fbpx
على خلفية تصريح استفزازي لوزير يمني سابق..رأيت شهداء المقاومة في عدن في عيني نزار قباني

 

استفزني تصريح لوزير يمني سابق نشرته صحيفة (عدن الغد) في عددها الصادر يوم السبت 21 نوفمبر الجاري، بأن اشتراك الجنوبيين في معارك تحرير تعز هو أول بارقة أمل في بداية تعافي النسيج الاجتماعي باليمن. وأريد أن أسأل هذا الوزير: أين هذا النسيج الاجتماعي الذي تتحدث عنه؟ وأريد أن أسأل الجنوبيين عامة وأبناء عدن خاصة: إلى أين أنتم سائرون؟ إلى أين أنتم صائرون؟ أرى شبابنا يساقون إلى كمائن خلفت وراءها مجازر آخرها مجزرة باب المندب يوم الإثنين 16 نوفمبر الجاري، كان ضحاياها أكثر من (50) شهيداً و(180) مصاباً.

وبقدرة قادر بدلاً من المقاومة الجنوبية أصبح الحديث عن المقاومة الشعبية ويساق شبابنا إلى باب المندب وتعز والمخا ودمت وكلها أفخاخ كمائن، وهناك حديث عن مأرب ومنها إلى صنعاء، ولا أجد مبرراً ولا تفسيراً لما يحدث إلا بأن هناك مؤامرة تحاك في الظلام وأطرافها شماليون وجنوبيون، لأن محافظات تعز والحديدة وإب أكثر المحافظات كثافة بالسكان، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى هناك مناطق اشتهر أهلها بأنهم مقاتلون من العيار الثقيل كأهل لودر ومكيراس، وأهلها كفليون بالدفاع عن مناطقهم وأهل حاشد وبكيل يعرفون مقاتلي الجنوب، لأن من تحصيل الحاصل أن الجنوب مساحته (333) ألف كيلومتر مربع، إلا أن سكانه لا يتجاوزون نسبة الخمس مقارنة بسكان الشمال، لكن المقاتلين في الجنوب يحسب لهم سكان شمال الشمال ألف حساب، وعودنا تاريخ المواجهات ودق الأبواب بقوة أن الجنوبيين هم من كانوا يدقون أبواب صنعاء، أما ما حدث في حرب صيف 1994 فهو مردود عليهم لأن الشماليين دخلوا الجنوب على أكتاف جنوبيين.

تقول للجنوبيين في السلطة ونقول للذين في الداخل والخارج إن فاتورة عدن فادحة جداً ولاسيما خلال الفترة من 26 مارس 2015 حتى الآن، وهي جرائم حرب ارتكبها أعداء الله من حوثيين وعفاشيين، ولا تسقط بالتقادم، ومن المسلمات أن أقذر حرب عرفتها عدن في مراحل تاريخها القديم والوسيط والحديث كانت الحرب الأخيرة المدبر لها والمكشوفة، فدخول الحوثيين (من خلال الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والحرس الثوري الإيراني ومليشيات ما يسمى بأنصار الله) كان تحت مبرر أو أن دافعه هو ملاحقة عبدربه منصور هادي، الذي قيل بأنه هرب من إقامته الجبرية في منزله إلى عدن.

لن ننسى أربعاء 6 مايو 2015 يوم ضرب الحوثيون بنيرانهم عبارة في ميناء التواهي كانت تقل (85) فرداً معظمهم من النساء والأطفال في طريقهم بحراً من التواهي إلى البريقة، وفي نفس اليوم قتلوا اللواء علي ناصر هادي قائد المنطقة الرابعة في التواهي.

ولا ننسى اثنين 4 مايو يوم استشهاد نزار حسين أحمد الفقير وأحمد الدجح وعوض هاشم الصعدي، ولا ننسى جمعة الفاتح من مايو يوم استشهاد مروان فدعق ومعين قاسم ومصطفى العولقي في دار سعد، واستشهدت في نفس اليوم الدكتورة هيفاء زوقري وأصيب أبناؤها.

لا ننسى أربعاء 29 أبريل عندما قتل الحوثيون الدكتور فيصل شمشير، ولا ننسى جمعة 24 أبريل يوم استشهاد كريم صالح قاسم واستشهاد إياد سلطان الصبيحي ولا ننسى سبت 25 أبريل يوم استشهاد توفيق صبيحي وابنة ناصر حسين قاسم.

لا ننسى جمعة 17 أبريل يوم استشهاد العقيد عبد الله محمد مسعود العلهي، ولا ننسى سبت 18 أبريل يوم استشهاد الدكتورة نيفين جميل والشاب فهمي حسين من أبناء القطيع بكريتر.

لا ننسى خميس 16 أبريل يوم استشهاد الطفل عبدالرحمن مصطفى العولقي بالمعلا وجلال علي عبدالله الكوني في دار سعد ولا ننسى أربعاء 15 أبريل يوم استشهاد اكيد صالح عوض في الخيسة.

لا ننسى ثلاثاء 14 أبريل يوم استشهاد أخلاق زيد في القطيع بكريتر على أيدي منحطين من قناصة الحوثيين، لا غفر الله لهم، ولا ننسى إثنين 13 أبريل يوم استشهاد الشابين أحمد القطيش وعيدروس الشاوش ومحمد بامسلم، ولا ننسى أحد 12 أبريل يوم استشهاد ابنة مبارك صالح اليوبي وطليع محمد علي أحمد.

لا ننسى خميس 9 أبريل يوم استشهاد معاذ محمد مراد من القطيع، ولا ننسى ثلاثاء 7 أبريل يوم استشهاد فاكر وهيب (موزّع صحيفة 14 أكتوبر) والخضر محمد الخضر العسل وامرأة كانت تمشي في طريق عدن تعز فاصطادها الحاقدون الحوثيون، قاتلهم الله.

لا ننسى إثنين 6 أبريل يوم استشهاد نادر ياسين من القلوعة ورأفت البدوي من المنصورة وسالم محمد عبيد الرياشي من القلوعة، ولا ننسى أن الحوثيين في هذا اليوم قبضوا على الشابين فكري محمد أحمد وخلدون محمود وأعدموهما جهارا نهارا على مرأى ومسمع من السكان.

لا ننسى جمعة 3 أبريل يوم مجزرة المعلا وسقوط (30) شهيداً بالمعلا واستشهاد محمد السيد طالب من ثانوية باذيب بكريتر واغتيال فهمي أحمد علي من المعلا. لا ننسى شهداءنا الأبرار: محمد أحمد امزربة وابن شقيق علي حسين البجيري وأرسلان جناح وخلود محمد عبد الله التيس ومحمد عثمان حداد ووليد السيد محمد وطارق علي هادي وسالم عبدالله عمر وشقيق زوجته ونجل رشاد منذوق وصهر عادل سالمين وعامر محمد العرو والشهداء السبعة من سكان بلوك (25) بالمنصورة وعبدالواحد فارع وعبدالحكيم السنيدي والعقيد جمال السقاف والقاضي عباس حسين العقربي.

أما أن تتحدثوا عن معارك التحرير في الشمال فلن يسمح لكم أحد إلا بعد أن تفتحوا ملف جرائم الحرب التي استهدفت الزرع والضرع والأخضر واليابس أمام محكمة دولية، فالدماء التي سفكها المجرمون من الحوثيين والعفاشيين لن تسقط بالتقادم.

رأيت كل أولئك الشهداء في عيني نزار قباني وهو يرتل قصيدته عن أطفال الحجارة، وأقتطع منها هذه الأبيات:

“قاتلوا عنا إلى أن قتلوا

وجلسنا في مقاهينا كبصاق المحارة

واحدٌ منا يبحث عن تجارة

واحدٌ يطلب ملياراً جديداً

وزواجاً رابعاً

ونهوداً صقلتهن الحضارة

واحدٌ يبحث في لندن عن قصرٍ منيفٍ

واحدٌ يعمل سمسار سلاح

واحدٌ يطلب في البارات ثاره

واحدٌ يبحث عن عرشٍ وجيشٍ وإمارة

آه يا جيل الخيانات

ويا جيل العمولات

ويا جيل النفايات

ويا جيل الدعارة

سوف يجتاحك – مهما أبطأ التاريخ –

أطفال الحجارة”.