fbpx
انتهى عهد لا يعنينا وبدأ عهد يعنينا

وضاح بن عطيه

المتأمل في الواقع كما هو لا كما نحلم سوف يری أننا أمام خيارين الأول أن نلتف حول عيدروس وشلال ومن معهم حتی نتمكن من بناء وتثبيت سيطرتنا علی كامل الأراضي الجنوبية كما فعلوا قادة إقليم كردستان العراق والخيار الثاني أن نتركهم وننتظر حتی تصير الجنوب مثل الأنبار وتصبح القوی الجنوبية بين مطرقة مليشيات الحوثي وسندان العصابات والفوضى .

الجميع يعلم أن المرحلة فاصلة وتحتاج الی تضحية من المخلصين لكي لا تستطيع القوی الإجرامية التلاعب فينا مثل العراق ..
المناصب التي تقلدها القائدان عيدروس الزبيدي وشلال شائع مناصب انتحارية وهم يدركون ذلك والالتفاف حولهم واجب وطني علی الجميع ، لمن أراد أن نبقى علی أرضنا ولا ننقرض .

نحن مهددون بالانقراض اذا لم نعرف من نحن وأين نحن الوضع ليس كما يصوره البعض علی أنه يشبه عام 94 بل أخطر من ذلك بكثير فالجنواب سوف يصبح ساحة حرب دولية و نحن لدينا القدرة علی ضرب الاحتلال ولكننا لا نستطيع أن ندير أنفسنا ومن يقول غير ذلك فليثبت قوله ببرهان .

كونوا جميعًا عونا لهم في هذه المرحلة الفاصلة فنحن إما أن نتكاتف ونتعاون ونمد أيدينا لبعض وإما أن نذهب جميعًا في منزلق مخيف يصعب الإفلات والنجاة منه .

الجميع يعلم أننا في مرحلة تحدي وتقرير مصير ولكني أری البعض كثف من الهراء والتنظير ولا يعلم أن الجنوب في أخطر مرحلة من مراحل التاريخ فإذا نظرنا وأنتظرنا سوف تهان كرامتنا وسيتعرض المنظرين للضرب بالمؤخرات بحجة انهم كانوا يسكرون أيام الحكم الاشتراكي ، وربما سيأتي من يسبي نسائنا ويقتل أطفالنا أنظروا إلی حال إخواننا في العراق وسوريا .

فيامن أزعجتمونا بالخطابات الرنانة ألا تدركون الخطر المحدق بنا وأنه يجب أن تكون علاقتنا مع التحالف علاقة استراتيجية يحكمها مصير المنطقة بعمومها ، و علی الجنوبيين التعامل مع الشرعية بحذر لا إفراط ولا تفريط كالتعامل مع لحم الميت للمضطر ومن هذا المنطلق يجب أن نستفيد من الشرعية لما يخدم أمننا واستقرارنا تحت قاعدة أخذ المتاح الممكن وعدم التفريط بالأهداف ، أهون من الضياع والفوضى في ظل إستمرار المطالبة بالحل الكامل والناجز دون بسط سيطرتنا علی أرضنا وإدارتها .

قرار تعيين الزبيدي محافظا لعدن وشلال مديرا للأمن العام يعتبر من أخطر القرارات علی الإطلاق وقد رمی هادي الكرة الی ملعب الحراك فنجاحهما نجاح للمقاومة الجنوبية وللحراك الجنوبي وسيمثل صورة مشرقة وبروازا واضحا لوجهة الجنوب القادم و فشلهما يعني الضياع والرجوع الی مربع الصفر .

إنتهى عهد لا يعنينا وبدأ عهد كل شيء في الجنوب يعنينا فمن قال لا يعنينا فقد اختار التقوقع والمراوحة في نقطة الصفر التي إنطلقت منها ثورتنا ولهذا فلا مجال للعودة إلى الوراء.

أما آن الأوان لكل من لا زال يتشبث بالسير على نفس النهج السابق لتحقيق أهدافنا وتضحيات شهدائنا بأن يؤمنوا بأن جسور الطريق إلى تحقيق أهداف شعبنا قد تغيرت فإما أن نسلكها نحن أو نتركها سهلة المنال ليسلكها من سيزرع أمامنا الأشواك الدامية على طول الطريق…