fbpx
انطباعات عن زيارة مجموعة من أساتذة جامعة عدن إلى منطقة يافع (لبعوس والحد)
شارك الخبر
انطباعات عن زيارة مجموعة من أساتذة جامعة عدن إلى منطقة يافع (لبعوس والحد)

 

يافع نيوز – بقلم الدكتور سعودي علي عبيد :
على مدى يومي 14 و15 نوفمبر كانت قمنا نحن مجموعة من أساتذة جامعة عدن بزيارة إلى منطقة يافع في لبعوس والحد؛ وهي مكرسة للتعرف على الآراء والأفكار المثارة والمعتملة داخل مختلف مناطق الجنوب؛ وخاصة بعد طرد الغزاة اليمنيين من العديد من مناطق الجنوب؛ وعلى وجه الخصوص عاصمة الجنوب عدن. وقد انطلقنا في زيارتنا هذه من إيماننا الراسخ والمطلق بعدالة قضية الجنوب؛ ومن ثم الإسهام في وضع المقترحات والحلول من أجل تجاوز السلبيات والمشكلات التي تعوق مسيرة شعب الجنوب نحو تحقيق حلمه وهدفه المتمثل في استعادة كامل دولته؛ وإعادة بنائها. وبشكل عام؛ فقد اشتملت هذه الزيارة على :

(1)لقاءين؛ واحد في لبعوس والآخر في منطقة الفيض بالحد. فبالإضافة إلى أساتذة الجامعة؛ فقد حضر هذا اللقاء مجموعة كبيرة مثلت السلطة المحلية؛ والمقاومة والحراك وشخصيات عامة.

(2)كما اشتملت الزيارة على مشاهدة بعض المناطق والمعالم البارزة في منطقة لبعوس والحد؛ وكانت زيارتنا لجبل العر الأشم والمعبر عن شجاعة وبطولة يافع ورفضها للمحتلين اليمنيين على امتداد تاريخها الناصع الحديث والمعاصر.

وكان اللقاء الأول الذي جرى في لبعوس هو الأهم؛ وذلك بسبب أولا؛ كثافة وأهمية المشاركين فيه. وثانيا؛ لأهمية وشمولية القضايا التي أثيرت في هذا اللقاء. وفي هذا اللقاء كانت لي المداخلة الأولى التي أفتتح فيها النقاش بصدد الواقع المعاش في الجنوب بعد حرب ربيع 2015م التي حدثت في العديد من مناطق الجنوب. وقد تمحورت الأفكار الأساسية لهذه المداخلة فيما يلي :
أولا: الواقع المعاش بالنسبة لنا كجنوبيين بعد حرب ربيع 2015:
(1) جنوب غير محرر كاملا.

(2)جنوب ثرواته ليست في متناول يده.

(3)جنوب بدون مؤسسات لا مدنية ولا عسكرية ولا أمنية ولا استخبارية.

(4)مقاومات جنوبية ومقاومات مزيفة.

(5)لا يوجد حامل سياسي.

(6)توجد في ساحة الجنوب ثلاث قوى :المقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي؛ التحالف العربي؛ شرعية هادي.

(7)اختراقات واختلالات أمنية.

(8)الإدارة القديمة وأدوات الاحتلال هي التي بيدها مقود الإدارة في الجنوب.

(9)الموقف الضبابي أو غير المعلن لدول التحالف العربي من مشروع شعب الجنوب المتمثل في استعادة دولة الجنوب.

(10)وفي كل الظروف من غير الممكن العودة إلى واقع ما قبل مارس 2015م؛ وخاصة في المناطق التي طرد منها قوى الاحتلال اليمني. إلا أن هذا لا يعني أن المشكلة قد حلت كما يريدها شعب الجنوب.
ثانيا: الأسباب الكامنة وراء ما نحن فيه:
(١)بسبب الاعتداء على هويتنا الجنوبية وتاريخنا لصالح الهوية اليمنية؛ وقد ساعد على ذلك اختلافنا بصدد هذه المسألة؛ مما أدى إلى سهولة اختراقنا في مختلف المراحل.

(2)عدم امتلاكنا كيان سياسي واحد يعبر عن الأهداف والاتجاهات الكبيرة الموحدة لشعب الجنوب.

(3)بسبب الأهداف المعلنة من قبل التحالف العربي عند تدخلها في هذه الحرب؛ وهو هدف استعادة شرعية هادي؛ وانتظار المعارك في الشمال.

(4)سيطرة صنعاء؛ أو مركزية المؤسسات بصنعاء إداريا وماليا.

: ثالثا: الحلول والمخارج
(1)توحيد فصائل المقاومة الجنوبية الحقيقية في إطار واحد.

(2)خلق حامل سياسي للمقاومة ولقضية شعب الجنوب؛ ويمكن أن يكون ذلك من خلال الجبهة الوطنية العريضة؛ أو تأسيس حزب سياسي يعبر عن أهداف وآمال واماني الغالبية العظمى من شعب الجنوب بمختلف مكوناته.

(3)ابتكار لغة مشتركة مع دول التحالف العربي والشرعية المعترف بها دولياً ممثلة بهادي؛ شريطة أن تعبر هذه اللغة عن أهداف شعب الجنوب المحددة في استعادة دولته.

(4)خلق نماذج لإدارة الدولة في المناطق التي تعتبر في حكم المحررة (يافع؛ الضالع؛ ردفان). (5)العمل على حل المسألة الأمنية في مختلف مناطق الجنوب.

(6)الاستمرار في إعادة المؤسسة العسكرية والأمنية الجنوبية.

(7)تنظيم المسألة المالية من خلال الاتي :

(1)تعبئة رأس المال الجنوبي وتحويلات المغتربين من أجل المساهمة في تحقيق المهام الراهنة لشعب الجنوب. (2)توفير وسائل صحيحة لتجميع هذه الأموال؛ ووسائل أخرى لإنفاقها.

رابعاً :شروط النجاح

(1)أن يكون الجنوب هو قبلتنا جميعا.

(2)أن نضحي بكل ما نملك من أجل الجنوب.

(3)أن ننكر ذاتنا.

(4)أن نفسح المجال لذوي المؤهلات العلمية؛ والشباب؛ أصحاب الخبرات؛ ونظيفي اليد.

(5)يجب أن نعترف جميعاً بأن الجنوب يتسع لنا جميعاً؛ باستثناء الذين يسيئون للجنوب.

(6)يجب أن نؤمن ونقرر ويمارس بأن استعادة دولة الجنوب وإعادة بناءها؛ لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال :

(1)العمل بقيمة التسامح والتصالح. (2)الشراكة الكاملة بين مختلف مكونات المجتمع الجنوبي.

(3) استخدام الوسائل السلمية عند معالجة الاختلافات التي قد تبرز بين الحين والآخر.

الخاتمة: الانطباعات العام عن هذه الزيارة
:

(1)كانت زيارة مفيدة بالنسبة للجميع؛ وكذلك بالنسبة لي بسبب أنني عدت إلى هذه المنطقة بعد فترة طويلة من آخر زيارة؛ إذ كانت هذه الزيارة في عام 1977م؛ وكانت بمعية جاعم صالح محمد (الله يرحمه ويسكنه الجنة)؛ وكانت زيارة عمل حزبية باعتباري سكرتيرا للدائرة الاقتصادية في المحافظة

(2)أتاحت لنا هذه الزيارة الأخيرة التعرف على التغييرات الكبيرة التي شهدتها منطقة يافع.

(3) أتاحت لنا هذه الزيارة التعرف على النقلة النوعية التي حدثت في مجال الطرقات. التعرف على أهم القضايا المثارة من قبل المشاركين في اللقاءين المذكورين. والمثير للإعجاب أن مجمل الأفكار والقضايا التي طرحت من جانب المشاركين؛ كانت مصوبة نحو ما يهم ويخص قضايا الجنوب بشكل عام؛ وكذلك الأوضاع السياسية والأمنية في عدن.

أي أن القضايا الخاصة بمنطقة يافع لم تكن مقدمة على قضايا الجنوب؛ على الرغم من افتقار هذه المنطقة للعديد من الخدمات مثل الكهرباء والمياه النقية وغيرها.

(5)أتاحت لبعضنا الالتقاء ببعض الأصدقاء والزملاء بعد فترة فراق لأسباب مختلفة.

(6)وفيما يخص القضايا والأفكار المثارة في اللقاءين المذكورين؛ فيمكننا تلخيصها على النحو التالي :
(1)حث المشاركون على الإسراع لتوحيد المقاومة الجنوبية.

(2)حث المشاركون على أهمية إنشاء حامل سياسي للمقاومة وشعب الجنوب.

(3) أكد المشاركون على حل المسألة الأمنية في المناطق المحررة؛ وخاصة في عدن.

(4)حث المشاركون في الإسراع على إعادة بناء المؤسسات الحكومية؛ وفي المقدمة المؤسستين العسكرية والأمنية.

(5)أكد المشاركون على إنشاء إدارات نموذجية في المناطق المحررة.

(6)أكد المشاركون على أهمية تفعيل قيمتي التسامح والتصالح؛ والشراكة التامة بين مختلف مكونات المجتمع الجنوبي.

أخبار ذات صله