fbpx
لماذا يقصف الطيران الروسي مدينة حلب الخالية من مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية”؟
شارك الخبر

يافع نيوز – فرانس 24

منذ بدء الضربات الروسية في 30 أيلول/ سبتمبر الماضي وموسكو تقول إنها تستهدف مواقع تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا. لكن العديد من المحللين يؤكدون أن الغارات الروسية غالبا ما تكون موجهة ضد المعارضة السورية التي تسمى بالمعتدلة وليس التنظيم المتطرف. إليكم هذه الشهادة من مدينة حلب الخالية من مقاتلي “الدولة الإسلامية”، حسب مراقبنا.

عندما اندلع النزاع في العام 2011، كان الشاب رامي جراح من بين أبرز الصحفيين المواطنين في سوريا. وكان رامي، الذي يتحدث الإنجليزية بطلاقة، ينقل معاناة السوريين للرأي العام الدولي من خلال صفحة على الإنترنت تحمل اسم “Alexander Page”.

في أواخر العام 2011، غادر رامي البلاد وانتقل إلى مصر ثم إلى تركيا حيث واصل عمله في نقل أخبار سوريا. وذلك عن طريق وكالة ANA Press الإخبارية التي قام بتأسيسها.

عاد رامي مؤخرا إلى مدينة حلب التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، وينوي اليوم الاستقرار هناك. وقام بتصوير عدد من الفيديوهات عن تداعيات القصف الروسي على المنطقة.

كما قام أيضا بنشر تقرير مصور يسأل فيه أهالي حلب عما إذا كان تنظيم “الدولة الإسلامية” متواجد في المدينة أم لا. وكل من سألهم أجابوا بـ”لا”.

*”لو كان مقاتلو “الدولة الإسلامية” حقا في حلب، لما بقيت حيا”

 

كتب – رامي راجح :

نظرا لندرة الصحفيين الأجانب في سوريا، الرأي العام الدولي لا تصله معلومات موثوقة عما يحدث في المنطقة.

في حلب لا وجود لأي جماعات إسلامية متشددة. لو كان مقاتلو تنظيم “الدولة الإسلامية” متواجدين هنا، لما تمكنت من التجول في الشوارع والاستفسار عن تواجد التنظيم من عدمه. لو كانوا حقا في المدينة، لما بقيت حيا.

مقاتلو “الدولة الإسلامية” متواجدون في الريف الشمالي الشرقي لمدينة حلب، وقد حاولوا قطع الطرقات المؤدية إلى المدينة عدة مرات. لكن أن يقول أحدهم أن الإسلاميون المتشددون موجودون داخل حلب، فهذا الكلام بروباغندا ولا علاقة له بالحقيقة.

وأنوه هنا بأن الطيران الروسي والسوري كلاهما لم يستهدف مواقع تنظيم “الدولة الإسلامية” في الريف الشمالي الشرقي لمدينة حلب.

الطيران الروسي يشن غارت بطريقة عشوائية

أهالي المدينة يعتبرون أن الهدف الأساسي للنظام السوري هو سحق المعارضة وليس محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”.

الطيران الروسي يشن بين 10 و15 غارة كل يوم، القنابل تسقط على الأسواق والمناطق المكتظة، غارات تشنها الطائرات الحربية بطريقة عشوائية تماما. أحيانا، يقضي أكثر من 50 شخص في غارة واحدة فقط. في كل مرة أقوم فيها بالتنقل إلى المناطق التي تتعرض للقصف من الطيران الروسي، لا أجد أي مقاتلين من “الجيش السوري الحر”.

أهالي حلب يستطيعون التمييز بسهولة بين الطيران الروسي والسوري. وليس فقط عن طريق صوت الطائرات وإنما أيضا من الآثار التي تخلفها الغارات. عندما يغير الطيران الروسي على منطقة ما تكون رقعة الانفجار كبيرة جدا. في بعض الأحيان، رجال الدفاع المدني لا يستطيعون سحب الضحايا من تحت الأنقاض بسبب نقص الموارد. وهذه المشاهد صادمة للغاية.

أهالي حلب محبطون جدا لأنهم أصبحوا يواجهون ثلاث أعداء، تنظيم “الدولة الإسلامية” والنظام السوري، والآن الطيران الروسي. إنهم يشعرون بأن الديمقراطية والحرية التي يتغنى بها المجتمع الدولي ليست إلا شعارات، لأنه يسمح للنظام الروسي بالاستمرار في شن غاراته على سوريا بالرغم من أنهم يعلمون أنه يستهدف المدنيين.

مجموعةBellingcat المتخصصة في الصحافة الاستقصائية قامت بتحليل جميع الفيديوهات التي نشرتها وزارة الدفاع الروسية عن الغارات في سوريا. وتقول المجموعة في تقرير نشرته في هذا الشأن أن في معظم الحالات، المواقع التي يستهدفها الطيران الروسي ليست تحت سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”.

أخبار ذات صله