fbpx
الرصاصة لاتزال في جيبي !

الفعالية الاحتفالية الجماهيرية التي شهدتها ساحة العروض بالعاصمة عدن يوم الاثنين  30 نوفمبر لا تعني بالضرورة العودة الكاملة الى أسلوب نضال مرحلة ما قبل الحرب الأخيرة كما يعتقد البعض, بل هو احتفال تقليدي  بمناسبة وطنية يتم اقامة مثلها في عديد من دول العالم كذكرى للاستقلال أو يوما للعيد الوطني لهذه الدولة أو تلك, وبالتالي فلا مبرر من انزعاج البعض من اقامتها, خصوصا الذين يعتقدون ان مثل هذه الفعالية الرمزية السلمية ستكون بديلا عن وسائل النضال الأخرى والعودة الى زمن السلمية المكررة الرتيبة, بل هي جزءاً لا يتجزأ من هذه الوسائل, ووسيلة فاعلة استلهم من خلالها الجنوب معاني النضال بمختلف صوره, وانبثق منها شعاع المقاومة المسلحة بوجه العدوان الشمالي على الجنوب بعد سنوات من العمل التوعوي بماهية القضية الجنوبية. ضف الى ذلك ان هذه الفعالية تعتبر رسالة واضحة تحمل في مضمونها عدة معاني منها:

اولا: تأكيدا للدول الاقليمية والعالمية ان الجنوب الذي حمل السلاح قبل أشهر لم يتخل عن فلسفته المدنية وثقافته السلمية وهو يشرع بلملمة شتاته نحو استعادة دولته المنشودة ,وان الثورة الجنوبية هي التي تمتلك الحضور الجماهيري على أرض الواقع وأي تعامل سياسي خارجي وداخلي يجب ان يكون عبر هذه الثورة وليس من خلال وسطاء وسماسرة ونخاسي أوطان كما درجت العادة منذ سنوات. أو بمعنى ادق هي رسالة للعمال كله بان الجنوب شعب يؤمن بالسلم والسلام بقدر استعداه للحرب ان فرضت عليه. نورٌ مع من يسالمه, ونار بوجه من يعاديه.

ثانيا: ان هذه الفعالية الجماهيرية التي  لم تخلو من العروض العسكرية  تعتبر تأكيدا من الثورة الجنوبية ان بوسعها استخدام  كل وسائل النضال القديمة والجديدة في أي زمان ومكان بالجنوب في حال أن قلب شركاء الحرب الاخيرة سواء  دول التحالف أو شرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أو القوى اليمنية والجماعات الدينية ظهر المجن بوجه  الجنوب وتنكرت لتضحياته كشريك رئيس بهذه الحرب. فهذه الفعالية هي رسالة صريحة ملخصها يقول للجميع : (لا تزال الرصاصة في جيبي).!

ثالثا : ان مثل هكذا فعالية  ستعطي دفعة قوية ومزيدا من الزخم  وثقة بالنفس لدى القوى الجنوبية سواء كانت مقاومة او فعاليات ثورية ومدنية ومنظمات مجتمع مدني بعدن والمكلا وباقي مناطق الجنوب نحو العمل الجاد على استعادة مؤسسات الدولة وتفعيل عملها في كل المجالات وعلى وجه الخصوص الأمنية والخدمية والقضائية في ظل استهداف واضح من قبل قوى متشيطنة تسعى من خلال ادوات القتل والنهب والفوضى حثيا لكبح جماح الجهود الجنوبية المبذولة لاستعادت ترتيب البيت من الداخل.

–  خاتمة: تحرير العقول أصعب من تحرير الأوطان.