض ياسين والصيادي الذي تم حله أخيرا ولكن بعد خراب مالطا فاصل زمني مقداره نصف عام تقريبا فترة ليست بالهينة أهملت خلالها أولويات كانت أجدر باهتمامها في معالجتها أولا ، خمسة شهور من الإهمال والتجاهل كانت كافية لتراكم مشاكل أنتجتها الحرب على المستويين الأمني والخدمي وكافية أيضا لنمو وانتشار جماعات دخلت المدينة بعد التحرير وهاهي اليوم تعبث بعدن وأمنها وتعبث كذلك بشرعية الشرعية نفسها وتضعها في زاوية ضيقه أمام من يتبعها ويدعمها.

اليوم وقد بلغ سيل العبث بعدن الزبى وتعدت أرقام حصيلة ضحايا ذلك العبث حاجز المائة .

اليوم وقد حصدت آلة الموت التي تجوب أحياء عدن بكل أريحية ويتزامن صدى رصاصة موجهة الى صدر ضابط أمني في التواهي مع صدى انفجار عبوة ناسفة في سيارة قائد عسكري في حي إنماء لتحيل المدينة الكبيرة برمتها الى مأتم حزن ماذا هي أي الشرعية فاعله؟

اليوم وقد وصلت أيادي الدخلاء على العاصمة المحررة من رجس ونجاسة  غزاة عدن والجنوب إلى رجل عدن الأول ومحافظها الشجاع لتحرقه ومرافقوه على قارعة الطريق لتجعل من المدينة التي طالما نشرت الفرح والسعادة الى خيمة عزاء ذرفت بين ثناياها عين كل أطفال ونساء عدن وشيوخها الدموع على رحيل مصباح الأمل الذي أستأنس بنورة كل العدنيين.

اليوم عدن وكما هي بحاجة لشخصيات جنوبية جادة من عيار الشهيد جعفر والقياديان عيدروس وشلال هي في مسيس الحاجة لنوايا جادة ومخلصة من قبل هادي ونائبه والتحالف العربي الشقيق وبحاجة كل قادة وشباب المقاومة  الذين شاركوا في تحريرها أكرر الذين شاركوا في تحريرها وليس من ركب موجة المقاومة بعد التحرير لتأمينها وترسيخ الأمن فيها وبحاجة كل الشرفاء من أبنائها وأبناء الجنوب كافة

أخيرا كل الأمنيات بالتوفيق والنجاح للقيادة الجديدة للعاصمة عدن.