fbpx
إلى أقلام صاحبة الجلالة

 

وددت هذه المرة أن أوجه مقالي هذا لأقلام صاحبة الجلالة والسلطة الرابعة,الذين تسكب أقلامهم حبرها على صدر صفحاتها, وتواكب بمدادها ومشاعرها وأحاسيسها كل جديد, وتكون أقرب إلى ذلك الواقع من أي أقلام أخرى, منطلقة من المهنية والمبادئ والضمير والأخلاق الصحفية,بل ومن منطلق الدين وتعاليمه التي تحتم على كل ذي قلم شريف ونزيه أن يجعل مخافة الله نصب (عينيه) وإن يكون قلمه وحبره وصفحاته لله أولا ثم لنصرة المظلومين ونجدة الملهوفين والوقوف بجانب الحق وإحقاقه حتى وإن كان أمام سلطان جائر..

في بلاط صاحبة الجلالة وددت أن أعاتب البعض والبعض قليل, ممن باعوا مبادئهم وضمائرهم وحتى أخلاقهم ودينهم مقابل عرض من الدنيا (قليل), ومقابل فتات لا يسمن ولايغني من جوع,فبدلا من أن تصدح أقلامهم بالحق وتتغنى به وتقصم ظهر الباطل وأهله, باتت وللآسف الشديد اليوم أقرب إلى الباطل منه للحق, وأقرب للظالم منه للمظلوم,فتلمع هذا, وتمجد ذاك, وترفع من قدر هذا, وتعلي شأن ذاك, وهي تعلم علم اليقين أنهم لايستحقون مثقال (ذرة) من ذلك الثناء والإطراء والمديح, ولكن حينما غاب الوازع الديني وغلبت المصلحة على الأخلاق والمبادئ كان الأمر بالنسبة لهم مغنما ومكسب, وأضحى مديح الفاسدون وتلميعهم بطولة وشهامة وقوة..

للآسف تجرد معظم من يملكون الأقلام من المهنية ومن مخافة الله ولم يعد يهمهم شيء سوء تلك (الريالات) الهزيلة التي يجود بها أسيادهم, وذلك الفتات الذي يبيعون كل شيء مقابل الحصول عليه, فلا وطن يهمهم, ولا أحلام تعنيهم, ولا دين يقف حائلا أمام تلك التصرفات  اللأخلاقية واللأمهنية والإنسلاخ الكلي من جلباب صاحبة الجلالة الأطهر من أن يطأ بلاطها وصدر صفحاته أناس لايعرفون (خُمس) الخمسة كم؟ , ولايكترثون بتلك المبادئ والأخلاقيات, وبتلك الآلام التي يخلّفها زيف أقلامهم وموت ضمائرهم وتبلّد مشاعرهم..

أولئك الذين تجد معظمهم يوما (قمريا) وآخر  (شمسيا), وحين  يقفون في المنطقة (الرمادية), فلاهم للحق نصروا وأعانوا وأظهروا, ولاهم للباطل كشفوا وزجروا وردعوا,ولكن إن دعت المصلحة الذاتية (وجشع) أنفسهم (الأمارة) بالسوء أن يكونوا فلا ضير من أن يتحالفوا حتى مع الشيطان نفسه, مختزلين كل التعاليم وكل الأخلاق وكل المبادئ في ريالات وفتات وحطام يذهب في (مجلس) قات, أو بين ثنايا (مطعم) به من الملذات والمأكولات والمشروبات..

فلتعذريني صاحبة (الجلالة) المتطفلون أساؤا لك ونقضوا كل العهود والمواثيق وتمردوا عليك,فجعلوا منك (سُلم) لغاياتهم وأهدافهم ورموا بمبادئك التي تعلمناها (عرض) الحائط,وباتوا يسخّرون كل كتاباتهم وأقلامهم وفق أهوائهم وأطماعهم ورغبات أسيادهم حتى وأن بلغ فساد أسيادهم مبلغه وفاحت رائحته، فما يهمهم أن تتخم احشائهم وتمتلئ جيوبهم..