fbpx
( رحلة شهيد 5 ) ..(جريح مجزرة 21 فبراير .. الشهيد بسام صالح الشيبة الحوشبي)

كتب –  عزالدين الشعيبي
-الموت لنا والحياة لنا-
وما بين الدم والعزة نبقى
هل تدركون إصرارنا؟!
، نعم سنبقى.!.
من قال إنا ذاهبون ما أحسن الخطاب
من قال : إنا راحلون لم يحسن الجواب.
نحن وجدنا هنا. ..
نموت إن عشنا بذلة،
ونموت حين تخطبنا الأسنة.
هذه الأرض لنا في كل الخيارات لنا.
افيقوا أيها المعتدون ..
إنّ في الدم اعتزاز.
أرواحنا الشماء تعيش للقصاص.
ما بيننا وبينكم أصوات نار ورصاص.
– يا أيها المعتدون :
شهداؤنا لا يحملون على النعوش إن هم قضوا،
بل يحملون وفاءهم لأجيال موت يقبلوا.
رحى المعارك يولد منها الرجال.
كلما سكرى الردى ينتشي الحر الجلال.
تربة الثائرين يا موطني.
يا قبلة يهدى لها شرف الشهيد.
ها نحن إسطورة في الذود وبطولة للأرض تجود.
الله اكبر ديني الولاء ، وعقيدتي الوفاء.
قسما بلادي سوف نبقى على الولاء.
عزة المجد على رأسي عصية ،
إن في القبر شموخ ليس في القبر دنية
يا غبار الشرفاء ،
يا تراب الأوفياء.
هذه الأرض لنا والموت لنا والحياة لنا،،
أبدا لن يركع التراب.
أبدا لن تسجد الهضاب.
ما دام نبض الروح يسري سوف نضرب بالرقاب .
( الشهيد بسام صالح الشيبة الحوشبي)
من أي انطلاقة نبدأها؟!بطولاته كثيرة ، ورجولته الشجاعة تصعب أن تحويها عبارات عابرة،  فإذا عددنا قائمة جرحى الوطن والثورة الجنوبية كان بسام أبرزهم ، وإن تشرفنا بقائمة الشهداء الذين ضحوا للوطن والثورة يكون بسام أولهم.
إذن هو شخص يصعب أن تدركه الأوصاف إذ عمدنا لنعرفه،  وإن حصرنا مواقفه البطولية بتقويسات لا نغلقها.
الجريح الشهيد ( بسام صالح الشيبة الحوشبي)  عندما نتحدث عن شخصه حيّا فهو حديث اعتزاز،  وإذا تحدثنا عن استشهاده فهو حديث فخر واعتزاز.
يبقى أن يعرف الجميع من هو الشهيد (بسام) …

بطاقة التعرفة: بسام صالح الشيبه.
من أبناء منطقة ريمة مديرية المسيمير لحج. حالته الاجتماعية : شاب يبلغ من العمر ما يقارب ٢٥ عاما، أعزب لم يكن ليتزوج بعد. من أسرة مناضلة ، قيادي وناشط في الحراك الجنوبي وبقوة ،
يحمل من الشجاعة ما يجعله حديث بطولة خالدة .
ويحمل من الوطنية وحبه للجنوب؛ ما جعله يجرح بالرصاص جرحا خطيرا قاتلا وهو في ساحة العروض ضمن الحشود الجنوبية الثائرة يوم ٢٧فبراير من قبل جنود الاحتلال ليتعافى منه بإرادة الله ، ثم ما يجعله شهيدا في الحرب الحوعفاشية على الجنوب أيضا دفاعا وذودا عن الوطن والثورة والدين.
وبالآخر من لا يعرف الشهيد ( بسام صالح الشيبه) لا ساحة ترفرف فيها رأيات الجنوب وتهتف فيها أصوات الجنوبيون إلا وبسام حاضر بثائريته،
مواقفه كثيرة ، حبه للجنوب لا حد له إلا ذلك الأفق المترامى ، يندرون المناضلون الأوفياء الحقيقيون فيكون بسام أحدهم ، وإن كثروا يكون بسام أولهم،
أي قلب حمله هذا الشخص وهو لا يتوانئ ولا يتذبذب إن نادى نداء الوطن والثورة .
شهيدنا (بسام) عاش بطلا ، جرح بطلا في إحدى فعاليات الجنوب في عاصمته عدن يسعف إلى المملكة الأردنية الهاشمية لتلقي العلاج ما أن يثماثل جرحه يعود إلى ساحات الجنوب ، مات بطلا : وهو أحد شهداء معركة الكرامة للأرض في عاصمة مديريته المسيمير ضد مليشيات الحوثي وعفاش يوم ٩/٦/٢٠١٥م وهو من المجموعة التي التي هاجمت من جهة الشمال الشرقي للمديرية الآتون عن طريق منطقة مخران مثلما أسلفنا في الحلقة السابقة ، وبسام هو أحد أول المقتحمين لموقع الخزان الذي كان بحوزة الحوثة هو ورفاقه، يدفهم بسام ومن معه للتقهقر والانسحاب القسري من هذه المواقع بإتجاه إدارة أمن المديرية ( المسيمير ) .

لم يتوقف الشهيد بسام باستيلائهم المواقع التي سقطت بأيديهم، كان أول المطارين واللاحقين بالجنود الحوثة الذين هربوا خوفا وهلعا من رصاصات المقاومة إلى داخل أزقة المدينة، ومعركة الشوارع تدار رحاها بسام يتقدم بصورة جنونية صوب إدارة الأمن المتمركزين فيها بقايا فلول المليشيات وقناصتها أعلى المبنى ، بصورة الفدائي يتقدم الشهيد بسام صوب الإدارة ، رفاقه ينادون عليه: احذر يا بسام . لا تتقدم أكثر القناصة منتشرة على أعلى المباني ، لا يأبه بسام لأصواتهم يهاجم يطلق الرصاص صوب جنود المليشيات يقتل في أوساطهم ، وعلى مسافات قريبة من وصول الشهيد بسام إلى مبنى إدارة الأمن المتخفين فيها الجنود الحوثين الذين كانوا قد هربوا من مواقعهم ،ليرمي عليهم قنبلته اليدوية، يتنبه أحد القناصة لقدوم البطل بسام من المبنى يباشره بطلقة في رأسه تسقطه على الأرض على الفور شهيدا، كريما ،شجاعا ،بطلا مغوارا، مخلدا لا تنسى أدواره وبطولاته وستظل تحكى لأجيال وأجيالا يقدمون على الحياة.
حقا ما بالحياة حياة إذا استشعر الكرماء بذل البقاء.
لم يحسب الشهيد بسام لحياته حساب وهو يدرك إن هذه الطلقة قبل تلك ستقضي عليه، كان لديه حساب واحد لا يقبل التثنية، عدو غاشم يستحل أرضه سيعيث بعرضه ووطنه وخيار واحد الدفاع أو الفناء من دونه،
أي نفس عاشت كريمة، حرة ،أبية ، لن تطيل الحسابات ، اختار بسام ورفاقه في هذه المعركة ما كان متوقعا من رجل كبسام المعروف بين الكثير، بسام يختار الشهادة مدافعا عن الأرض والعرض والدين والتربة،
وهنا الخطيئة التي جنوا عواقبها القادمون من جبال مران وسنحان إن أرضا تحمل على عاتقها من أمثال شهيدنا بسام لن يعيث بها مستعمر، ولن يحضى بتدنيسها غاز .
فعلا -يا -عظام بسام الطاهر في لحده الطاهر لم يهنأوا اللئام الغزاة بصلفهم وعتوهم وهذا لأن روحا كروحك علمتهم ((كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء)) .
فسلام عليك يا بسام وأنت حيا وسلام عليك وأنت موسدا في التراب ، طبت حيا وشهيدا ، هذه الأرض سيبقى قلبها المغدور حيا لا يموت .فلنا تاريخ مشرف بكم أيها الأبطال.
الرحمة والمغفرة لك ولكل شهداء الجنوب.

 

* المركز الإعلامي للمقاومة الجنوبية مديرية المسيمير