fbpx
( رحلة شهيد 3 ) ( الشهيد البطل نبيل سالم قاسم السروي )

كتب – عزالدين الشعيبي
يكون بعد مقتل القائد الشهيد معاذ أحمد قد تقدمت جحافل مليشيات الحوثي وعلي عبدالله صالح لتصل عاصمة مديرية المسيمير بعد معارك قوية دارت رحاها بين أفراد المقاومة الجنوبية بمديرية المسيمير ،حيث انطلق الشباب من كل بيت وحارة لمحاولة أخيرة لصد قوات المليشيات الكبيرة والمدرعة بأحدث الأسلحة .
وفي عاصمة المديرية تندلع المواجهات الأخيرة بحرب شوارع وقف فيها شباب المقاومة والعدو وجها لوجه، وتكبدت قوات العدو خسائر كبيرة بالأفراد والمعدات ،غير أن قوات العدو قد بسطت سيطرتها على جميع مراكز وتلال ومرتفعات عاصمة المديرية بحكم ضخامة القوة وامتلاكهم الأسلحة الحربية المتطورة، واندحار شباب المقاومة وانسحابهم إلى القرى القريبة للعاصمة من الجهة الشمالية بعدما استنفذت غالبية الذخائر التي بحوزتهم والتي جمعت بجهود ذاتية دون أن يحضوا بدعم من أماكن الجبهات الأخرى . هنا لم تكتمل الحكاية ولم تتوقف المقاومة الجنوبية وتستسلم ،بقيت تباغت العدو إلى ثكناته بهجمات قتالية يوقعون فيها القتلى والجرحى من أوساط مليشيات العدو.
إلى أن بدأ الإعداد المكتمل من قبل المقاومة الجنوبية لتطهير عاصمة المديرية من أزلام الحوافيش واتباع عفاش ، وهنا يبتدء تاريخ عظيم يخطه شباب الحواشب بقطرات دم الشهداء ، وفي هذه المعركة تحتدم قائمة الشهداء وتطول التضحيات ويسقط العديد من شباب المقاومة الجنوبية، سنستطرد بإذن الله في حلقات قادمة سيرتهم ، ولكن قبلها لا نتجاوز شهيد الحرية ( نبيل سالم قاسم السروي) نبقى اليوم مع شهيد بطل بكل ما تحويه عبارات الفخر، من حيث أن استشهاده بمثابة الشرارة الأولى لانطلاق معركة تطهير مديرية المسيمير ،
حين تجمعوا شباب الحواشب من كل قرية ومركز مع شباب المقاومة بعاصمة المديرية لخوض معركة التطهير ، كان ذلك بعد استشهاد نبيل الذي أعطى الحافز والدافع للشباب الأبطال بعد استشهاده ب٣ أيام لتطهير كل الأماكن التي كانت بقبضة مليشيات العدو…
( نبيل سالم قاسم السروي الحوشبي)
وبحق أقلام الحرية ، وحبر الكرامة تجبرنا أسطرنا لنقف نحمل شرف التعرفة لسيرة شهيد مغوار أنه ابن ( مخران المدد ) مخران الحواشب إحدى مناطق مديرية المسيمير بمحافظة لحج، ونحن نتحدث عن مخران وتاريخها نختصرها بتاريخ الشهيد البطل ( نبيل السروي) وبحق شخصية عكست ثقل مخران ودورها قديما وحديثا لصنع شخصيات الثورات .
الشهيد ( نبيل سالم السروي) من أبناء منطقة مخران بمسيمير الحواشب لحج، ولد بها وعاش بتربتها يبلغ من العمر ٢٦ عاما ، متزوج له ستة من الأولاد ،خريج المعهد العالي لإعداد المعلمين ، حافظا لكتاب الله ، ورغم ما يحمل من شهادات لم يتحصل بحياته على الوظيفة.
(الشهيد البطل نبيل ودوره الثوري والوطني) أحد أبرز شباب الحراك الجنوبي بمديرية المسيمير ، الذي كان لا تفوته فعالية من فعاليات الحراك داخل المديرية وخارجها ، قادته نفسه الحريصة على الدين والمعتقد بأن يذهب إلى محافظة الجوف الشمالية في ٢٠١١م لرفع الظلم عن إخوانه من السنة من أبناء الشمال، قاتل ثمّ قتال الأبطال ،وجرح فيها ،عاد بعدها إلى الجنوب مقدما دوره الثوري الوطني ، كان من الشباب الذين أمنوا ساحة الحرية والدفاع عن المعتصمين
،وكان بكل الاعتصامات والمظاهرات تجده الجندي الحارس الذي يذود عن الشباب العزل حاملا سلاحه بجنبه أينما ذهب فيما يخدم الخير.
م6/6/2015 / : هو اليوم الذي أذنت فيه أقدار الرب العظيم لملائكة الرحمة أن تحيل روح بطل من أبطال الجنوب لطالما دافع عن دينه ووطنه وتربته إلى منزلة الشهداء الأبرار ، حيث كان جنود العدو وقناصته على مرتفعات التلال المتعلية خزان المياه لعاصمة المديرية وشهيدنا نبيل على المرتفعات المقابلة بمحاذاة جبل ما يسمى ( الحمل) يتقدم من معه لا خوف ولا قهقرة صوب موقع العدو . لتصوب رصاصة احد قناصة العدو على صدر نبيل وتطرحه مضرجا بدمه الطاهر تربة الأرض الذي وافاها أيما وفاء؛ وقد أرتوى واستقى من حمرة دمائه.

يسقط نبيل شهيدا مدافعا عن كرامته وعرضه وأرضه، يعم خبر استشهاده على شباب المقاومة في كل مواقع قتالهم فيشعل فيهم الحماس ويغذي دوافعهم للسباق إلى جنة الخلد ، ثم يعقد كل شباب المديرية بعد وفاة نبيل للشروع في تنفيذ عملية تطهير عاصمة المديرية وكان ذلك بعد استشهاد شهيدنا بثلاثة أيام ، لتدور بعده معركة التطهير ، معركة مهما احتويناها بأوصاف الفخر والاعتزاز تظل متغيرا وتاريخا لأبناء الحواشب قد صدروه إلى كل الشعب الجنوبي في شتى مناطق الجنوب بل وللعالم أجمع عندما جادت مسيمير الحواشب بخيرة أسودها في هذه المعركة . وقد تكون محور حديثنا في حلقات قادمة ومع شهداء آخرين .
الرحمة والمغفرة لشهيدنا البطل نبيل سالم قاسم السروي وكل الشهداء الابطال

  • المركز الإعلامي للمقاومة الجنوبية مديرية المسيمير لحج