fbpx
أسرار وخفايا تعثر تعز .. ولماذا صمدت مليشيات الحوثي والمخلوع..؟
شارك الخبر
الصورة من لقاء الحوثي ابو علي الحاكم ببعض وجاهات تعز في مقبنة

يافع نيوز – تقرير – خاص :

منذ بداية الحرب، وتحرك مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، صوب تعز، بدت الأمر تسير بشكل طبيعي، ومع إتخاذ المليشيات من معسكر القوات الخاصة مقرا للحشد والتجهيز لغزو، الجنوب وعدن، تلقت المليشيات تسهيلات كبيرة من قيادات المحافظة والسلطات المحلية فيها والمشائخ والاحزاب .

ودخلت تعز عبر بعض النافذين فيها، واصحاب المصالح، والمرتبطين والمتعاونين مع المليشيات، في اتفاقيات اسميت ” اتفاقيات سلم وتعايش ” تمنح الحوثيين حق التمدد والسيطرة .

وبحسب مصادر خاصة فقد عقد لقاء هام في منتصف مارس قبل بدء الحرب بأيام، كان ابرز الحضور فيه محافظ تعز ( شوقي هائل ) والقيادات الامنية والعسكرية، وقيادات حوثية، وتم في اللقاء الاتفاق على تجنيب محافظة تعز أي مواجهات، كونها محافظة تظم مصالح تجار ومستثمرين وفيها كثافة بشرية قد يذهب منهم الكثير ضحايا الحرب والمواجهات .

وتشير المصادر، ان على هذا الاتفاق سارت الاطراف، ووافقت كل الاحزاب على ذلك، وضمن الاتفاق ان لا يتم اعتراض أي قوة عسكرية للحوثيين تتوجه الى الجنوب مناطق باب المندب .كما وافق المشائخ على ذلك، والذين صرفت لهم اموالاً طائلة وأسلحة مقابل حماية مناطقهم من أي مقاومة تريد مواجهة المليشيات في تعز

لماذا صمدت المليشيات بتعز ..؟

بما ان تعز تمتلك اهمية استراتيجية كبيرة، لتوسطها اليمن، وكونها المخزون البشري لليمن، وارتباطها بعدة محافظات، وقربها من باب المندب من الجهة الغربية، تؤكد الوقائع بحسب مراقبين، ان صمود المليشيات في تعز، يأتي نتيجة تخاذل كثير من القوى والاحزاب والنخب، عن دحر المخاطر عن المحافظة .

وفي الوقت الذي قرر التحالف العربي تحرير تعز، باتت تتعرض تتعز لخيانة من قواها السياسية والمسلحة، التي توصف بأنها ( غير مخلصة لتعز )، دون الوقوف بجد أمام هذه المرحلة الحساسة من تاريخ تعز،والتي يجب استغلال دعم التحالف من قبل تعز للتخلص من حكم الزيود الذي ظل مئات السنين جاثما على تعز واهلها ومناطق الوسط .

واليوم تشهدجبهات تعز القتالية، خلافات شديدة، بين فصائل المقاومة المنتمية لاحزاب وجماعات، حتى بينها جماعات تابعة للمخلوع صالح تخترق المقاومة، وتربك الجبهات وخاصة داخل مدينة تعز .

 

الحواضن الشعبية :

من المعروف عن تعز ومناطق وسط اليمن، انها مناطق ( شافعية المذهب )، وترفض غالبيتها الامتداد الزيدي اليها، لكن ما حدث في التمدد الحوثي، هو ناتج عن فعل الاحزاب السياسية السلبية التي حددت مصير تعز ومناطق الوسط، وامتنعت عن أي نشاط رافض لتمدد مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح .

وتثار وسط الحواضن الشعبية في تعز ومناطق الوسط مثل ( إب والبيضاء ) الكثير من التساؤلات، عن التسهيلات التي قدمت للحوثيين والمخلوع صالح في بسط النفوذ والسيطرة، في الوقت الذي أظهرت فيه المرحلة عن ( تحالف عربي عريض ) يدعو الى الحفاظ على كيان المذاهب السنية، وعدم سقوطها بيد الامتداد الزيدي او ما بات يصنف اليوم بــ( الامتداد الشيعي ) الذي ترعاد وتدعمه ايران في اليمن .

معاناة تعز :

تعاني تعز اليوم، من واقع  قهري، يعود بالمعاناة الشديدة على المواطن هناك نتيجة ظروف الحرب والقلق والخوف واستمرار المعارك حول محيط المحافظة، مع صمت مزري للنخب ومنظمات المجتمع المدني التي يتوجب عليها، ان تنتفض بوجه المليشيات وتطالبها بالمغادرة الفورية.

ويرجح مراقبون ما تعانيه تعز اليوم، الى الاتفاقيات والتسهيلات التي اعتقدت بها سلطات تعز المحلية، انها ستجنب مصالحها ومصالح تجارها، من الحرب، بمقابل منح الحوثيين السيطرة على المحافظة، وجعلها منطلقا لمهاجمة المناطق المجاورة لتعز في الجنوب، او انتشار المليشيات في المناطق القريبة من باب المندب، الذي يعد مرتكز العمليات الحربية لدول التحالف العربي، لما يمثله من عمق استراتيجي وامني واقتصادي يمس تلك الدول بشكل مباشر .

 

التحالف وتعز :

يدرك التحالف العربي ان تعز وقعت ضحية انانية المصالح المفرطة، التي جسدتها قيادة تعز ممثلة بمحافظها وتجارها واحزابها السياسية ونخبها، دون ان تفكر هذه التكتلات بمصالح غيرها في المناطق المجاورة لتعز، وخاصة عدن، والتي تطل على باب المندب الممر المائي الأكثر اهمية في خارطة الصراعات الحديثة في المنطقة العربية، وربما في العالم .

وبحسب معلومات صحفية خاصة، فقد كان حذر التحالف العربي الاحزاب السياسية بتعز والسلطات المحلية، من أي تسهيلات للمليشيات في اجتياز تعز او السيطرة عليها . لكن يبدو ان السلطات في تعز والاحزاب، لم تأخذ التحذيرات الصريحة من التحالف محمل الجد ، معتقده بحسب مراقبين، ان مصالح تجار تعز وبعض نخبها، أهم من مصالح دول الخليج والدول العربية التي باتت تتعرض لتهديد الامن القومي اذا ما تمكنت مليشيات صالح والحوثيين الموالية لايران من الوصول الى باب المندب وجزيرة ميون .

 

ما هو مخرج تعز من واقعها اليوم ..؟

يرى مراقبون وسياسيون تحدثوا لــ”يافع نيوز ” ان على تعز اليوم، بكامل ثقلها البشري والنخب والاحزاب السياسية ان تنتفض بوجه المليشيات، لطردها من المحافظة، كي تجنبها حربا شرسة تلوح في الابواب، إن لم تكن قد دخلت فيها مناطق تعز الجنوبية والشرقية والغربية .

ويؤكد المراقبون، ان طريقا واحدا اما تعز، وهي الانتفاض ومواجهة المليشيات واعادة تعز الى امنها واستقرارها، بعد ان كانت منطلقا لعمليات المليشيات نحو عدن والجنوب والمناطق المجاورة لتعز .

ويشير المراقبون، ان على جميع الاحزاب السياسية في تعز دون استثناء، ان تعي أنها امام مرحلة خطيرة وحساسة، تتمثل في ضرورة حشد انصارها وقواعدها لمواجهة المليشيات داخل تعز وطردها منها، واستغلال الدعم السياسي والعسكري الذي يقدمه التحالف العربي لتعز  .

وعلى غير ذلك، ستظل تعز بؤرة صراع، إذا لم تنتفض الحواضن الشعبية بتعزو للتخلص من كابوس المليشيات التابعة للحوثيين والمخلوع، والتي باتت تهدد أمن تعز واستقرارها، وتصع تحرير تعز امام معركة كبيرة قد لا يحمد عقباها .

أخبار ذات صله