fbpx
عن حادثة مدرسة الكويت

د عيدروس نصر ناصر
ما جري يوم أمس الأول في مدرسة الكويت الثانوية بصنعاء ليس فقط مجرد حالة شغب طلابي من قبل تلاميذ مراهقين وجهوا شغبهم لشخص يعتقد أنه رئيس البلد جاء ليدعوهم للانخراط في الحرب التي يخوضها أنصاره من أجل الانتقام من بني أمية في تعز والبيضاء ومأرب، وقبلها في عدن ولحج وأبين وشبوة.
إنه صورة جلية تعبر عن حالة رفض شعبي لنهج أعوج يريد العودة بالبلد إلى زمن الأسياد والعبيد، وبالتالي فإن قذف (الزعيم) الحوثي بالحجارة في قلب العاصمة اليمنية صنعاء، وهي معقل الطائفة التي يدعي أنصار الحرب والقتل أنهم يمثلونها، لهو عظيم المدلولات والمعاني.
لقد قال تلاميذ مدرسة الكويت للمولعي الحوثي ما لم يقل له السياسيون والعسكريون والنقابات والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، وكل أهالي صنعاء وجوارها ممن حالوا تحاشي شرور هذا التحالف المقيت باصطناع الطاعة أو حتى بالطاعة الجادة لتحالف لا يعرف في كل تاريخه إلا الحرب والقتل والتدمير وتجارة الممنوعات.
من المؤسف أن جماعة هذا التحالف المقيت لا تكلف نفسها بدراسة الظواهر واستجلاء أسبابها والبحث في خلفياتها، بل سيقفزون إلى اختيار أقصر الطرق، على طريقة السياسيين الكسالى، لاتهام تلاميذ مدرسة الكويت بالموالاة لداعش والتكفيريين، وهي الوسيلة الوحيدة لتبرير كل تعبير لا يناسب توجهاتهم الإجرامية القرووسطية حتى لو كان صادر عن تلاميذ لم يتجاوز أكبرهم الخامسة عشرة من عمره.
لو إن الحوثيين وصالح يتمتعون بحس ولو ضئيل بالكرامة واحترام الذات لأعادوا النظر في كل نهجهم بعد كل الجرائم التي ارتكبوها بحق كل اليمن شمالها وجنوبها وغيروا كامل نهجهم السياسي ، وبطبيعة الحال العسكري والسلوك اليومي، لكن يبدو أن هذه الفضيلة قد ماتت لديهم ولم يعودوا يبالون إلا بما يريقون من دماء وما يزهقون من أرواح اعتقادا منهم أن الشعب الذي يستنزفونه وينهكونه بحربهم الإجرامية سيصاب بالخيبة والإحباط ويستسلم لمخططهم الذي استنفد كل عوامل بقائه، ولم يبق إلا أن يقتل كل الشعب لينتصر الإمام القادم من القرن الثالث الهجري.