كتب – فيصل جابر القطيبي

نعم الوحدة الموقع عليها في 22/5/90 ليست وحدة بين (شطري اليمن) فاليمن لم يقسم اصلاً  حتى يكون شطرين !؟ كما كان يروج لذلك الكلام داخل اروقة المكتب السياسي للجبهة القومية ومن بعده بين قيادات الحزب الاشتراكي مضافاً اليه اليمني زوراً وبهتاناً !؟ .

فاليمن معروفة تاريخياً كدويلات مقسمة لم تحكم بشكل موحد الا في ظل الممالك الكبرى التي حكمت الى خارج اليمن وبسطت نفوذها على الجنوب العربي واقليم ظفار بل على ميجان كلها الى البحرين حتى وصلت في بعض فترات التاريخ الى اطراف العراق … ثم تلاشت وانتهت ، فعندما سيطر الاسود العنسي مدعي النبوة على صنعاء وقتل حاكمها وهو من الابناء (الفرس) شهر بن باذان كانت بقية مناطق اليمن (الشمال) خارج صنعاء تحكم كمخاليف منفصلة فلم تكن اليمن موحدة تحت امر حاكماً واحداً تدين او تراجع اليه، في المقابل لم تكن تسمى المناطق الجنوبية (باليمن) بل كانت تسمى العربية الجنوبية وتستغرب ان يتجاهل الكبار بأن تسمية اليمن لم تطرح وتعمم في الجنوب الا ما بعد العام 1969م  من خلال ابناء واللذين تمكنوا من الوصول الى منصب رفيعة في الجبهة القومية وكذا من الناصريين والقوميين الجنوبيين الذين فرضوا التسمية وعملوا على تثبيتها مع انه لا يربطنا في الجنوب باليمن سوى الجوار لا غير او في حالة سيطرة دولة جنوبية قوية على اليمن او سيطرة دولة يمنية قوية على الجنوب المشكلة ان البعض لا يعي بأن هناك اموراً نسبية في مواضيع ثابته .

وفي هذا السياق اعترضني دكتور في جامعة عدن وهو غاضباً على هذا الطرح والذي تم نشره من قبل قائلاً هل تريد عودة اتحاد الجنوب المتخلف والاستعمار البريطاني بدلاً عن الحرية التي ننعم بها ؟ ضحكت حتى كدت ان اقع على الارض من حماقة دكتورنا لان تخلف سلاطين الولايات الجنوبية كان اكثر تقدماً من حماقة ال الاحمر وعفاش وحزب الاصلاح اليمني الف مرة وان الاحتلال البريطاني البغيض (الذي نرفضه) فاذا خيرونا بينه (والاستحمار) اليمني لاخترنا الاستعمار البريطاني ثم اكملت للدكتور لقد تعلمت وهذا خير ما فعلت ولكن عليك ان تتثقف حتى تكتمل لديك القدرة في الخوض في امور اخرى لا تجدها في التخصص …!؟

ان ثقافة الشرق عامة متقاربة وثقافة الشعوب العربية اكثر قرباً وثقافة دول الخليج منسجمة فيما بينها وثقافة اليمن والجنوب العربي اكثر تقارباً الى ان فصل خصوصية الثقافة التي تحدث عنها الفيلسوف ت – س أليوت كما ان اليمن لم تكن  تحكم من صنعاء دائماً فما بالك بالجنوب فدول مثل الصليحيين والنجاحيين وحتى القرابطة بل ودولة الهادي الزيدية في بدايتها كلها لم تكن تحكم من صنعاء فمن اين جاءت واحدية الارض وواحدية الثورة ؟!

ان الكثيرين يخطئون عندما يقولون (الوحدة اليمنية) فنحن لسنا كألمانيا الدولة الواحدة الذي تم تشطيرها ولا حتى السودان وجنوب  السودان او اسبانيا واقليم كاتلونيا او مثل اندنوسيا وجزيرة تيمور الشرقية التابعة لها نحن كنا ولا نزال رغم عمر الوحدة دولتان منفصلتان لا يربطهما على المدى التاريخي غير الجوار فقط وقعتا اتفاقية وحدة لم يكتب لها نجاح تماماً مثل مصر و سوريا في ظل وجود الزعيم العربي جمال عبد الناصر ما بالك بوجود علي عبد الله صالح وماذا بعد ؟ الان يجب ان تعود كل دولة الى اصلها ووضعها الطبيعي بدون كل التشنج والتهديد بالويل والثبور لان الوحدة غير اليمنية او (الوحدة الجنوبية اليمنية) هكذا كان يفترض تسميتها قد انتهت فلا داعي للمزيد من الدماء هذه الحقيقة يجب ان يقبلها الجميع خاصة قيادات ومنتسبي المؤتمر الشعبي العام وحزب التجمع اليمني للإصلاح وابناء تعز جميعاً وكذا الدكتور عبدالله عوبل مندوق …!؟