fbpx
ألا ليت للجنوب وللشهيد مكانة كمكانة القات في قلوبنا

ليس شيئا عاديا وفعله وتأثيره ليس سهلا ذلك هو القات .. ومن يتتبع دورة حياة الناس الموالعة كما يطلق عليهم في بلادنا سيكتشف هذا الأثر الكبير والخطير في الوقت ذاته الذي تركه ومازال يعمل عليه القات في حياتهم ليس ذلك فحسب بل وحياة أسرهم ومجتمعهم .

لقد كنت أتابع التوسع السريع لسوق القات المستحدث في منطقة القلوعة منذ ما قبل الحرب الأخيرة وحينما قامت الحرب دمرت أشياء كثيرة ولم نستطع إعادة بنائها لكن سوق القات هذا لم يتدمر ولم يتأثر من الحرب والقذائف والصواريخ والطائرات ولا حتى رصاص القناصة بل على العكس من ذلك كان مستمرا في النمو والتوسع حتى بسط فرشاته على تقاطع يقسم المنطقة إلى أربعة أحياء وتسبب في أزمة في حركة سير المشاة والسيارات ..

وقام بعض المتطوعين في حركة لتصحيح الوضع لنقل هذا السوق المستفحل إلى مكان آخر ولكن يبدو انه داخل هذا الحل بعضا من الخبث والمكيدة للقضاء على وجود رمز لثورة شعب ناضل بشكل سلمي خلال سنوات طويلة منذ العام 2007 وقدم العديد من الشهداء خلالها وفي الحرب الأخيرة كانت ساحة النضال المخصصة للحراك السلمي في القلوعة هي الجبهة الأسطورة التي صمدت لأكثر من شهر وقدمت قافلة جديدة من الشهداء رووا بدمائهم تراب وارض هذه الساحة ..

لكن الخبث من جهة والغباء وحسن النية من الجهة الأخرى رأوا أن المكان المناسب لنقل سوق آفة القات هي هذه الساحة الشريفة وبالفعل نقلت فرشات وبسطات وسيارات بيع القات بالبائعين سواء من أبناء القلوعة أو من مكان آخر ..

وقد كانت لنا وقفة جادة حيال ذلك العبث حيث توجهنا صباح يوم أمس كمركز يعني بالتوعية من خطر هذه الآفات وغيرها وكمواطنين من أبناء القلوعة إلى قيادة المقاومة والتي للأسف يبدو أنها أضعف من أن تمنع مثل ذلك العبث ثم انتقلنا إلى مأمور مديرية التواهي الذي له الفضل في هذا العبث حيث انه من اتخذ هذا القرار وفق رأي بعض من الموالعة في منطقة القلوعة دون مراعاة لمشاعر أهالي وأسر شهدائها ولا تاريخ نضال الشرفاء فيها ولا حتى لواجهة وجمال منطقة القلوعة والتي جعلوها بهذا القبح بمنظر سوق القات على مدخلها الرئيسي وقد طرحنا عليهم مقترح إن كان ولابد وفي هذه المرحلة في ظل عدم وجود قوانين تمنع مزاولة بيع القات في المدن والطرقات والأسواق العامة فمقترحنا أن يتم نقل باعة القات وآفتهم إلى جانب السوق القديم في المنطقة وبذلك سيكون بعيد عن طريق المشاة والسيارات وكذلك بعيدا عن الواجهة لمدينة القلوعة الجميلة .

مع ذلك لم نلقى من الجميع وعدا حقيقيا بقبول المقترح بل أن البعض هب مدافعا عن القات وأننا يجب أن نراعي مشاعر باعته وموالعته ومراضاتهم والبعض إقترح أن يبقوا في ساحة الحرية والكرامة ولكن بشكل منظم وان تصرف لهم مظلات تقيهم حرارة الشمس …

وانتابتني الحسرة لذلك وتمنيت لو كانت لقضيتنا وشهدائنا مكانة في قلوبنا مثل مكانة القات الذي يبدو أنه أغلى وأعز ما يملكون ومستعدون للدفاع عنه والتضحية لأجله بالجنوب وشعبه .
سعاد علوي
4/12/2015