fbpx
رحلة شهيد 2 .. الشهيد – معاذ الحوشبي

(( القائد الشهيد معاذ علي أحمد الحوشبي)) –  كتب عزالدين للشعيبي
ربّ ميت رخام القبر مسكنه ** ورب ميت على أقدامه انتصبا
27/4/2015/ في هذا التاريخ تسجل مسيمير الحواشب بمحافظة لحج عنوانا جديرا بالسرد،،،
الشهيد ( معاذ علي أحمد الحوشبي)
هذه المرة المسيمير تزف الشهداء على أرضها وتربتها ، دعونا نعيش هذا اليوم الخالد . أعلى الصفحة تاريخ قررت بصباحه قوات الحوثي وعلي عبدالله صالح اجتياح مديرية المسيمير عن طريق بوابة دخولها منطقة عقان أي طريق الزفلت الذي يربط عاصمة مديرية المسيمير بالخط العام لحج عدن، تتقدم بربرية العدو لتصل إلى مشارف أول قرية تفصلهم عن عاصمة المديرية ويتمركزوا على مرتفعات التلال المحاذية لقرية مريب ، وهنا تدار أولى معارك التصدي من قبل المقاومة لأبناء المسيمير، وهنا تشهد المرتفعات والحجر والشجر عن بدايات أولى المعارك الشرسة بين قوات العدو الغاشمة التي تريد الوصول إلى عاصمة مديرية المسيمير فترتطم بجدار المقاومين الأبطال وهم مجموعة من شباب المقاومة الجنوبية في المنطقة بقيادة الشهيد البطل ( معاذ علي أحمد الحوشبي) وهو بطل قصتنا لهذه الحلقة.
الشهيد ( معاذ علي أحمد)
هو أحد أبناء عاصمة مديرية المسيمير ولد بها وترعرى بها ، جندي في الأمن العام ، يبلغ من العمر ما يقارب ٢٥ عاما، شابا لم يكن متزوجا بعد، هو أخو الجريح عماد الذي جرح وهو يتصدي لمليشيات الحوثي ولا زالت إعاقته تعثره حتى اللحظة ، ، كان والده قد توفي قبل استشهاده ببضع سنوات .
الحديث عن شخص بحجم الشهيد معاذ يطول وذو شجون يبقى أن نجتز بانوراما مختصرة عنه وعن حياته، ونكتفي بالتعريض لمعاذ (الشاب المقاوم الذي أذهل جنود وضباط العدو بقتاله واستبساله بعد استشهاده ووقوع جثته بيد العدو، )
القائد الشهيد معاذ: بدايته بالمقاومة لم تكن بمجرد اجتياح الحوثي للجنوب أنما بصماته حاضرة في صعدة ، والمخا الشماليتين عندما أسندت فرق من الشباب الجنوبين إخوانهم السلفين في هذه المناطق ، وتاتي بطولاته في الجنوب: عندما قدمت مليشيات الحوثي وعلي عبدالله صالح من الشمال لتصل منطقة كرش الجنوبية الحدودية وأثناء قدوم الصبيحي الى لواء ( لابوزة) في منطقة عقان التابعة لمديرية المسيمير التقى به معاذ. دار الحديث بين القائد الشهيد واللواء الصبيحي ،
معاذ مخاطبا الصبيحي : نطلعك سيادة اللواء: أنا ومجموعتي من المقاومة الجنوبية بكامل عتادنا جاهزون للتصدي لجحافل العدو فقط نريد منك أن تنزل معي إلى مواقع تمركز أصحابي على الشريط الحدودي لنلتمس دعمك المعنوي وكذلك إكمال تسليح بعض الأفراد الذين لا سلاح لهم
،هنا الصبيحي لم يتجاوب معه ، ثم قرر القائد معاذ العودة إلى مواقعهم القتالية بمعية رفاقه وقاتلوا قتالا شرسا غير أن جحافل العدو تتقدم بفعل حوزتها على الأسلحة النوعية وتخلخل المعسكرات داخليا وفق مخططات مرسومة وهنا فعلا استطاعت جحافل العدو التقدم لتصل إلى مثلث العند فكر القائد معاذ بخطة عسكرية أخذت طابع الكمائن فكان يتسلل ليلا مع من معه وينفذ الكمائن في الخط العام بين كرش الحدودية ومنطقة عقان وألحق الخسائر الفادحة بقوات العدو البشرية والمادية ، ومن جانب آخر قام القائد الشهيد بتسليح مجموعة من الشباب في منطقة محصوص وذلك لتأمين مديرية المسيمير من الجهة الغربية ولم يكن احد مطلعا على هذا الأمر إلا بعد استشهاده حين قدم الشباب من منطقة محصوص وأعادوا قطع السلاح إلى أسرته وقالوا : نحن ممتنون لهذا الشهيد البطل وحدثوا أقربائه بما دار.
القائد معاذ عرضت عليه كثير من العروضات المغرية من قبل مليشيات الحوثي بأن يتخلى عن المقاومة وينظم لصفوفهم ، علاوة عن عروضات السلاح والقيادة ،فكان رده ({ لقد قاتلتهم في دماج وكتاف في عقر دارهم طالباٍ الشهادة… وتريدون مني أن أبيع ديني وإخواني و أهلي الآن وقد اتوا يعتدون علينا في أرضنا ويستبيحون أعراضنا ،بيننا وبينهم قتال مقاومة وعدو.. }) .
القائد الشهيد ( معاذ علي أحمد ) يوم هذا التاريخ ٢٣/٤/١٠١٥م وعساكر الحوثي وعفاش على تلال أول قرية لمديرية المسيمير ، عزم البطل معاذ بمعية فرقة من أبطال المقاومة الجنوبية من أبناء المسيمير لتنفيذ هجوم على مواقع العدو ، وفعلا تبدأ ساعة الصفر للهجوم بعد أن فرق القائد الشهيد معاذ زملائه إلى مجموعات للهجوم من أكثر من إتجاه للانقضاض على العدو ، وتتعانق فوهات البنادق لكن ليست ضد فوهات بنادق مثلها أنما ضد عدو متمترس بأحدث الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وشباب يحملون أسلحتهم الذاتية وذخيرة محدودة، ورغم فارغ المعطى، الأبطال المقاومون الذين آمنوا بمبدى لماذا يقاومون! لا يعبهون بأرواحهم طالما وهي تدافع عن عرضهم وبلدهم! ،تبتدي المعركة ويتقدم القائد معاذ صوب العدو بينما رفاقه ينطلقون حسب ما خطط له ، يسقط العديد من الجرحى من شباب المقاومة جراء تمركز قناصة العدو على التلال لا يعيقهم ذلك ، القائد معاذ يتقدم المترات ويحصد ببندقيته أعداد كثيرة من جنود العدو حتى إذا ما وصل أن تلاقت الوجوه ومعاذ لا يزال يطلق الرصاص بإتجاه الجنود المتموقعين بموقعهم والذي بات قريبا من وصول معاذ إليه، في هذه اللحظات وبعد انفذ كل ما لديه من ذخيرة يخرج معاذ من مترسة رافعا سلاحه ومكبرا رافعا أصبع الشهادة نحو السماء تطلق رصاصة أحد القناصين للعدو لتسكن رأس الشهيد القائد ، وتطوي رصاصة الجبن روحا شجاعة مستبسلة عرفها الجميع وشهد ببسالتها حتى العدو.
هو الشهيد القائد البطل معاذ علي أحمد ، يكون هنا معاذ ثاني شهيد لأبناء المسيمير يسقط مدافعا وبحكم التقدم الكبير لمعاذ أثناء هجومه على العدو حتى كاد أن يصل الموقع الذي يسيطر عليه جنود العدو فقد وقعت جثته الطاهرة الزكية بأيدي جنود العدو ولم يستطع رفقائه ليومين أن يصلون إلى مكان جثته القريبة من تمركز الحوثين وجنود عفاش منها ليواروها مثواها الأخير حتى سلمت جثته بالتفاوض صبيحة اليوم الثالث حيث يخبرنا أحد الذين ذهبوا لإحضار جثة الشهيد معاذ من أيدي الجنود الحوثة قال : قال لي أحد ضباط العدو:(( لقد اجبرنا هذا المقاتل على قتله.
لأن الأوامر كانت تقتضي أسره حيا
فقد قتل علينا أكثر من35 نفرا)) ثم قال جندي آخر كان بجانبنا
( لقد قتلنا أمير الدواعش ” حسب وصفة” ومن السهل دخول المسيمير).
يواصل لنا الحديث أحد الرفاق من الذين ذهبوا لأحضار جثة الشهيد معاذ قال: وصلنا إلى جثة الشهيد معاذ وجدنا أصبع الشهادة متصلبة نحو السماء ووجدنا أثر طلقة في أصبعه على احتمال أن جنود الحوثة بعدما شاهدوا أصبع الشهيد حاولوا ضمها وإرجاعها فلم يستطيعو لتصلبها فرموها بطلقة لغرض إخفاء حقيقة الشهادة عن اهله واحبائه،
رحل معاذ لينزل خبر وفاته كصاعقة لأبناء مديريته وأحبائه وأقربائه ،رحل معاذ ليجبر كل عين في منطقته بالبكاء ، رحل معاذ القائد إلى ما كان يهواه، وكم هو مؤلم أن تطوى الأرواح الشجاعة البطلة وتغيب عن ناظرنا غير أن ما يرضي أنفسنا شرف الشهادة التي يتمناها كل واحد منا ، فهنيئا لك الجنان ومساكنها ، ولتهنأ بقبرك الزكي قرير البال فكل قطرة دم منحتها وطنك آتت مبتغاها ، ونعمت البلد والأرض التي وهبت روحك لتحريريها بالحرية ، معاذ يشيع إلى مثواه الأخير بموكب جنائزي مهيب عرفانا ووفاءا له..
،، الرحمة والمغفرة لشهيدنا المغوار معاذ علي أحمد وكل شهداء الجنوب ، ومع رحلة الكرامة ومع قصة شهيد آخر إن شاء الله

 

*ص المركز الإعلامي للمقاومة الجنوبية بمديرية المسيمير