fbpx
أردوغان والدب الروسي الحرب القادمة
شارك الخبر

إبراهيم الصالح

الجدل يطيح بحكومات الشرق اﻷوسط ما بين مؤيدٍ ومُعارضٍ ، لإسقاط تركيا للطائرة الرُسيّة التي أنتهكت المجال الجوي لتركيا ، وبعض المُزايدين يصف تلك الخطوة بالمُتهورة ، وكأننا دخلنا معتركاً جديداً سيغير مجرى الدويﻻت بالشرق اﻹسﻻمي ، لكن دعونا نخوض في خضمّ اﻷحداث .

تركيا ليست نِداءً لروسيا ، التي لديها أسراب وأساطيل تتفوق عدداً وحداثةً ، لكن هل تجرؤ روسيا القوية على (الفيدباك) ، سياسة روسيا إنتهازية وهي متأثرةٌ إلى حدٍ كبيرٍ باﻷحداث السابقة حينما خاضت الحروب ضد المسلمين فكُسرت هيمنتها عياناً في الشيشان وما حواليها ، وحتى اﻵن تصارع التيارات العدائية لها (التيارات السُنّية) وتدعم الطوائف اﻷخرى خوفاً من صعود التيارات المعادية سُلَّم السلطة
.

حلف الناتو يودّ لو تتجرأ روسيا على عضو الحلف (تركيا) حتى يعيدوا الصاع صاعين ، فما حدث بالغرم من انتهاك للقانون الدولي ولمواثيق بروكسل وجنيف ولمسودة التنظيم الداخلي لﻹتحاد اﻷوربي شغل حيّزاً واسعاً في دول اﻷتحاد اﻷوربي ، ولا زالت الدول تبحث عن المخرج المناسب كونها عجزت في إدارة الأحداث داخل منظومة اﻹتحاد ، وروسيا تدرك ذلك جيدا وتعلم بأنّ أي حماقة سترتكبها ستدفع الثمن باهضاً .

الصين هي سيدة اللعبة وصاحبة الكف الوافرة في الميدان ، لكنها أيضا أن أعلنت تحالفها مع الدب ضد تركيا ستخسر السوق العربي واﻹسﻻمي وسيتراجع سوقها في الشرق الأوسط ، والوﻻيات المتحدة الأمريكية ستكون بالمرصاد لتدعم الأسواق حتى تنهار الصين التي تتهدد الإقتصاد اﻷمريكي بكل حين .

المملكة العربية السعودية ستكون صاحبة الحظ الوافر بتقليص النفوذ الإيراني في المنطقة وستتحول من موقع الدفاع إلى الهجوم كون العالم يشتعل كل على حده ، طبعاً لن تكون المملكة وحيدة بل ستقف بجوارها جميع اﻷقطار اﻹسﻻمية ، باﻷضافة إلى إعادة الحسابات التي خرجت عن سيطرتها في العراق وسوريا ولبنان واليمن ومن كل هذا نستنتج بأن العالم سينقسم إلى عدة تحالفات منها :

*التحالف العسكري وستتزعمه روسيا ، ودول الإتحاد الأوروبي ستقف موقف المشارك ﻹستعادة هيبتها في أوكرانيا ، وستحاول أن توكل هذه المهام تحت جناح الدولة التركية.

*التحالف الإقتصادي وستتزعمه بالنيابة الصين الشعبية والوﻻيات المتحدة الأمريكية وهنا ستطبق شروط الحصار الجائر أو العطاء الغير مشروط لدول المنطقة .

*التحالف العقدي ، ستتزعمه المملكة العربية السعودية باﻹضافة إلى جمهورية إيران الإسلامية ، وستبدأ حسابات جديدة لكلي الطرفين ….

لكن بطبيعة الحال لن يحدث شيء من هذا القبيل من قبل روسيا ﻷنها تعلم جيدا بأن الجميع يتربص بها الدوائر خصوصاً عندما عملت على طي الحركات التغييرية في المنطقة وخاصة اﻹسﻻمية ، وربما سندخل في حرب عالمية باردة سيترتب على ضوائها تحالفات أخرى ، وستتخذ من الصراع في سوريا حُجة جديدة للنيل واﻹنتقام ….

أخبار ذات صله