fbpx
العلة جنوبية

لطفي شطاره ..

أثارت صورة لقاء علي محسن الأحمر بعلي البخيتي ردود أفعال كثيرة بين الجنوبيين ، معتبرين ذلك مرونة كبيرة بين السياسيين الشماليين يتمتعون بها ولا أحد ينكر ذلك ، غير أني ومن تجربة شخصية أرى أن الشماليين ليس خارقي الذكاء سياسيا كما يعتقد الكثيرين ، ولكنهم يستفيدون من غباء بعض السياسيين الجنوبيين ومن الاندفاع العاطفي الجنوبي في الأمور السياسية .. فنحن الجنوبيين نشخصن السياسة باستمرار ، ولا نفرق بين الخاص والعام .. مثلا عندما نعارض شخصية سياسية جنوبية ندخل في كل خصوصياته وأسرته وأبنائه حد الإهانة والادعاءات التي لا تستند إلى أي دليل .. نحن لا نضع حدود للاختلاف فأما نرفع من هذا السياسي حد القداسة حتى يصبح نقده جريمة .. وأما نمسح به الأرض هو ومن يناصره ونهينه وننسى أي ذرة إيجابية فيه أو دور قدمه في مرحلة ما ..
وكما يقال الشيء بالشيء يذكر فأني أتذكر ومن تجارب شخصية بين الحالتين ، فقد كنت اول من جاء من الخارج للمشاركة بالحوار لقناعتي بأهميته للدفع بالقضية الجنوبية نحو الأمام سياسيا وعانيت بسبب موقفي هذا ، وعندما وصلنا إلى تخييرنا مجبرين اما القبول بالستة الأقاليم أو الانسحاب فضلت الانسحاب حتى لا أكون شريكا في تقسيم الجنوب ، وخرجت إلى الإعلام وقلت بصراحة موقفي وانتقدت سياسيا دور الرئيس عبدربه منصور هادي في ذلك دون الخوض في شخصه أو اتهام أولاده ، واستمر خلافي حد القطيعة بيني وبين الرئيس لأكثر من عام .. ولكن عندما اشتد الصلف شمالا وبطريقة فجة وادى الى محاصرة الرئيس في صنعاء رأيت واجبا الوقوف إلى جانبه لرفضي استخدام القوة في الخلافات السياسية ، وعندما وصل هادي إلى عدن وتمكن من الإنفلات من حصار الحوثيين وصالح له كنت اول من طلب مقابلة هادي في معاشيق ، ففوجئت بموافقته خاصة نقدي له كان علنا وسياسيا .. خرجت بصورة للقائنا ونشرت قوله لي قبل سفري إلى الإمارات في مطلع مارس الماضي للقاء قيادات جنوبية انه يمد يده للجميع ويضع الخلافات خلف ظهره لأن المرحلة خطيرة على اليمن بشكل عام والجنوب تحديدا .. عقب نشر تلك الصورة الكثير سخر منها من الجنوبيين ، بعضهم اعتبر خطوتي تلك اني منافق وإني ابحث عن منصب بل البعض اعتبر اني فعلت ذلك لأسباب مادية وكلها محاولات للإساءة لي وإهانة الرئيس وهو في وقت كان بحاجة إلى موقف جنوبي موحد ضد صلف ساسة الشمال .. وهذا يؤكد غبائنا كجنوبيين في تقييمنا للأمور وعدم وضعنا حدا لخلافاتنا فنخلط الخاص بالعام ولا نحترم اختلافاتنا ولا نضع حد لعواطفنا .. الشماليون ليس أذكى منا بل أكثر مرونة لأنهم لا يخلطون العام بالخاص ، كما أنهم يختلفون مع رموزهم ولكنهم لا يهينوهم .. وللأسف أكرر وأقول العلة جنوبية فأما نتخلص منها لإرساء قواعد جديدة في السياسة تقوم على احترام كبارنا وان اختلفنا معهم ، وأما ستبقى هذه العلة التي ينخرنا بها الشمال لإبقاء الجنوب تحت سيطرته.