fbpx
(رحلة شهيد 6 ) ( الشهيد – عبدالمجيد عبدالله حيدرة الحوشبي)

كتب –  عزالدين الشعيبي :
يا أمتي كم دموعٍ في مآقينا
نبكي شهيديك أم نبكي أمانينا؟!
يا أمتي إن بكينا اليوم معذرةً
في الضعفِ بعضُ المآسي فوق أيدينا
واهاً على السرب مختالاً بموكبه
وللنسور على الأوكار غادينا
قالوا الضباب فلم يعبأ جبابرةٌ
لا يدركون العلا إلاّ مضحِّينا
فكلما حلَّ رزءٌ صاحَ صائحُنا:
فداك يا أرض لا زلنا قرابينا

الشهيد عبدالمجيد الحوشبي

لا زلنا في (معركة الكرامة للأرض) وما زلنا نتفوح شذى عطر الأرواح الزكية لشهداء هذه المعركة ، في مسيمير الحواشب بطولات لأبطال مجهولين لربما يتناسيهم التاريخ أنما صنعوا الحرية العظيمة لشعوبهم وأوطانهم، وكما سبق الحديث.
معركة الكرامة للأرض والتي دفعت فيها المقاومة الجنوبية مليشيات الحوثي ووحدات الحرس الخاصة التابعة لعلي عبدالله صالح كانت فاتورتها كبيرة.
سقط الكثير من الشهداء من أبناء الحواشب وقد شرعنا بالحديث الخاص لكل شهيد في هذه المعركة واستكمالا منا نقف اليوم مع شهيد شاب آخر تخلد اسمه ضمن أبطال هذه الأرض .
الشهيد (عبدالمجيد عبدالله حيدرة الحوشبي) .

من أبناء عاصمة مديرية المسيمير بلحج .
شاب يبلغ من العمر ٢٣ عاما .شقيق لتسعة أخوة ، جندي بالقوات المسلحة ، قبل استشهاده بدأ يؤسس مشروع حياته الخاصة ( الزواج) وشرع بالتجهيزات الأولى للانتقال بنفسه إلى عش الزواجة ، كوّن منزلا متواضعا له على أمل الاستقرار فيه بسعادته الزوجية ، إنما لم تكتمل الآمال التي طالما حلم بها عندما تساومت مع خيار الوطن والأرض الذي بات مهددا انتكاسته بقدوم عدو الأرض والوطن من بهائم مليشيات الحوثي وعفاش الذين قدموا صوب منطقته لتكريس حياة الاستعمارية والاستبداد .

رمى الشهيد عبدالمجيد بكل طموحاته وآماله المكونة حياته ليرصد ذاته بمشروع( شهيد وطن) ، ففي ٩/٦/٢٠١٥م الساعة ١٢ ظهرا وعندما انطلقت الفرقة التابعة للعقيد ( محسن مانجستو) من جهة الشمال الغربي للمديرية متجهين وسط عاصمة مديرية المسيمير تواجهت الدفعة الأولى المتقدمة بمقدمة الشهيد عبدالمجيد الحوشبي مع مليشيات الحوثي ودارت اشتباكات عنيفة بالقرب من مضخة المياه لمدينة المسيمير كان الشهيد عبدالمجيد عبدالله حيدرة متقدما مندفعا بشجاعة مهدفا رصاصاته صوب الجنود الحوثين المتموقعين وسط الأزقة للمدينة والمطلة على وادي تبن في هذه الأثناء وقد اشتدت وتيرة المواجهة النارية بين الطرفين تصيب طلقة لبندقية أحد جنود الحوثي رقبة عبدالمجيد عبدالله لتلقيه على الأرض شهيدا مقربا إلى الله -سبحانه وتعالى.

ثم بعد مقتل الشهيد على الفور ينسحب الجنود الحوثيون من داخل الأزقة وشوارع المدينة ليتمركزوا في إدارة أمن المديرية ، ولا يزال شباب المقاومة يشتبكون معهم بمواجهات عنيفة ويسقط شهداء جدد.

أما شهيدنا عبدالمجيد يتمكن الشباب من أخذ جثته ليوارى مثواه الأخير ، يوسد جثمانه الطاهر على الثرى مودعا أحبائه وأقربائه وذويه وأيما وداع ! أنه الوداع الذي يقر عين كل حبيب له سيما وقد حظي بدرجة الشهادة في سبيل الله ، يرحل شهيدنا إلى جنات الخلد بإذن الله مشرفا بروحه التي استرخصها في سبيل الدفاع عن دينه وعرضه وأهله لينال رضاء الله ، وليبقى خالد الذكرى والتاريخ كلما اعتزت شعوب بشهدائها وأبطالها، دمت أيها المغوار رفيع ذكرى وفخر عزّ سيرفع كل الحواشب والجنوب بك وبفدائيتك، إلى جنات الرحمن التي وعدها الله عباده الشهداء الأبرار .
نسأل الله العلي القدير أن يكرم مثواك ويكتبك عنده من الشهداء الأبرار ، وأن يحفك برضاه ومغفرته،،، وإلى شهيد آخر وحلقة آخرة نتواصل ..
* المركز الإعلامي للمقاومة الجنوبية بمديرية المسيمير