fbpx
الإمارات تعيد تأهيل مراكز الفشل الكلوي في عدن
شارك الخبر

يافع نيوز – الاتحاد – فتاح اليافعي (عدن)

أشادت القيادات الطبية والصحية بعدن بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة في إعادة تأهيل عدد من مراكز علاج مرضي الفشل الكلوي وتزويدها بالأجهزة والمحاليل الطبية اللازمة لرعاية هذه الفئة من المرضي.

وأكدت هذه القيادات، وكذلك المرضى على أن ما قامت به دولة الإمارات العربية المتحدة ليس غريباً علي قيادتها الرشيدة متمثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ،حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مشيرين إلى أن الإمارات هي وطن المواقف التاريخية المشرفة.

وأشارت هذه القيادات في لقاءات مع «الاتحاد» إلى أن مليشيات الانقلابيين الحوثيين وقوات صالح سعت في حربها العبثية التي شنتها على محافظة عدن والمدن اليمنية الأخرى إلى استهداف المؤسسات والمرافق الخدمية بما فيها المرافق الصحية، وخاصة مرضى الفشل الكلوي الذين كان العشرات منهم ضحايا هذه الحرب.

وقالوا: إنه على مدى ثلاثة أشهر من الحرب كانت لتدمير القطاع الصحي الذي يندرج في إطاره مراكز الغسيل الكلوي، وهذا ما فاقم من معاناة مرضى الفشل الكلوي ليتوفى منهم العشرات نتيجة عدم تمكنهم من الحصول على جلسات الغسيل سواء في مراكز عدن التي احتلت المليشيات فيها ثلاثة مراكز للفشل الكلوي أو في بقية المحافظات التي لا تزال رحى الحرب تدور فيها أو تقع تحت قبضة المليشيات.

وكما هو معروف عنها فقد كان لدولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ، حفظّه الله، لمسة إنسانية تجاه مرضى الفشل الكلوي في عدن والجنوب خصوصاً واليمن بشكل عام، ساهمت هذه اللمسة في إنقاذ حياة العشرات من مرضى الفشل الكلوي الذين كانوا ينتظرون الموت وسط عجزهم عن العلاج الذي انتجته حرب المليشيات.

وقال الدكتور عبد القادر الباكري مدير عام الهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية في عدن لـ«الاتحاد»: أثناء الحرب التي شنتها مليشيات الحوثي وقوات صالح الانقلابية كان أكثر المرضى معاناة في محافظة عدن هم مرضى الفشل الكلوي، ومنذ دخول المليشيات الانقلابية إلى مديرية خور مكسر واحتلالها وتوقف العمل بثلاثة مراكز من أصل أربعة مراكز للفشل الكلوي توجد في المدينة، وبالتالي تشكل عبئاً كبيراً على المركز الرابع الموجود في مستشفى «الصداقة»، وهذا ما اضطر العديد من مرضى الفشل الكلوي للنزوح إلى محافظتي شبوة وحضرموت لتلقي الجلسات الخاصة بهم.

ويواصل الباكري حديثه: إنه ومع نقص المواد والمحاليل الخاصة في ضل الحصار والحرب وتوقف المواني والمطار وعدم وجود مصادر محلية يمكن أن تشتري منها المواد الخاصة بجلسات الغسيل الكلوي وصعوبة تنقل المرضى بين عدن ومحافظتي شبوة وحضرموت كان الضغط كبير على المركز المتبقي في المدينة، مما أدى إلى إصابة العديد من المرضى بإعياء شديد، ومع الأسف توفي عدد من مرضى الفشل الكلوي.

وتقول د. أمل أحمد سالم رئيسة قسم الكلى بمستشفى الجمهورية بعدن: إن مرضى الفشل الكلوي ومرضى الكلى بشكل عام خاصة زارعي الكلى كانوا أكثر الشرائع تضرراً نتيجة عدم توفر المواد وتقطع المياه والكهرباء عن المركز، وتركوا المرضى للمجهول، وذلك إلى جانب الخطر المترتب على حضور المرضى والطاقم الطبي لتلقي جلسات العلاج أثناء الحرب، وهذا ما اضطرنا لنقل المرضى إلى مركز مستشفى الصداقة وأيضاً تكفلت بعض الجمعيات بنقل الكثير من المرضى إلى حضرموت وشبوة.

في زيارتنا إلى مركز الغسيل الكلوي بمستشفى الجمهورية التعليمي-الذي عاود العمل فيه- التقينا المسؤولة عن مركز الغسيل الكلوي د. نبيهة باماجد التي وصفت لـ«الاتحاد» كيف عايش مرضى الفشل الكلوي الحرب، وقالت:

مع بداية العدوان على عدن والجنوب فقد عاني مرضى الفشل الكلوي وعانينا نحن الكادر الطبي من صعوبة التنقل والمواصلات ومع هذا خاطرنا في سبيل أداء الواجب الإنساني، ومع دخول مليشيات واحتلالها لخور مكسر كانت أخطر المراحل التي مررنا بها فلم نكن نتوقع أن يكون مرفقنا الصحي مستهدفاً إلا أن عنجهية ولا إنسانية المليشيات أقدمت على إغلاق ثلاثة مراكز للغسيل الكلوي في خور مكسر وطرد حوالي 500 مريض منها وبناء على هذا شرد مرضى الفشل الكلوي ونحن الكادر الطبي نقلنا عملنا إلى المركز الوحيد المتبقي في عدن والموجود في مستشفى الصداقة بالشيخ عثمان.

وتمضي باماجد قائلة: كانت الفترة أمامنا قصيرة جداً ومركز الغسيل في «الصداقة» متواضع وإمكانياته ضعيفة إلا أنه أنقذ حياة الكثير من المرضى الذي كانت حالتهم حرجت نتيجة انقطاعهم لعشرة أيام عن الجلسات بعد تشريد المليشيات لهم من مراكز خور مكسر، وكحلول عاجلة اقترحنا نقل عدد كبير من مرضى الفشل الكلوي إلى محافظتي شبوة وحضرموت لتلقي العلاج والرعاية هناك وتبقى حوالي 130 مريضاً في عدن وتلقوا الجلسات على فترات وبالتناوب والحمد لله رغم مخاطر الذهاب والعودة للمركز قدمنا الخدمات بشكل أفضل خلال ما تبقى من فترت الحرب.

ومع أن العمل في المركز بدأ- بعد ترميمه من الأضرار التي لحقت فيه- منذ بداية سبتمبر إلا أن باماجد إشارة إلى أن المرضى ونتيجة أن المختبرات والترقيد بمستشفى الجمهورية في طور التأهيل يضطرون إلى عمل الفحوصات في مختبرات خاصة، وهذا يضاعف التكاليف عليهم إلى جانب نزوح بعض مرضى الفشل الكلوي من محافظة تعز للعلاج في عدن حيث ونحن نمتلك محاليل وعلاجات خاصة بمرضى مركزنا، وبالتالي قد يصيبنا هذا باختناقات في عملنا ونفاد في كميات العلاج المخصصة لنا، بالإضافة إلى نقص في الكادر التمريضي.

ورصدت «الاتحاد» جانباً من معاناة مرضي الفشل الكلوي في عدن وقال ناظم علي حمود من أبناء محافظة الضالع الذي كان يتحدث بمرارة وهو يتلقى جلسة الغسيل الكلوي في مركز مستشفى الجمهورية بعدن: لقد عانينا الأمرين إبان الحرب، فبعد أن طردتنا مليشيات الانقلاب من هذا المركز انتقلنا إلى مركز مستشفى الصداقة الواقع على أطراف المدينة، ونتيجة لنقص المواد والعبء الذي تحمله هذا المركز كانت جلسات علاجنا تتقلص ونحرم من بعض الجلسات وكدنا أن نفقد حياتنا.

ويضيف ناظم: إنه ومع تحرر عدن والجهود التي قدمتها دول التحالف وخصوصاً الدور المميز للإمارات في إعادة تأهيل المرافق الصحية ودعمها بالأدوية تحسن أحوالنا أكثر وعاد لنا الأمل وصرنا نتلقى جلسات العلاج بكل يسر وسهولة، فشكراً لـ«إمارات الخير» وشكراً «مملكة الحزم» وشكراً «خليفة» وشكراً «سلمان».

وبدوره يقول وسيم محمد غالب أحد مرضى الفشل الكلوي الذي يتلقى العلاج في مركز مستشفى الجمهورية: كنت أتلقى العلاج في هذا المركز الكائن بخور مكسر عدن قبل أن تدخل المليشيات المرفق صباحاً وتحتله ولم تفرج عنا إلى بعد العصر لنذهب إلى مركز مستشفى «الصداقة» لنتلقى جلسة علاج في اليوم الثاني من خروجنا من خور مكسر وعقبها بثلاثة أيام نزحت إلى محافظة حضرموت وتحديداً مدينة سيئون.

وأضاف: بعد أن خرجنا من الحصار ووصلنا سيئون خضعنا لجلسات غسيل في مركز الغسيل بسيئون، وهناك قوبلنا بعناية ورعاية صحية متكاملتين وها نحن نعود إلى عدن الحبيبة للعلاج فيها بعد أن غبنا عنها أربعة أشهر.

وشكر وسيم: دول التحالف العربي والإمارات التي كان لها دور مميز في دعم المقاومة والمواطنين، وأيضاً الشكر لهم على توفير العلاجات والأكل والشرب والرعاية التي كانت تقدم لهم أثناء وجودهم في سيئون، كما شكر وسيم: أبناء حضرموت على حسن المعاملة والرعاية التي قوبلوا بها.

الإمارات تقدم أدوية للمرضى زارعي الأعضاء والسكري

ما من مجال من مجالات الخدمات الإنسانية ومجالات الخدمات الأساسية إلا وتجد لدولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بقيادتها الحكيمة التي يقودها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، فإلى جانب إنعاشها للمجال الصحي على مستوى الجنوب واليمن عموماً وتقديمها للأدوية الإسعافية وتأهيل بعض المرافق التي تضررت بالحرب قدمت مؤخرا أدوية باهظة الأثمان لمرضى زارعي الأعضاء وأيضاً مرضى السكري وهذه الأدوية تكفي لمدة عام كامل:

وأوضح د.الباكري: إننا تسلمنا قبل أسبوع أدوية باهظة الثمن وهي خاصة بالمرضى من زارعي الأعضاء وعددهم «106»مستفيدين حيث كان هؤلاء المرضى في السابق يشترون هذه الأدوية من خارج البلاد نتيجة عدم توفرها في الداخل، إلى جانب أدوية الأنسولين الخاصة بمرضى السكري التي قدمتها الإمارات عبر الهلال الأحمر الإماراتي.

وأشار الباكري إلى أن هذين الصنفين من الأدوية يكفيان المرضى من زارعي الأعضاء والسكري ولمدة عام كامل.

أول الغيث قطرة

مع تحرر مدينة عدن في 17 يوليو الماضي من سيطرة هذه العناصر المتمردة، كان لدولة الإمارات العربية المتحدة جهود إسعافيه أولية ساهمة في الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية وعودتها للحياة من جديد ليس على مستوى عدن أو الجنوب فحسب، بل على مستوى اليمن.

فإلى جانب وصول محاليل وأدوية، خاصة بمرضى الفشل الكلوي إلى مدينة عدن والمحافظات الجنوبية المحررة وصلت أيضاً محاليل ومستلزمات إلى حضرموت وشبوة الجنوبيتان وأيضاً محافظة تعز وبعض المناطق الشمالية لتكون بمثابة لمسة أمل على مرضي السرطان على مستوى اليمن.

ويقول د.عبد القادر الباكري في هذا الشأن: قدمت الأمارات العربية المتحدة عبر الهلال الأحمر الإماراتية كمية كبيرة من الأدوية الخاصة بمرضى الفشل الكلوي إلى جانب دفعات سابقة قدمها مركز الملك سلمان للإغاثة والهلال الأحمر الإماراتية ويستفيد منها اكثر من«500»مريض في محافظة عدن والمحافظات القريبة منها، بالإضافة إلى أضعاف المستفيدين من هذه العلاجات في حضرموت وشبوة الجنوبيتان ومحافظات شمالية أخرى.

وبدورها تقول د. أمل احمد لقد كان للإمارات دور في إرسال كميات من معدات الغسيل منها الأنابيب – والقساطر – والبيكربونات – والمرشات وقد كانت البيكربونات ليست على مقياس الأجهزة المتوفرة معنا وهذا يعود لعدم وجود تنسيق بين مسؤول المركز والمانحين.

وتمنت د. أمل أن تعمد دولة الإمارات عبر مندوبي الهلال الأحمر إلى تأهيل مركز متكامل لمرضى الكلى بشكل عام يضم الغسيل والزراعة وجراحة الكلى وتفتيت الحصى ومناظير إلى جانب تأهيل الأطباء والممرضين، شاكرين في الوقت نفسه الجهود الجبارة للإماراتيين في إعادة تأهيل مستشفى الجمهورية وعدد من المرافق الصحية وموقفهم الإنساني بشكل عام. وتقول د. نبيهة باماجد: خلال شهر نوفمبر الجاري قدم الهلال الأحمر الإماراتية دعم جلسات غسيل لمرضى الفشل الكلوي في عدن، بالإضافة إلى ادوية ومستلزمات قدمها مندوبي الهلال خلال الفترة الماضية.

أخبار ذات صله