fbpx
هذه هي مشكلتي مع الحوثيين | علي البخيتي
شارك الخبر
هذه هي مشكلتي مع الحوثيين  | علي البخيتي

يريد البعض مني أن اردد خطابهم التحريضي الاستئصالي ضد الحوثيين، وأن اطالب بسحقهم كمكون، أو ابادتهم كسلالة، او اقصائهم من أي شراكة سياسية مستقبلية، أو ابيح دمائهم وأموالهم، وأحرض على الانتقام منهم، كبيرهم وصغيرهم، من شارك في الحرب ومن لم يشارك، يريدون مني أن أكون فاشي وداعية حرب وأداة قتل.

ما لكم كيف تحكمون؟،
مهما بلغ خلافي مع سلطة الحوثيين وقمعهم لي وممارساتهم ضدي فلا يمكن أن أطالب بسحقهم كمكون أو اقصائهم من التسوية السياسية، هم في النهاية مكون شعبي يمني أصيل، مشكلتي مع سلطتهم القمعية وليس مع مكونهم، مشكلتي مع سلاحهم وجناحهم الأمني والعسكري، مشكلتي مع اللصوص والمجرمين فيهم وليس مع كل تيارهم السياسي، وأرفض الخطاب التحريضي المذهبي والسلالي والمناطقي الاستئصالي ضدهم، ويجب أن نصل معهم الى تسوية، قلتها من صنعاء وسأقولها من الرياض، وقد قالها كذلك وزير الخارجية السعودي عادل الجبير: “الحوثيين جزء من الشعب اليمني وسيكون لهم دور في مستقبل اليمن”.

بالمقابل يريد مني البعض الآخر أن أتهم من في الرياض وباقي دول التحالف ومن في داخل اليمن المؤيدين للعاصفة أنهم خونة وعملاء، وأن اليمن مُحرمة على من في الخارج منهم، وأنه يجب قتالهم حتى النهاية، ولا سلام ولا مصالحة معهم.

ذلك خطابهم، لكني لن أردده ولن أقبل به، لأنه في النهاية سيؤدي الى دمار اليمن واستمرار سفك دماء أبنائه، فالمعنيين بذلك الخطاب التخويني الاتهامي ليسوا أفراداً معزولين يمكن حرمانهم من حقوقهم السياسية، بل شريحة واسعة تبلغ الملايين، فمن أيد العاصفة بسبب ما تعرض له من جور ذوي القربى يبقى يمني أصيل -بغض النظر عن خلافي معه- لا أقبل بإقصائه أو اباحة دمه -كما في وثيقة الشرف القبلية الحوثية-، قلت هذا في صنعاء وهي تحت سلطة الحوثيين وسأقوله من الرياض، وسأسعى جاهداً للوصول الى تسوية سياسية ومصالحة وطنية، فلن تنتهي مآسينا الا بالعمل على‫#‏صناعة_السلام_في_اليمن‬.

المؤيدين لخطابي ودعوتي للمصالحة وصناعة السلام أقلية في الوقت الراهن، بسبب مناخ التحريض وأجواء الحرب، لكنهم سيتزايدون في المستقبل القريب والمتوسط، عندما يكتشف الكثيرون أن الحسم العسكري مستحيلاً، وان تم فسيؤسس لمشاكل أعمق وصراعات لن تنتهي، صوتنا خافت اليوم لكنه سيتصاعد أكثر فأكثر، وستنتصر في النهاية ثقافة الحياة والسلام، على ثقافة الموت والكراهية، والسؤال هو: كم نحتاج الى ضحايا ودمار حتى نكتشف كارثية ثقافة المور والكراهية؟.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك

أخبار ذات صله