fbpx
حوار على الماشي مع إصلاحي
إلتقيته صدفة وكان معه بعض زملائه, فبادرتهم بالسلام وتبادلت التحايا معهم بكل ود.
وعلى الرغم من انه يعرف بأني لا أحبذ الهمس إلا انه امسك بيميني ومال علي هامسا في أذني: كيف حالك يا حراكي؟
فأجبته: نحمد الله على كل حال.
مال علي مرة أخرى ليكرر همسه: كيف تدعون ان الوحدة استعمارا في الوقت الذي تسعون فيه لان تستعمر الإمارات الجنوب؟!!.
وقبل ان أجيبه على تساؤله قلت له:
لن اهمس في أذنك بالإجابة, بل سأجيبك جهرا.
فانفجر ضاحكا لمداراة حرجه وقال: طيب جاوب!!
فأجبته بالقول: ان كنت حقا تظن ذلك فأهلا وسهلا بالمستعمر الإماراتي وألف لا.. للمستعمر الهمجي الذي سقانا العلقم وأذاقنا كل أصناف الويل والعذاب.
قال: الويل ذقناه معا من المخلوع وزبانيته.
قلت: جميل انك فاهم بأن كل صنوف العذاب جاءت من هناك, مع ان إجابتك ملغومة وبها من المداراة الكثير.
قال بنبرة طفت عليها شيء من الثقة: إنكم تنكرون علينا حقنا في المقاومة الشعبية ونحن الذين قدمنا شهدا وقادة تم اعتقالهم ومقراتنا دكت وأتحداك ان تأتيني بمقرٍ واحدٍ لكم استهدف.!!
قلت: على رسلك أخي, فنحن لا ننكر حق احد لقد ساهمت دول التحالف بالكثير وسال الدم الإماراتي على ارض الجنوب فلم ننكر ذلك بل نجلّه فما بالك بدماء أبناء الجنوب هذا أولا, ثانيا, ان ما طرحته هو احد مصادر الخلاف بيننا وليس كلها فالمقاومة جنوبية وليست شعبية, فالمقاومة الشعبية هناك أما في الجنوب فهي جنوبية خالصة, أما حول الجزء الأخير مما ذكرت فأقول: الحراك الجنوبي ليس حزب سياسي لتكون لديه مقرات, بل حركة شعبية واسعة مناهضة للمحتل وأزلامه, وان كنتم تحبون هذه الأرض فعلا فكل ما عليكم اليوم هو إخلاص النية للجنوب والانسلاخ عن كل ما يمت للشمال بصلة.
فتجهم وجهه وبانت على عليه علامات الغضب وزمجر بصوت مرتفع:
انتم مجموعة من “الحراكيش” تسعون إلى عودة الحكم الشيوعي لتفتكون بالبلاد والعباد.
قلت: ايوه .. لقد اقتربنا من العادة المتأصلة فيكم!!
قال بحنق: ماذا تقصد؟!
فكان ردي عليه: السلام عليكم, واستدرت مغادرا.
وبدلا من ان يرد السلام صاح قائلا: انها عادتكم, الهروب من الحوارات ومن أشياء أخرى, تعال وحاورني.
استدرت نحوه قائلا:
لا استطيع مجاراتك يا صديقي, فما هي إلا خطوتين وبعدها تكفّرني.
ثم تابعت طريقي وتركته يلهج بما لم افهمه…