fbpx
شهوة الكلام تقود صاحبها إلى التهلكة
شارك الخبر


يافع نيوز – الشريعة والحياة:
أكد عدد من علماء الدين أنه على كل مسلم أن يتذكر المآلات والعواقب التي تترتب على كل كلمة تصدرعنه وأن يقدر خطورتها وأمانة المسؤولية عنها وأن يعمل بكل ما أوتي من قوة من أجل مقاومة شهوة الكلام لديه وهو ما لا يتأتى إلا من خلال التدريب والتمرين ومجاهدة النفس على تدبر عواقب الأمور.

وقال علماء الدين الذين تحدثوا ” لـ الراية الإسلامية ” إن اللسان قطعة من اللحم ليس فيها عظم ولكنه يحطم العظام وما من شيء على ظهر الأرض أحوج الى طول سجن منه .

وأشاروا الى أن الكلام لا يكون بالفم فقط بل يمكن أن يصدر عن القلم أو بالإشارة أو الرسم أو بأي وسيلة من وسائل التعبير الأخرى بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة مثل تويتر وفيس بوك والواتس اب وغيرها من الوسائل .

ولفتوا الى أن دخول الإسلام بكلمة والخروج منه بكلمة والكفر كلمة والإيمان كلمة وتهيج الحروب بكلمة كما تنتهب الأموال بكلمة وتنتهك الأعراض بكلمة.

وشددوا على أن كل إمرئ منا سوف يحاسب على كل كلمة صغيرة كانت أو كبيرة تصدرعن لسانه مذكرين بقول الرسول الكريم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه عندما سأله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال له المصطفى ” ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو قال: على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم”

أعظم الآفات

وقال فضيلة الشيخ كمال عسكر الخطيب بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ينبغي أن يعلم المسلم أن دخول الإسلام بكلمة والخروج منه بكلمة والكفر كلمة والإيمان كلمة وتهيج الحروب بكلمة وتنتهب الأموال بكلمة والقتل بكلمة وتنتهك الأعراض بكلمة وتقتل النفس بكلمة والكذب والغيبة والنميمة والبهتان وشهادة الزور والقول المشين بكلمة وتستحل الدماء بكلمة ويقذف المرء بكلمة وتصنع السمعة بكلمة مذكرا بقول المولى عز وجل ” ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار”

و نبه فضيلته الى أن الكثير من المجالس إلا ما رحم ربي فيها لون من الغيبة والنميمة وهي من أعظم آفات اللسان .

وقال إنه ليعلم العاقل أنه مسؤول فليعد للسؤال جوابا، وموقوف فليعد للموقف ركابا وليحفظ لسانه.

وأضاف : لقد لقي الفضيل بن عياض رجلا فسأله : كم عمرك ؟ فقال الرجل : ستون سنة .

قال الفضيل : إذا أنت منذ ستين سنة تسير إلى الله توشك أن تصل

فقال الرجل : إنا لله وإنا إليه راجعون

قال الفضيل : هل تعرف معناها ؟؟

قال : نعم أعرف أني عبدالله وأني إليه راجع

فقال الفضيل : يا أخي، من عرف أنه لله عبد، وأنه إليه راجع،

فليعلم أنه موقوف بين يديه،ومن علم أنه موقوف فليعلم أنه مسؤول، ومن علم أنه مسؤول فليعد للسؤال جوابا

فبكى الرجل وقال ما الحيلة ؟؟

قال الفضيل : يسيرة

قال وماهى يرحمك الله ؟

وأضاف الشيخ كمال عسكر : كم من كلمة هوت بصاحبها، وكم من لفظة أردت بقائلها حين لا يتفكر في قبح عاقبتها ولا يتوقع شر نتائجها قد جره إلى ذلك لسانه وقاده رغما عنه بيانه، فيا له من قائد ما أرعنه، ورفيق ما أخونه .

وأشار الى أنه نظرا لما قد يترتب على اللسان من مخاطر فقد حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم منه في أحاديث كثيرة ومن قوله صلى الله عليه وسلم” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم ضيفه رواه البخاري ومسلم .

كما قال صلى الله عليه وسلم ” يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَخْلُصِ الإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ، لا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلا تَتَّبِعُوا عَوَرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ يَتَّبِعْ عَوْرَةَ أَخِيهِ اتَّبَعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنِ اتَّبَعَ عَوْرَتَهُ فَضَحَهُ فِي جَوْفِ بَيْتِهِ”

وقد قال ذى النون في حفظ اللسان : أصون الناس لنفسه أمسكهم للسانه .

وأكد الشيخ عسكرأن اللسان قطعة من اللحم ليس فيها عظم ولكنها تحطم العظام وهو سبع إن خلي عنه عقر.

و قد قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:و الذي لا إله غيره ما على ظهر الأرض شيء أحوج الى طول سجن من لسان.

شهوة الكلام

وقال فضيلة الشيخ هلال مبروك الخطيب بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية:إنه على المسلم أن يتذكر دائما قول المولى عز وجل ” مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ” وأن يعمل بكل ما أوتي من قوة من أجل مقاومة أخطر شهوة على حياته وهي شهوة الكلام وهذا لا يتأتي إلا من خلال التدريب والتمرين ومجاهدة النفس على تدبر عواقب الأمور .

وأضاف : على المسلم أيضا أن يعرف كذلك أن المصطفى صلى الله عليه وسلم قد رأى في ليلة الإسراء و المعراج حجر صغير يخرج منه ثور عظيم، فجعل الثور يريد أن يرجع من حيث خرج فلا يستطيع، فقال: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الرجل يتكلم بالكلمة العظيمة ثم يندم عليها فلا يستطيع أن يردها.

وعليه أن يتذكر أيضا كلام الرسول صلى الله عليه وسلم” ((إِنَّ العبد ليتكلّم بالكلمة -مِنْ رضوان الله- لا يُلْقِي لها بالاً، يرفعه الله بها في الجنة، وإن العبد ليتكلم بالكلمة -من سَخَط الله- لا يُلْقِي لها بالاً، يهوي بها في جهنم)).

وأكد أنه على المسلم أن يتذكر هذا الحديث في جميع أحواله لاسيما عندما يٌدعا لجلسة من جلسات السمر.

وأشار الى قول النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه ” أَتَدْرُونَ مَا أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : الأَجْوَفَانِ : الْفَرَجُ، وَالْفَمُ ” حيث يُدخل الفم الإنسان النار بالكلام ويدخله الفرج النار بالزنا

كما قال رب العزة تبارك وتعالى في محكم التنزيل ” وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ” وقوله سبحانه ” وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ × كِرَاماً كَاتِبِينَ × يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ” .

ونبه الشيخ هلال الى أن المسلم لو تذكر كل هذه المآلات والعواقب التي تترتب على الكلمة فإنه لابد أن يقدر خطورة الكلمة وأمانة المسؤولية عنها .

وأوضح أن الكلمة لا تكون بالفم فقط بل يمكن أن تصدر عن القلم أو بالإشارة أو الرسم أو بأي وسيلة أخرى من وسائل التعبير وهو ما ينطبق على ما يسطره البعض على وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة مثل تويتر وفيس بوك والواتس اب وغيرها من الوسائل.

اكتساب الحسنات

وقال د. محمد حسن المريخي خطيب مسجد عثمان بن عفان بالخور إنه باللسان يكسب المرء الحسنات كما يبتلى بالسيئات ما لا يمكن حصره، وذلك بقراءة القرآن وذكر الله وتسبيحه وتحميده وتكبيره واستغفاره وهذا كله يكون باللسان.

يقول رسول الله: (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات)، وقال عليه الصلاة والسلام: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف).

وأضاف : على الإنسان أن يعلم أنه مخبوء تحت لسانه فإذا نطق عرف بين الناس فقوموه ووزنوه، عاقل ورشيد أم خفيف وسفيه، مقدم أم مؤخر، مؤمن أم كافر، صادق أم كاذب.

ولهذا نصح رسول الله بإمساك اللسان وحفظه وحراسته والتريث قبل النطق والكلام، يقول لمعاذ بن جبل: (كف عليك هذا)، يعني لسانك، وقال: (من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة).

وقال لعقبة بن عامر: (أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك)، وقال: (إن العبد ليتكلم بالكلمة ما تبين فيها يزل بها في النار سبعين خريفاً).

وأشار إلى أنه على الإنسان أن يعلم أنه في إمكانه حفظ نفسه عن الحرام والظلم والزنى والسرقة والخمر ومن النظر إلى الحرام ولكنه لا طاقة له وليس في إمكانه حفظ لسانه وحركاته إلا من رحم ربي، فتجد الرجل المتدين الذي يشار إليه بالبنان لتدينه والتزامه يقول الكلمة التي تهز الجبال الرواسي، تقول عائشة رضي الله عنها: (قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية كذا وكذا – تعني قصيرة – فقال: لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته)، فليثمن العاقل كلامه قبل التلفظ به ويزنه بميزان الشرع، خاصة ذا الهيئات والمسؤولية ومن جعل الله تعالى حوائج الناس تحت أيديهم.

ودعا الى الحذر من التلفظ بما حرم الله تعالى كالكذب والطعن في الناس وإلقاء الأوصاف عليهم والخوض في نياتهم، كالذين يكفرون المسلمين بغير وجه حق، يقول الله تعالى: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب، إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون)، وقال رسول الله: (من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال وإلا رجعت عليه).

أخبار ذات صله