fbpx
(رحلة شهيد 4 ) شهداء معركة تطهير عاصمة مديرية المسيمير

 

كتب – عزالدين الشعيبي

نحرص كثيرا في المركز الإعلامي للمقاومة الجنوبية بمديرية المسيمير على نقل مجريات الحرب بتفاصيلها وجزيئاتها ، وتخليد وتأريخ وتقديم صورة عن أحداث الحرب بتسليط الضوء عن أشد جبهات الحرب في الجنوب وهي جبهة المسيمير ( الحواشب ) هذا العمل يتأتى منا كأقل القليل في المركز الإعلامي نقدمه لأبناء الحواشب ، ولكل أسر الشهداء ، والجرحى في مسيمير الحواشب ، هذا العمل ابتدأناه من نية إظهار الدور الكبير الذي قدمه أبطال الحواشب خلال أيام الحرب وفي ظل إهمال عدسات الاهتمام الإعلامي عن أعطاء جانب من الاهتمام لجبهة المسيمير سيما وقد قدمت ما يفوق عن الخمسين شهيدا وعشرات الجرحى من خيرة أبنائها للوقوف في وجه العدوان الغاشم لوطننا الجنوب في الحرب الأخيرة.
(( معركة الكرامة للأرض))
قد لربما تستوقفنا صور كثيرة ومشاهد بطولية متفرقة مشرفة ليس حسب في المسيمير الحواشب بل في كل جبهات القتال في الجنوب حسب ما طالعنا ،وشاهدنا، وعايشنا ، فالحرب العدوانية الحوعفاشية ضد شعبنا الحنوبي وإن كانت شديدة المرارة غير أنها غيرت فينا الكثير كشعب جنوبي ، فلأول مرة ينتفض شعب الجنوب بهذه الصورة الموحدة المترابطة إن لم نظلم حتى في ثورة أكتوبر المجيدة ، الجنوب كله ينتفض تحت هدف واحد نكن أو لا نكن، نحفظ كرامتنا أو تهان ، نُعز أو نسحق تحت أقدام عدو كان يريد أن يقلب كل موازين الحياة لشعبنا الجنوبي ، يريد المساس حتى بمعتقداتنا وديننا الحنيف..نعود ….
(معركة الكرامة٢٠١٥/٦/٩م )
مسيمير الحواشب من قبضة حصار مطبق وخانق لعاصمة المديرية إلى تطهير تاما لها ، نعم وإن كانت الخسارة كبيرة أنما إذا كان الهدف أكبر تهون النفوس .
فبعد فرض مليشيات الحوثي سيطرتها على عاصمة المديرية جبالها وسهولها ومرافقها واشتداد حدة السلوكيات والمعاملات لقوات العدو من عسكرة الأحياء السكنية ، وفرض حضر التجوال بداخلها ، ومداهمة منازل المواطنين بحجة البحث عن مقاومين ، وسلسلة من الاعتقالات التي طالت حتى الأطفال وإيداعهم رهن الاعتقال، من ممارسات الفوضى والاغتيالات والقنص لكل ما يتحرك قي المدينة ، وعمليات التفتيش للمنازل ، وأفضعها نسف منازل لعناصر في المقاومة وتسويتها بالأرض ، كل هذه الممارسات أفرزت الكثير الكثير من دوافع شباب المقاومة الذين ظلوا متموقعين على الجبال والتلال المطلة على عاصمة المديرية يواصلون المواجهات مع قوات العدو التي أيضا انتشرت على كل مرتفعات المنطقة .

وفعلا تبتدي العملية العسكرية الكبيرة لتطهير عاصمة المديرية ، الشباب المقاومون كانوا يعيدون تنظيم أنفسهم بقيادة العقيد(محسن مانجستو الحوشبي) وبالتنسيق مع قيادات الجبهات في كل من الضالع وردفان وترتيبات الدعم اللوجستي المحدود لبدء عملية الهجوم ،تبدأ انطلاقة الهجوم من جهتين بعد تقسيم الشباب إلى فرقتين، فرقة تهاجم من جهة الشمال الشرقي عن طريق منطقة مخران ، والمجموعة الثانية تهاجم من الشمال الغربي عن طريق ( حبيل علاف) ومجموعة كانت مجهزة بداخل العاصمة لأبناء المديرية ليحدثوا مواجهات تربك العدو. الفرقة الأولى التي أتت عن طريق مخران استطاعت إسقاط بعض المواقع المطلة أعلى خزان المياه للمنطقة وتجبر مليشيات العدو على التراجع أمتارا إلى أوساط المدينة بعدما خلفت العديد من القتلى والجرحى في صفوف الحوثي ، بينما المجموعة التي انطلقت من جهة الشمال الغربي مستمرة في تبادل الرمي بالأسلحة المتوسطة والثقيلة ، تستمر المعركة بين كرٍ وفرٍ لمدة يومين ، بعدما عززت مليشيات العدو نفسها بدخول قوات إلى عاصمة المديرية .

وفي اليوم الثالث ٦/١١/ ٢٠١٥م الساعة ١٢ ظهرا تشتد المواجهات بصورة عنيفة تمكنت فيها المقاومة من التقدم صوب المدينة وتحدث حرب شوارع من أقوى حروب الشوارع وأشرسها، الكل يشارك فيها من أبناء المديرية ، صورة بطولية فريدة تخلدها المسيمير ، مآذن المساجد تكبر وتهلل وتدعو إلى الجهاد، شباب ينطلقون من داخل منازلهم وديورهم حاملين أسلحتهم ويتبادلون الاشتباك مع العدو ،الفرق الموزعة كانت قد وصلت أوساط المدينة بينما كانت الأسلحة المتوسطة للمليشيات تمشط بطريقة جنونية صوب المدينة ،،وتنتشر قناصة العدو أعلى المباني في وسط المدينة يسقط الكثير من أسود المقاومة شهداء، يسقط العديد من الجرحى ، كما أن رصاصات الشباب المقاومين تحصد العشرات من قتلى وجرحى المليشيات الحوثية والوحدات الخاصة من الحرس الجمهوري التابعة لعفاش وهي ما تفوق أعداد قتلى المقاومة الجنوبية بكثير ، تزتاد حدة المواجهات ،يتمكن الشباب من إجبار فلول المليشيات على التقهقر وتدفعهم للانسحاب الكامل من عاصمة مديرية المسيمير إلى أماكن تموقعهم الأولى على مشارف العاصمة .
ساعات وعاصمة المديرية بقبضة أبنائها تعلو التكبيرات المعبرة عن الانتصار الكبير ، الكل يعبر عن فرحته رغم وطأة الجرح الذي أصابهم بفقد الكثير من الشباب شهداء في هذه المعركة. وهو ما سنوردهم بصورة إجمالية على أمل التفصيل بحلقات قادمة دور كل شهيد على حدة ،عدد الشهداء وهم الآتي:
١)بسام صالح الشيبة 27عام المسيمير ريمة
9/6/2015المسيمير طلقة بالراس

2. عبده صالح العبادي 27عاما ريمة المسيمير 9/6 الخزان طلقة بالصدر
3. عبدالله علي عبدالله الفيتر 26عام المسيمير
9/6/2015المسيمير طلقة رصاص بالرقبة

4. عبدالمجيد عبدالله حيدرة مهدي 23عام المسيمير
9/6/2015 المسيمير طلقة رصاص بالرقبة

5. وليد قايد محمد مثنى23عام المسيمير
9/6/2015 المسيمير طلقة بالصدر.
حتى النساء لم تسلم من رصاصات مليشيات العدو في هذه المعركة فحصدت رصات العدو روح حرم عبيد سالم وابنت مختار المريدي واللاتي سقطن شهيدات أثر تصويب قناصة الجنود الغزاة نيران أسلحتهم عليهن…
وجريحة هي ( ابنت البكيلي ) ولا تزال إعاقتها كبيرة إلى اليوم.
وبحسب إرصاد المركز الإعلامي للمقاومة بالمديرية فقد بلغ أعداد الجرحى في هذه المعركة ما يقارب 160جريح 15 منهم كانت إصاباتهم خطيرة ولا زالت إعاقتهم تعيقهم حتى اللحظة دونما اهتمام من الجهات المختصة.

إلى هنا أيضا لم تنتهي المعارك طالما لا زال خطر تواجد مليشيات العدو على مشارف المديرية وتستمر المعارك وتستمر فاتورة التضحيات ، نتوقف إلى هذا الحد على صدد تكملة حلقات عن سيرة وقصص الشهداء الأبرار الذين سقطوا في هذه المعركة ( معركة الكرامة للأرض) ثم نستكمل حلقاتنا ما بعد تطهير عاصمة المديرية .

الرحمة والمغفرة لشهدائنا الأبرار والشفاء لجرحانا .

 

*المركز الإعلامي للمقاومة الجنوبية بمديرية المسيمير

12043007_1048926218473765_4774765839386181624_n