fbpx
اللواء جعفر .. حُق للجنوب أن يحزن !

ربما كتبوا عنك بحبر أقلامهم, ولكني سأكتب عنك بدماء أوردتي, وسأخط على أسطر أوراقي كيف أخرست الفجيعة كل الألسن, ولجمت كل الأفواه, وأبكت كل العيون, وأدمت كل القلوب..

لم يغتالوك .. ولكنهم اغتالوا شعب انبعثت أنت من بين ثناياه, وولدت من (رحم) معاناته وأوجاعه ومخاضه العسير, لتغدوا ذلك الرجل الذي لطالما حلمت به (عدن) كثيرا وتمنت يوماً أن تنجب ثناياها وأحشائها مثله, وأن لا يكون عاقاً بها وظالما لأهلها, بل باراً بها وبمن يحلمون بالسكينة والأمان..

حزنت عدن والجنوب .. (وحُق) لهم أن يحزنوا, وانتحبوا (وحُق) لهم أن ينتحبوا ويتوجعوا, ولمثلك فلتُذرف الدموع, ولمثلك فلتُدمى القلوب , ولمثلك فليبكي الكل وجعاً وحسرة والماً, ليس لأنك (تفردت) ولكن لأنك (صدقت) في زمن (يكذب) فيه البعض مثلما (يتنفسون)..

عدن كانت (تنسج) ثوبها القشيب (وحلّتها) البهية لتزينها أنت بذلك وتلبسها أياه, فهكذا أنت وعدتها, وهكذا أنت قلت لها, ولأنها (العذراء) الفاتنة فقد اختالت فرحا بك, ورقصت طربا كعروسة تنتظر فارسها وهو يمتطي (صهوة) الوفاء والصدق, ولكن أنى لها اليوم أن تزدان بثوبها القشيب وحلتها وفستانها الناصع (البياض) وأنت قد ترجلت عن جوادها..

عدن لبست ثوب الحزن والسواد والليل المظلم الذي أسدل ستائره حينما غدى فارسها (جثة) هامدة وترجل عن جواده, وتركها وقد تخضبت وجنتيها بالحزن والأسى والفجيعة تنتحب..تبكي..تتوجع..تائهة تبحث في خضم هذا الوجع اللامتناهي عن (جعفر) الخير وجواده الذي غدى بلا فارس..