fbpx
استطلاع .. هل تنجح المقاومة الجنوبية بالقضاء على الفردية والعشوائية وتعيد إصلاحها الهيكلي في كيان موحد؟
شارك الخبر

 

 

يافع نيوز – استطلاع – صالح اليافعي 

مقدمة:

إن الأعمال الفردية لا توصل إلى النتائج المطلوبة، ولا تحقق الآمال والتوقعات لأنها بطبعها أعمال ارتجالية ليست منهجية وأكثرها انفعالية لا تشخص الأوضاع والأزمات بشكل صح فتؤدي إلى التطرف والشمولية  ،و إلى التجزؤ والتفرقة والانشقاق وجميعها تنتهي إلى الدكتاتورية والاستبداد.

ومن هذا المنطلق يرى كثيرون ان إصلاح و تحديث المقاومة الجنوبية التي تصدت للعدوان الشمالي( الحوثي العفاشي )على ارض الجنوب، في كيان موحد يعني في المقام الأول ان تكون المقاومة جديرة باسمها الذي يعبر عن لب الأهداف والمبادئ  حيث أتت ملبية لحاجة موضوعية لشعبنا الجنوبي منبثقة من معاناته الطويلة مع الظلم والاحتلال فقد التفت حولها الجماهير منذ بدأ تصديها للقوات الغازية والعدوانية الشمالية للجنوب في العام 2015م وعقدت عليها آمالها الكبيرة، ليس في الخلاص من نظام لاحتلال الهمجي لأرضنا فحسب وإنما في إ.خراج هذا الشعب من حالة الإحباط المزمنة التي إصابته منذ فجر الاستقلال وما لحقها من معاناة حتى اليوم…وتحقيق تطلعاته بوطن حر مستقل تترجم فيه قيم الحرية والمساواة والعدل والديمقراطية والحرية السياسية إلى حياة تزدهر ماديا وروحيا باطراد.

ولأجل استيضاح الصورة اكثر استطلعنا  أراء بعض الشخصيات المهتمة بالمقاومة الجنوبية من سياسيان ونشطاء وإعلاميين  عن المقاومة الجنوبية  من هم وماهي أهدافهم وابرز الإنجازات التي حققتها المقاومة. وكذا ابرز المشاكل التي تعاني منها المقاومة الجنوبية، بالإضافة إلى  استيضاح رايهم عن الفرص التي حصلت عليها المقاومة ولم تستغلها وأيضا المخاطر التي تهدد المقاومة، وكذا الحلول والمقترحات التي يقترحونها  على المقاومة الجنوبية كي تتجاوز مشاكلها وتستغل الفرص التي أمامها وتتجنب التهديدات والمخاطر التي تهدد كيانها ،  والتي أشارت جميع هذه الآراء إلى أهمية توحيد المقاومة وبنائها بشكل صحيح ، والذي سيؤدي  إلى القضاء على الفردية والعشوائية والارتجالية والتصرفات الاستبدادية في أطار قرار المقاومة وسياستها.

وهذا هو الاستطلاع :

العميد / صالح قحطان المحرمي  :المقاومة الجنوبية  هي حركة شعبية جنوبية مسلحه تمثل اصطفاف وأسع بتنوعها السياسي والفكري والقبلي

أول لقاء  لنا  مع العميد متقاعد / صالح محمد قحطان المحرمي  – الذي يرى أن المقاومة الجنوبية  ليست وليدة اللحظة ولكنها امتداد لنضالات الشعب الجنوبي وقال “المقاومة الجنوبية برزت أثناء العدوان ( العفاشي الحوثي)  على الجنوب، وهي امتداد طبيعي لنضالات ومقاومة الشعب الجنوبي السلمية “.

ويضيف المحرمي: ان  المقاومة الجنوبية “هي حركة شعبية جنوبية مسلحه تمثل اصطفاف واسع بتنوعها السياسي والفكري والقبلي، تتمثل أهدافها المرحلية في صد العدوان وتطهير مناطق الجنوب من التواجد العسكري لقوات الرئيس المخلوع ومليشيات الحوثي، أما على المستوى البعيد فهي تشكل نواة لجيش وأمن دولة الجنوب القادمة”. وعن أبرز إنجازات المقاومة الجنوبية يؤكد العميد المحرمي أنها “تمثلت بالتعاون مع قوات التحالف في تطهير الكثير من مناطق الجنوب وفي مقدمتها عدن من قوات الرئيس المخلوع ومليشيات الحوثي، وأثبتت لدول التحالف وللعالم أنها قوة وحليف وشريك أساسي يمكن الاعتماد عليه والوثوق فيها في مواجهة التحديات والمخاطر التي تواجهها المنطقة عموماً”.

مضيفا ًأن من ابرز إنجازات المقاومة  “أنها وحدت الجنوبيين بتنوعهم السياسي والفكري والقبلي في معركة الدفاع عن الجنوب وتطهيره من قوات العدو ، كما نقلت نضال الشعب الجنوبي من النضال السلمي إلى العمل المسلح تحت غطاء الشرعية ودعم وقيادة قوات التحالف”.

ويعتقد المحرمي : أن ابرز المشاكل التي تعاني منها المقاومة الجنوبية  والتي قد تؤدي إلى  تمزقها وانقسامها تتمثل  في   “تنوعها السياسي في ظل عدم وجود قيادة موحدة أو مشتركة تؤمن العمل المشترك للمقاومة الجنوبية، كذلك أنها نقلت مشاكل الحراك الجنوبي إلى داخل صفوفها ويخشى من عملية تفريخ وتمزيق  لها”.

ويرى  العميد المحرمي  أن أمام المقاومة الجنوبية  عدد من الفرص  يمكن استغلالها ، ومن أهمها “إن الأرض التي تم تحريرها كان ينبغي على المقاومة الجنوبية فرض سطرتها عليها وتأمينها وحمايتها من خلال استكمال تطهير المؤسسات الجنوبية من أزلام النظام السابق والتخلص من الفاسدين والسيطرة على المؤسسات الأمنية والعسكرية وتحت مظلة الشرعية وقوات التحالف وبدون الاصطدام معهم”.

ويعتقد العميد المحرمي أن عدم استغلال الفرص التي أتيحت للمقاومة الجنوبية يزيد من المخاطر التي تهددها  ومن أبرز تلك المخاطر هو “العمل على تمزيقها ومحاولة تفريخها وعدم استيعابها في المؤسسات المختلفة وبالذات في المؤسسات العسكرية، وكذا عدم وجود قيادة موحدة للمقاومة الجنوبية، يعني أن بقاء شباب المقاومة بدون استيعابهم وحل مشاكلهم يجعلهم عرضه للاستقطاب من قبل قوى معادية عدة”.

ويختم العميد المحرمي  كلامه بعدد من الحلول والمقترحات لتجاوز المقاومة الجنوبية مشاكلها ، يرى أنها تتمثل في “العمل على إيجاد قيادة موحدة للمقاومة الجنوبية -استيعاب شباب المقاومة الجنوبية في المؤسسات العسكرية والأمنية -تعزيز علاقة المقاومة الجنوبية بالحكومة الشرعية والعمل تحت مظلتها ومؤقتاً حتى يتم بناء المؤسسات الجنوبية  -تعزيز علاقة المقاومة الجنوبية بقوات ودول التحالف وعدم السماح لما من شأنه تعكير أو المساس بهذه العلاقة الاستراتيجية التي لا يتعلق عليها فقط دعم المقاومة الجنوبية بل ويتعلق عليها مصير ومستقبل الجنوب كله وعلى المقاومة الجنوبية أن تثبت لدول التحالف أنها حليف وشريك أساسي يمكن الاعتماد عليه اليوم وفي المستقبل.-العمل من  الآن على تفاهمات صريحة وواضحة مع دول التحالف بصدد حل القضية الجنوبية ومصير مستقبل الجنوب”.

الصحفي / ياسر اليافعي: الانقسامات و العشوائية والفوضى والتصرفات التي تصدر عن بعض أفرادها هي من أبرز المخاطر التي تهدد المقاومة الجنوبية

أما الصحفي ياسر اليافعي –رئيس تحرير يافع نيوز  – يرى أن المقاومة الجنوبية  بدأت قبل الحرب الأخيرة التي شنتها مليشيات الحوثي وصالح على الجنوب، إذ تبلورت المقاومة مع تبلور الحراك الجنوبي، وكانت هناك بعض الدعوات لضرورة وجود مقاومة مسلحة وفعلاً تم تكوين بعض الخلايا المسلحة في الضالع وردفان ويافع بشكل أساسي وفي بعض المناطق ولكن بدرجة أقل. ومع اجتياح مليشيات الحوثي وصالح للجنوب برز اسم المقاومة الجنوبية اذ اثبتت صمودها في وقت صعب وحظت بتغطية إعلامية ساهمت بشكل كبير في بروزها “

ويضيف اليافعي  ان  المقاومة الجنوبية “هم أفراد جنوبيون ربما يختلفون سياسياً ولكن الجنوب يجمعهم، أهدافهم المعلنة استعادة الدولة الجنوبية ولكن في الفترة الأخيرة ومع تحرير عدن والجنوب من عناصر صالح والحوثي حصل تغير  في الأولويات حيث يسعى عدد كبير منهم إلى الانضمام للجيش والأمن لحماية عدن”.

مضيفا ً أن من ابرز  إنجازات المقاومة  “تحرير عدن وباقي المحافظات بمساندة التحالف ، وكذا  تأمين عدن خلال الحرب وبعدها، وأصبحت رقم صعب في المعادلة خصوصاً بعد تساقط مدن الشمال تباعاً بيد المليشيات ، بالإضافة إلى سمعتها لدى المتابع العربي ولا سيما الخليجي حيث بات الكل يدرك ان المقاومة الجنوبية جزء من أمن الخليج”.

ويعتقد  اليافعي  أن ابرز المشاكل التي تعاني منها المقاومة الجنوبية  ‌ تتمثل “بعدم توحدها في إطار واحد يجمعها نتيجة لعدم وجود عمل مؤسسي منظم لها، وكذا غرور بعض أفرادها وتصرفاتهم التي تسيء للمقاومة ككل مما سهل التآمر عليها من بعض قوى الشرعية “.

ويرى  اليافعي  أن أمام المقاومة الجنوبية  عدد من الفرص  يمكن استغلالها ، ومن أهمها “تحرير الجنوب من عناصر المليشيات حيث تم إشغال المقاومة بأمور أخرى ونست الأمر الأهم وهو تثبيت سيطرتها على عدن وباقي المحافظات “.

ويعتقد اليافعي  أن  الانقسامات و العشوائية والفوضى والتصرفات التي تصدر عن بعض أفرادها  هي من أبرز المخاطر التي تهدد المقاومة الجنوبية”.

ويختم اليافعي  كلامه بعدد من الحلول والمقترحات لتجاوز المقاومة الجنوبية مشاكلها ، يرى أنها تتمثل في “توحدها في اطار واحد أو مجلس تنسيق حقيقي -إعادة ترتيب وحداتها وتنظيم أفرادها والمشاركة في حماية عدن بشكل حقيقي -عدم السماح لوسائل الإعلام المعادية بشق صفوفها من خلال بث البيانات أو المنشورات التي تريد التحريض بين قيادات المقاومة – الضغط للانضمام إلى وحدات الجيش والأمن لحماية عدن و باقي المحافظات الجنوبية- استغلال دعم دول التحالف للتدريب والتأهيل والتسليح – وعكس صورة إيجابية عند المواطن عن المقاومة الجنوبية من خلال الأعمال على الأرض وحسن التعامل مع الناس”.

المهندس/ نزار هيثم:  أبرز المشاكل التي تعاني منها المقاومة الجنوبية هي عدم الخبرة بإدارة المرحلة الانتقالية بعد هروب السلطات، وعدم القدرة على اتخاذ قرارات حاسمة تمكنهم من بسط نفوذهم العسكري.

 

الناشط السياسي بالمقاومة الجنوبية- المهندس نزار هيثم   – يرى أن المقاومة الجنوبية “هي نتيجة تلقائية ورد فعل سياسي و عسكري لاستمرار رفض الظلم والاحتلال – ورفض كلما يتفرع عنه من مشاريع خبيثة ضد الجنوب”.

ويضيف هيثم ان  المقاومة الجنوبية “هم جنوبيون من كل أطياف المجتمع سواء من شباب الحراك أو المتقاعدين العسكريين أو شباب السنة والجماعة و فيهم الطبيب والمهندس وفيهم الفني وعامل النظافة، أهدافهم ..الدفاع عن الوطن والعرض والعقيدة”.

مضيفا ًأن من ابرز إنجازات المقاومة  “إحكام سيطرتها على المنشآت الحيوية والعسكرية والحفاظ على مقدرات الشعب العامة والخاصة وعدم السماح بالنهب والسلب فيها وتأمين الحدود لصد أي عدوان محتمل من قوات الاحتلال اليمني، إضافة إلى أنها رسخت روح المقاومة و النضال ضد الوجود الاستعماري بكل الأشكال و الأساليب، و – أفشلت المخططات اليمنية للفتنة الطائفية  وتقسيم المجتمع الجنوبي و أكدت على أهمية التلاحم و الاتحاد بين الجنوبيين لمواجهة المخاطر القادمة”.

ويعتقد المهندس نزار أن أبرز المشاكل التي تعاني منها المقاومة الجنوبية‌ تتمثل “بعدم الخبرة بإدارة المرحلة الانتقالية بعد هروب سلطات الاحتلال، وعدم القدرة على اتخاذ قرارات حاسمة تمكنهم من بسط نفوذهم العسكري لتحرير بقية المناطق والمدن لخدمة المجتمع ، وكذا عدم التعاطي بجدية مع التحالف بغرض المشاركة كحليف استراتيجي لإدارة المرحلة القادمة، إضافة إلى تعرض المقاومة وباستمرار للتشويه ومحاولة شيطنة أعمال المقاومة بواسطة بلاطجة لا يوالون المقاومة”.

ويرى  نزار  أن أمام المقاومة الجنوبية  عدد من الفرص  يمكن استغلالها، ومن أهمها “إعادة هيكلة المقاومة لتكون وسيلة التحرير الوطني من أجل الاستقلال وتحرير الجنوب من قبضة الوصاية اليمنية والدولية والوصول إلى تقرير مصيرها وإقناع العالم أن لديهم أهداف و أفكار مشتركة، وتحكمهم قواعد متفق عليها، ويقومون بعمل مشترك أساسه التخطيط والإعداد المحكم و الجيد والقيادة المشتركة، إضافة إلى فرصة استغلال دعم التحالف لبناء قوات نظامية أمنية وعسكرية  وتحسين صورة المقاومة وذلك بتوفير الأمن وأهم الاحتياجات الخدمية للمواطنين، بالإضافة إلى الدفاع عن تراث وثروات البلد والظهور بمظهر المؤتمن عليه” .

ويعتقد المهندس نزار أن الخطر الأكبر الذي يهدد المقاومة الجنوبية يتمثل في “معاداة التحالف الدولي وعدم استغلال الفرص المتاحة للانخراط بالسلك العسكري والأمني، بالإضافة إلى غياب المشاركة المجتمعية والدعم الشعبي، وغياب العمل الرقابي على أداء القيادات والأفراد والصمت عن الخروقات، وكذا ظهور الجماعات المتطرفة التي تستهدف المجتمع الجنوبي، كلها تعد مخاطر تهدد المقاومة الجنوبية”.

ويختم المهندس نزار  كلامه بعدد من الحلول والمقترحات لتجاوز المقاومة الجنوبية مشاكلها ، يرى أنها تتمثل في “الاتفاق على قيادة موحدة تقود المقاومة لبر الأمان ، والاستمرار بإيجاد آلية واضحة لهيكلة المقاومة  والسعي المستمر للتواصل مع التحالف وإقناعه بمشاريع واقعية بعيدا عن التطرف السياسي، وكذا التمكين والتأهيل لأفراد المقاومة بكل المجالات والانخراط بقوة بجميع المؤسسات لدعم التغيير الإيجابي ورفض كل من يتقاعس عن خدمة الشعب”.

الناشطة/ رقية صالح:  فشل المقاومة في استغلال الفرص التي أتيحت لها، زاد  من مخاطر تفككها وتصفية أفرادها، ويعرضها لخطر التحول من مقاومة (شعبية) لميليشيا تابعة لأمراء الحروب .

أما الناشطة الاجتماعية  رقية صالح سعيد  – ترى أن هناك معنيين اثنين للمقاومة، معنى فعلي هو التماسك الشعبي و التلاحم ضد أي انتهاك خارجي، و معنى افتراضي  هم المقاتلون الذين حملوا السلاح ضد هذا الانتهاك الخارجي، كلا المعنيين لها هدف واحد و هو صد هذا الانتهاك و منعه، وهذا  ما قامت به المقاومة الجنوبية في صد العدوان على الجنوب”.

وعن أبرز إنجازات المقاومة الجنوبية تؤكد “رقية ” أنها “تمثلت بصد الاجتياح المعادي والحفاظ على تماسك المجتمع المحلي من الوقوع في تصادم طائفي، وكذا استعادة الثقة في الانسان و قدرته على فرض معادلته الخاصة على مستوى عالمي”.

وتعتقد “رقية” أن عدم فهم المعنى (الحقيقي) للمقاومة والتقوقع في معناها الافتراضي، أفرز عدداً من المشاكل والمعوقات التي تعاني منها المقاومة الجنوبية  وأبرزها انعدام وجود حامل سياسي يمثلها وكذا تجاهلها لأهمية الترابط الوثيق بين المجتمع المحلي و المقاتلين، مع وجود أطماع سلطة لدى بعض مقاتليها، بالإضافة إلى عدم الاهتمام بالجانب الإعلامي بطريقة تتفاعل مع المجتمع المحلي والخارجي”.

وترى  رقية صالح أن المقاومة الجنوبية أضاعت عدداً من الفرص  الذهبية  لم تحسن استغلالها، ومن أهمها “أعظم فرصة كانت أربعة أشهر من الفراغ الإداري أيام الحصار تحت غطاء سياسي عربي و دولي، فشلت المقاومة في فرض واقعها الإداري الذي كان سيتوج فك الحصار بانتصار ساحق لصالحها لكن أطماع السلطة و الأنانية وقفت حائلاً أمام فرض واقع إداري مؤسساتي للمجتمع المحلي، مما ترك الفرصة سانحة أمام المتسلقين لفرض (فهلواتهم) على المجتمع المحلي”.

مضيفة بالقول “أيام فك الحصار كان من المفترض أن يستمر إغلاق المدينة لتمشيطها و تنظيم إدارتها مدنياً و أمنياً، ثم السماح بفتح المدينة من منافذ تحت المراقبة، هكذا خطوة كانت ستؤمن المدينة و تجعلها منطقة آمنة من أي اختراق، لكن فك الحصار و فتحها مباشرة كان بمثابة إهدار لكل تضحيات الأربعة اشهر من الحصار”.

وترى أن “التهاون في توثيق بيانات من بقي أيام الحصار، أعطى فرصة لمن هربوا و تخلوا عن المدينة ليعودوا بعد الحصار لفرض شروطهم (و بلطجتهم) باسم المقاومة”.

وتعتقد “رقية” أن فشل المقاومة في استغلال الفرص التي أتيحت لها، زاد  من مخاطر التصفية المنظمة لأفرادها ويجعلها معرضة للتمزق والتفكك مما يزيد حالة التحطيم النفسي للمقاومين، ويعرضها لخطر التحول من مقاومة (شعبية) لميليشيا تابعة لأمراء الحروب”.

وتختم السيدة “رقية صالح” كلامها بعدد من الحلول والمقترحات لتجاوز المقاومة الجنوبية مشاكلها  وفشلها  بعد ضياع كثير من الفرص التي فرطت بها، وترى أنها تتمثل بعدد من النقاط أبرزها “أولاً مراجعة معنى مقاومة (شعبية) و فهمه فهماً حقيقياً لتخرج من قوقعتها (القتالية)، مع مراجعة كل الأخطاء السابقة و فهم أسبابها كي تقتنع بالحلول حتى لو لم تعجبها، مع  أهمية الوعي و الإيمان بأن المجتمع المحلي هو أساس الانتصار بالتالي هو أساس الحكم و هو أساس أي تنظيم ناجح”.

 

ثانياً – بحسب رقية –  “محاولة تنظيم حاملها السياسي بناء على مجتمعها (المحلي) و لو اتخذت من نفس هيكلة المجالس المحلية لتنظيم هيكلتها ابتداء من الحارات مروراً بالمديريات ثم تتويج هذه الهيكلة بممثل المقاومة في المحافظة، هذا التنظيم و هذه الهيكلة تجعل المقاومة موجودة في كل شبر وجود فعلي و ليس مجرد وجود (أمني)، بالتالي ستخلق نوعاً من الاندماج بين المجتمع المحلي و بين المقاومة مما سيسهل عليها تأمين المناطق و يعطي المجتمع المحلي الثقة ليساندها و يدعمها، بالإضافة إلى أن عليها التعامل مع المجتمع المحلي كأفراد دون تمييز جنوبي أو شمالي، لأن المجتمع المحلي إما أن يخضع لمعايير واحدة تساعده على التماسك، أو يجزئ المعايير بالتالي يجزئ نفسه تلقائياً”.

الناشط/ قاسم الذيباني: الأنانية والنزعة المناطقية، وكذا سماسرة الشرعية ولصوصها، و أيتام (عفاش والاصلاح) والجماعات المتطرفة، تعد أهم المخاطر التي تهدد المقاومة الجنوبي

الناشط السياسي  قاسم  الذيباني –  يرى أن  المقاومة الجنوبية “هم أشرف وأنبل رجالات الجنوب الذين صمدوا واستبسلوا في الدفاع عن عدن والمحافظات الجنوبية ووقفوا في وجه الهجمة البربرية الحوثية، أهدافهم مشروعة  وغاياتهم نبيلة، وهي بناء دولة نظام وقانون يباهون بها بين دول العالم.

وعن أبرز إنجازات المقاومة الجنوبية يعتقد “الذيباني”  أنها تتمثل في “تحرير عدن والمحافظات المجاورة بالتعاون مع الأشقاء في التحالف العربي، وساهمت بكسر المشروع الفارسي بالمنطقة إضافة إلى أن المقاومة وحدت الصف الجنوبي وشرفت الشعب الجنوبي أمام الأشقاء العرب، وكذا قيامها بحفظ الأمن والممتلكات العامة والخاصة في ظروف الحرب وغياب المؤسسات الأمنية الرسمية”.

ويضيف “الذيباني” بالرغم من تلك الإنجازات التي حققتها المقاومة الجنوبية، إلا أنها أبرزت عدداً من السلبيات والمشاكل  أبرزها “أنانية بعض القادة والتسبب في عدم توحيد القيادة ، وكذا تسلق بعض ضعاف النفوس بذيل المقاومة خصوصاً بعد تحرير عدن ، إضافة إلى العشوائية وعدم التنسيق، هناك أيضاً لوبي فاسد يريد فكفكة المقاومة ويعرقل جهود ضمها للجيش والشرطة”.

ويعتقد  “الذيباني”  أن “أهم الفرص التي أمام المقاومة الجنوبية ويمكن استغلالها تتمثل بعملية الالتحاق بالجيش والشرطة، وكذا توحيد القيادة المقاومة والاستفادة من مجلس المقاومة وتطويره ففيه شخصيات مناضلة صمدت في أحلك الظروف ولديها علاقات جيدة بالتحالف العربي، وأعتقد أنه إذا تواصلت المقاومة لاتفاق مع مجلس تنسيق المقاومة ووضع آلية لاختيار قيادة هي أنسب وأقصر الطرق لتوحيد المقاومة”.

ويرى الذيباني  أن “الأنانية والنزعة المناطقية، وكذا سماسرة الشرعية ولصوصها، و أيتام (عفاش والاصلاح ) والجماعات المتطرفة” تعد أهم المخاطر التي تهدد المقاومة الجنوبية.

ويختم الذيباني   كلامه بعدد من الحلول والمقترحات لتتجاوز المقاومة الجنوبية مشاكلها، يرى أنها تتمثل في “توحيد القيادة بالتشاور مع مجلس التنسيق والتمديد له لفترة مؤقتة، والانضباط ومحاسبة المخالفين و تنظيف صفوف المقاومة من الفاسدين واعتماد معايير نزاهة، بالإضافة إلى اعتماد زي موحد، و أنا اقترح زي الجبهة القومية مع لمسات تحديث”.

مضيفاً “تقسيم المقاومة إلى أجنحة سياسي وعسكري وخدمية وإعلامي وإنساني والاستفادة من الكفاءات، وتعزيز دورها المجتمعي من خلال التواصل مع الناس وتلمس همومهم وتسيير حملات شعبية لصيانة بعض الخدمات وخدمة المجتمع، وكذا توثيق الروابط بين المقاومة في كل المحافظات واعتماد الضالع مركز للتأهيل، مع الاهتمام بأسر الشهداء وتلمس احتياجات الجرحى ليشعر أفراد المقاومة أن لهم قيمة واعتبار”.

الناشط/ وضاح بن عطية: على المقاومة الجنوبية التركيز علي العمل الميداني أكثر من الشعارات، والعمل علي إدارة شؤون المديريات والمحافظات- والمطالبة بالإسراع في ضم كل المقاومة في الجيش.

الناشط الإعلامي/  وضاح قاسم بن عطية –  يرى أن  المقاومة الجنوبية “هم من سكان الجنوب قبل عام 90 وهم كل من دافع عن الجنوب ورفض الغزو بأي وسيلة من وسائل المواجهة أهدافهم الحفاظ على الدين و الأرض والعرض”

وعن أبرز إنجازات المقاومة الجنوبية يعتقد “بن عطية ”  أنها تتمثل في “طرد الجنود الشماليين من الجنوب، والسيطرة على الأماكن التي كان يتمركز فيها ، وكذا ضبط الأمن بشكل نسبي رغم قلة الإمكانيات، بالإضافة إلى إظهار أن شعب الجنوب حليف عربي وليس لإيران أي قاعدة شعبية”.

ويضيف “بن عطية” بالرغم من تلك الإنجازات التي حققتها المقاومة الجنوبية ، إلا  أنها أبرزت عدد من السلبيات والمشاكل  أبرزها “عدم التوافق على قيادة موحدة وكذا عدم التنسيق بشكل أكبر مع التحالف العربي بعيدا ً عن الشرعية، إضافة إلى عدم وجود جهاز استخباراتي وبحثي خاص بها، حيث مازال ظهر المقاومة مكشوف للتنظيمات الإرهابية”.

ويعتقد  “وضاح بن عطية أن المقاومة الجنوبية  أضاعت عدداً من الفرص ولم تستغلها وأهمها أنها “لم تفرض الأمر الواقع وتدير الأمور المدنية في المناطق المحررة، أيضاً لم تشكل جهاز إشرافي ورقابي على السلطة المحلية ، وعدم اهتمامها أيضاً بالجانب الخدماتي الذي من خلاله تستطيع حشد الناس ليشكلوا وسيلة ضغط مساند لها، بالإضافة إلى أنها لم تفرض نفسها أمام دول التحالف وجعل أوراقها مكشوفة وكذا التسابق على الدعم وكأنها مقاومة مصلحة وليس مصيرية”.

ويرى “بن عطية”  أن ” تبني مكافحة الإرهاب دون التنسيق المباشر مع دول التحالف وقبل تأهيل جهاز استخباراتي يملك الدفاع عن نفسه، و عدم العداء مع دول التحالف فيجب أن نكون حلفاء استراتيجيين معهم فالمصير مشترك وخطر إيران وداعش أخطر من غيرها، وكذا عدم الاعتماد على الشرعية ويجب التعامل معها كالتعامل مع لحم الميت للمضطر، بالإضافة  إلى  عدم التوافق مع أهل السنة الذين ثبتوا في القتال والغير متحزبين والتواصل معهم ضرورة وعدم تركهم لحزب الإصلاح “، تعد أهم المخاطر التي تهدد المقاومة الجنوبية.

ويختم “وضاح بن عطية”   كلامه بعدد من الحلول والمقترحات لتجاوز المقاومة الجنوبية مشاكلها ، يرى أنها تتمثل في “التركيز  على العمل الميداني أكثر من الشعارات، والعمل على إدارة شؤون المديريات والمحافظات- والمطالبة بالإسراع في ضم كل المقاومة في الجيش والتوضيح لدول التحالف بأن أي تأخير لا يخدم إلا الإرهاب، وكذا تشكيل جهاز مراقبة وتفتيش في كل المرافق الحكومية، وإنشاء جهاز استخبارات بعيداً عن جهاز الاستخبارات التابع للشرعية والمخترق من أتباع عفاش. وأخيراً وضع قانون لمحاسبة أي شخص يخطئ من المقاومة بعيداً عن المحسوبية والمجاملات الشللية”.

أخبار ذات صله