fbpx
فزاعة (دولة حضرموت) مفتاحا لهزيمة الجنوب! – كتب : عوض كشميم
شارك الخبر

فزاعة انفصال حضرموت بات هاجسا يستهوي كبار رجالات الدولة ومعارضيها في الشمال والجنوب معا وساعد على تعميد الصورة النمطية في الذهنية الرسمية الحاكمة بعض الدعوات للحضارم يلوكونها صباح مساء وهم يعرفون حق المعرفة أنهم لا يملكون 3 % من إمكانيات  الوصول إلى الهدف وانجازه ولو مرحليا !!

وغالبا تردد هذه الأصوات لنوعيين من الحضارم إما من الأطراف التي كانت تتمتع بمصالح في ظل النظام الرسمي للدولة قبل عام 1994م أو جماعات كانت متضررة من النظام الجنوبي مابعد 67م وتاليا من تقطعت بهم السبل بعد ثورة فبراير2011م ويصطف طرف سياسي آخر محسوب على ثورة فبراير حين يجد أن الحراك تمدد حضوره وبات واقع الجنوب على صيغة توافق للحكم الذاتي !؟

المعادلة السياسية الراهنة في الجنوب باتت على محك حقيقي في تحديد معالم مستقبله في ضوء المعطيات الراهنة وبعيدا عن تلبيسات وتصنيفات طرفي الصراع في الحرب الدائرة في اليمن فإن الطرف القوي في الجنوب هو من يسيطر بين يوم وآخر على مدن مهمة بل محافظات تشكل قلب الجنوب ولعل الجماعات المسلحة لعناصر أنصار الشريعة (تنظيم القاعدة ) وتنظيم  الدولة الإسلامية (داعش) يشكلون اللاعب القوي في جغرافية الجنوب التي تعيش فراغا مهولة للدولة القوية نظرا لغياب المؤسسات العسكرية والأمنية الرسمية للدولة  نصف محافظة حضرموت تحكمه القاعدة انتصارها الأخير في أبين وحضوره في مناطق الواحدي في شبوة ناهيك وجودها غير المعلن في عدن ومعظم مناطق لحج  يؤكد بما لا يدعو مجالا للشك أن قدرتها على إسقاط الجنوب كاملا مسألة وقت بل يتعلق بحساباتها وقرأتها للوضع القائم

نهاية الشهر الفائت كاد وادي حضرموت ان يسيطر عليه تنظيم داعش بل تعتبر البروفة الأولى في عمليات الإسقاط بعد مرور أكثر من تسعة شهور على إسقاط مدينة المكلا وماحولها بيد أنصار الشريعة وهروب بل تسليم قوام لوائين وثلاث كتائب من الأمن المركزي والحرس الرئاسي وهروبهم مع قياداتهم خارج المكلا ولعل السبب الخفي وراء ذلك يتمثل في الحاضن القبلي والاجتماعي بساحل حضرموت وخاصة (حلف قبائل حضرموت ) فبدلا من الضغط على الجيش في تحرير المكلا ذهبوا يفاوضونه لتسليمهم المعسكرات وماداخلها فكانت الحسابات السياسية للطرف الحكومي مترجمة تعزز هاجس رغبة الحضارم في الانفصال فمن الطبيعي ان يسلموا الجيش سلاحهم إلى القاعدة التي ممكن أخراجها بقوة حكومية وبمساعدة دولية أذا لزم الأمر لكن حين يسيطر الحضارم بحضورهم الشعبي يصبح الأمر معقد ولديهم حاضنة اجتماعية تساعد على الالتفاف حول مشروعهم !!

نخب حضرمية عسكرية وقبلية وسياسية حاولت اللعب على استثمار وقتي وحاولت إقناع اطراف في الإقليم بضرورة تمويل قوة حضرمية لتكون بديلا عن القاعدة وفعلا بداءت تفتح المعسكرات والتجنيد والتدريب خارج إطار التنسيق الحكومي والرسمي وبسبب عدم المرور من البوابة الرسمية كان مصيرها الفشل والعجز عن توفير الإمكانيات من مرتبات وتسليح وغيره وكان للقاعدة متابعة دقيقة في توقيف القيادة العسكرية التي كانت مشرفة على التدريب

أمنيات الحضارم في الداخل والخارج خروج القاعدة من ساحل حضرموت ان كان عبر تفاوض أو بعملية عسكرية بيد ان القرار لا يمتلكونه واستمرارهم بالحشد الشعبي  والمطالبة السلمية في خروج القاعدة لن يقون عليه سيكلفهم فاتورة  ولا توجد لديهم إمكانية عسكرية للمواجهة المسلحة !!

فالرهان على التحالف العربي هو الخيار الوحيد في جانبه العسكري والمالي دون ان يعون إن للحكومة والرئاسة اليمنية والتحالف العربي حساباتهم السياسية وتقديراتهم  بسبب شطحات الأهواء العاطفية والانفعالات غير المحسوبة التي كانت عاملا مساعدا في إسقاط الجنوب في حرب 1994م ويعاد أنتاجها اليوم بشي من السذاجة السياسية لإكمال مسلسل إسقاط حضرموت نصف للقاعدة والنصف الآخر لداعش !؟

 

أخبار ذات صله