وأشارت وسائل إعلام يمنية إلى تحركات ولقاءات لقيادات إخوانية لنشر ما يربو على 5 آلاف مسلح في تعز في مرحلة أولى قبل تحريرها بالكامل ليتم تعزيزها في المستقبل في حال حررت قوات الشرعية والتحالف العربي مدينة تعز.

وتحاول قوى سياسية متمثلة بحزب الإصلاح ركوب موجة الإنجازات العسكرية في تعز وتحقيق مكاسب تمكنه من وضع قدمه في ركب المستقبل السياسي في اليمن بعد انسحاب ميليشيا الحوثي وصالح، إذ تمثل أبرز العوامل التي أخرت الحسم استثمار أطراف سياسية محسوبة على حزب الإصلاح الفراغ الأمني، الذي فرضه الحوثيون بعد انقلابهم.

وكانت قوات الجيش الوطني اليمن مدعوما بقوات التحالف قد حققت تقدما عسكريا كبيرا في مدينة تعز وعلى مقربة من تحرير وسط المدينة عبر تحركها على عدة جبهات من ناحية الشرق والغرب، لولا تخاذل عناصر الإخوان المتمثل بحزب الإصلاح اليمني.

وكان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، قد أشار في تغريدة له على موقع تويتر أن “عمليات تحرير تعز تتقدم إيجابا وخاصة من الجبهة الشرقية، ولولا تخاذل الإصلاح (الإخوان المسلمون) لكان التحرير إكتمل، الأدلة والشواهد عديدة”.

وأضاف قرقاش أن “الإصلاح (الإخوان) همهم السلطة و الحكم في اليمن، وتخاذلهم في تحرير تعز سمة لتيار إنتهازي تعوّد على المؤامرات، موقفهم الآن في تعز موثق، تعز الصامدة ستتحرر بفضل رب العالمين والمقاومة الشجاعة والشريفة ودعم التحالف العربي، وسيوثق التاريخ تخاذل الإصلاح (الإخوان) و إنتهازيتهم”.

في غضون ذلك، قال المحلل السياسي اليمني، نعمان المصفري، في مقابلة مع “سكاي نيو ز عربية”، إن تحركات حزب الإصلاح الإخواني حالت دون سيطرة قوات التحالف وقوات الشرعية على مدينة الراهدة بعد أن كانت قاب قوسين أو أدنى من السقوط بيد التحالف، مضيفا أن سقوط الراهدة كان يعني سقوط تعز وبالتالي البوابة لسقوط صنعاء بيد التحالف.

وقال إن حزب الإصلاح هو الوجه الآخر لذات العملة للنظام اليمني وإن أولوياته تتأرجح وفقا للمعطيات السياسية والمعطيات الميدانية على الأرض، مؤكدا أن هدف حزب الإصلاح هو التخلص من المقاومة الجنوبية و استنزاف قوات التحالف والقوات الموالية للشرعية خاصة بعد تحريرها للمناطق الجنوبية، وهو ما أكدته مأساة معسكر صحن الجن في محافظة مأرب.

وليست تلك المواقف الانتهازية بجديدة على الإخوان عموما، وفي اليمن تحديدا، فقد تحالفوا مع المخلوع صالح ضد خصومه في وقت كان يملك المنح والمنع بسيطرته على مقدرات الأمور ثم تحالفوا مع خصومه (ومنهم ألد أعدائهم السابقين: الحوثيين) ضده حين بدأ ميزان الأمور يميل ضد حكمه.

إلا أنه لم تكن طبوغرافية محافظة تعز وحدها من أبطأت وتيرة الحسم ولا حتى الألغام التي ملأ بها الحوثيون وأنصارهم الأرض، بل إن الألغام السياسية التي حاول زرعها أطراف من “الإصلاح” بولاءات قبلية زادت المشهد تعقيدا.