fbpx
المقاومة الجنوبية، لا تفقدونا ثقتنا بكم! كتب: نبيل محمد العمودي
شارك الخبر

لم يعد الحديث عن الخلل الذي اصاب مقاومة الجنوب بسبب اختراقها من المحرمات..بل ان الوقت قد تأخر كثيرا جدا للاعتراف بذلك و تشخيص المرض و البدء في العلاج…
و بدلا ان نظل نردد ان عدونا يصطاد في ماءنا العكر و نسنسلم لذلك في تشتيت انتباهنا عن ما ينخر جسدنا من الداخل!
فلنسارع بتنظيف مياهنا بحيث تصبح نظيفة ليس فيها عكر ، لن يجد بعدها عدونا ماء عكر للاصطياد فيه، و تلك هي الطريقة الوحيدة في الطريق الصحيح للبدء بجرعات علاجية جادة..
فلنوقف عن بناء جدران خارجية عازلة لنحمي وحدتنا الداخلية خوف من خطر يتهددها من الخارج بينما في الحقيقة هناك خطر اكبر يدمرها و يأكلها من الداخل..
و لنكف عن الخوف من تلك الاسلحة القديمة التي اصبحت موضة يستخدمها الفاسدون كلما وضعنا ايدينا على فسادهم!
سلاح التخوين و العمالة و ضرب تماسك المقاومة كل تلك الاسلحة لم تعد تخدعنا..اصبحنا نعرف جميعا ان هي الا اعذار واهية و مبررات مهترية..لا تقنعنا..بل انها اصبحت مظلة يحتمي تحتها الفاسدون!
اولئكم غلبوا مصالحهم الشخصية و بلغوا من الانانية الى درجة انه لم تعد تهمهم سمعتهم و سمعة المقاومة و لا الاخلاص للوطن الغالي!
اسلحة التخوين انكشفت و لم تعد تنفع لاستعمالها ضد الاخرين و ضد من يحاولون بكل قلق تخليص المقاومة الجنوبية من الأفات المتمثلة باسماء قيادات لم نشكك بما قاموا به من قبل و لكنهم للأسف عندما تذوقوا حلاوة مصالحهم الشخصية و قعوا تحت تخدير الاغراءات فأدمنوها و وضعوها فوق كل الأهداف و المصالح العامة!
تلك مسؤلية لابد من تحملها و لا يجب ان نخشى في قول الحق لومة لائم..
و بعد أن تم تشخيص المرض الذي ينخر جسدنا اليوم من الداخل تحت عباءة القيادة الشريفة و اصبح الجميع مكشوف و معروف لعامة الناس فلم يعد هناك من يستطيع تقمص دور الوطنية و العفاف بعد اليوم..
نحن امام مرض..و الجراثيم و الفيروسات المسببة لهذا المرض الذي ينخر جسدنا يوما بعد يوم هي شخصيات محسوبة و اسماء معروفة للجميع اختارت ان تستثمر رصيدها و ثقتنا بها لتنفيذ مكتسبات شخصية او لدائرتها الضيقة..
هناك انحراف او انتكاس لبعض القيادات الجنوبية لأسباب كثيرة ابرزها الاغراء المالي الوفير و بريق الجاه بالاضافة الى المرض المستعصي للبعض عندما يتبؤون منصب قيادي فيدخلون بذلك القفص العاجي و يتملكهم الغرور يصابون بعدها بالتنويم السلطوي و يفقدون القدرة في التمييز بين الخطأ و الصواب..
لايرون الصواب الا في اعمالهم..و لا يرأون الخطأ الا في الاخرين..
هم مناضلون ابطال و غيرهم متأمرون، خونة، عملاء!
هناك من قادة المقاومة الشرفاء من يريد ترك الساحة لهولاء تجنبا للتصادم معهم!
و ذلك خطأ كبير لا بمكن ان نقع فيه..فلو كان ذلك يصب في المصلحة العامة كنا قبلنا و دفعناهم الى اخلاء الساحة فورا..
و لأن الامور لاتعالج بهذه الصورة، بل على العكس فالأمر يتطلب تكاتف جميع الشرفاء في التصدي للمنحرفين البلاطجة..
حتى اولئك الذين يمنون علينا بصمودهم في الجبهات يجب الحلوس معهم و التناصح فربما نكون قد اساءنا الظن بهم، و لكن ان ثبت انهم قد وقعوا تحت تأثير اغراء جمع الثروات الغير مشروعة و اصبح من المستحيل عودتهم الى جادة الصواب..حينها فقد احرقوا ما تبقى من رصيدهم من النضال،
لان الدفاع عن عرضك و دينك و ارضك واجب و لا يعطيك الحق ان تنتهك عرضنا و تتملك ارضنا و لا يعطيك صكوك جمعنا الى ممتلكاتك..
فاما و ان تحتسب ماقمت به لوجه الله و تحط يدنا بيدك لنبني مجتمع يخدم الجميع..يستفيد منه الجميع، أطفالنا، و نحن، و اهلنا جميعا!
و اما و ان تستمر في غيك حتى يتلاشى الاختلاف بينك و بين اعداء الامس..
فاي اختلاف بينهم و بين انصار ايران؟!
هم ايضا اظهروا للعالم تعرضهم للظلم و بدأوا ثورتهم ضد الظلم كما يددعون ..فاغتروا بقوتهم و انقلبوا الى ظالمين بلاطجة!

و مع ذلك لا زال في قلبي أمل في بعض تلك القيادات التي ادبرت عما يهدد حدودنا و انصرفت للركض خلف الفيد مستخدمين المدرعات التي منحوا اياها لهدف نبيل هدف واحد صد المعتدين و ليس ليرعبونا اليوم بها في اقتحام المؤسسات و المؤاني لفرض الاتاوأت!
الامل لازال ان يستفيق ضميرهم و يعيدون تقييم و احترام التضحيات الجسيمة التي قدمها اولادنا و سألت لاجله دماءنا و الاهداف التي سقط لاجلها شهداؤنا و عانينا كثيرا لتحقيقها ..
ترددنا طويلا في الانتقاد العلني على امل ان يراجعوا انفسهم ..قدمنا الكثير من الاعذار و تمنينا ان لا يصل في بعضهم الحال الى الخضوع و الاستسلام لشهواته و مصالحه الشخصية ضاربا بنصالح اهله عرض الحائط.. مدمرا بذلك رصيد كبير من نضال كسبنا به ثقة اهالينا البسطاء..
دخل بعضنا في سكرات حب المال و الجاه و نسي انه بدون دعم هولاء البسطاء لم كان وصل الى هذه المكانة في القلوب..
و نسى بعضنا ان الناس باستطاعتها نزع الثقة عن كل أناني، بنفس البساطة التي منحناهم تلك الثقة عندما كانوا ابطالا و رجال لا تلهيهم نزوات انفسهم..
مثلما كنا سبب في تحرير الارض من الغزو و العدوان و قدمنا الكثير من التضحيات بالنفس و الدم و المال و البنين يستطيع هولاء اليوم ان يضحوا ببعض الاغراءات و النزوات و يغلبوا مصلحة الوطن فوق مصالحهم الضيقة،فلا تستعجلوا تقاسم كعكة لم تنضج بعد!

أخبار ذات صله