fbpx
حورية مشهور : تدخل التحالف بقيادة السعودية بدد أحلام إيران بالتوسع والتدخل في شؤون المنطقة
شارك الخبر

يافع نيوز -شئون خليجية :

* تدخل التحالف بقيادة السعودية بدد أحلام إيران بالتوسع والتدخل في شؤون المنطقة

* انعدام وسائل الحياة الضرورية كالماء والغذاء والدواء زاد أوضاع اليمنيين سواءً

* جهود المنظمات الحقوقية لا تغطي إلا جزءًا محدودًا في ظل تزايد العنف واستمرار الحرب

* المرأة اليمنية هي الخاسر الأكبر في الصراع.. وندعو لتمثيلها في جهود إحلال السلام

* فشل عملية تطوير منظومة حقوق الإنسان بسبب استمرار مؤسسات نظام المخلوع صالح

* مؤسسات المجتمع المدني المعنية بحقوق الإنسان تأثرت سلبيًا بالحزبية والتسييس

* المفاوضات غير مجدية مع الأطراف التي لا تؤمن إلا بلغة الرصاص والقوة

* الحوثيون سيقبلون بالحل السلمي كارهين لا أبطال فلا توجد لديهم أي خيارات بديلة

شؤون خليجية – هدى التوابتي

“حورية مشهور” شخصية نسائية بارزة في اليمن، فهي وزيرة يمنية سابقة وحقوقية ذات دور بارز في المجتمع الحقوقي، ليس يمنيًا فحسب، ولكن عالميًا لدورها بمؤسسات حقوقية عالمية، استطاعت الاضطلاع عن قرب على هموم اليمن وشعبها، خاصة الحقوقية والإنسانية، لدورها كوزيرة لحقوق الإنسان في حكومة التوافق الوطني منذ عام 2011 حتى 2014، تلك الهموم التي تزايدت بفعل الحرب الدائرة الآن ضد الانقلابيين “الحوثيين والمخلوع صالح”، والتي أتت على الأخضر واليابس باليمن.

“شؤون خليجية” حرص على إجراء حوار مع وزيرة حقوق الإنسان اليمنية السابقة حورية مشهور، لتنقل لنا صورة للوضع الإنساني والحقوقي باليمن، ومدى ما وصل إليه في ظل ظروف الحرب الصعبة التي تمر بها البلاد منذ مارس الماضي، وانتهاكات الانقلابيين بحق الشعب اليمني، كما تحدثت عن أسباب ما وصلت إليه اليمن، ورؤيتها المتفائلة للغد رغم سواد الصورة، وتوقعاتها حول مفاوضات “جنيف 2” المنتظرة بين الحكومة الشرعية والانقلابيين.. وإلى نص الحوار …..

** بداية، نريد نبذة مختصرة عن الوزيرة السابقة لحقوق الإنسان، ودورها الحقوقي في ظل معاناة اليمن من الحرب والانتهاكات المستمرة من ميليشيات الحوثيين وصالح؟ 

* خلال العشرين السنة الماضية كنت مديرًا عاماً لإدارة الدراسات والإعلام باللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو”، ثم نائبة لرئيسة اللجنة الوطنية للمرأة، ورئيسة تحرير صحيفة “اليمانية”، وعملت مع العديد من المنظمات الدولية كمستشارة وخبيرة في قضايا تنمية المرأة، وأهم أعمالي التقييم الوطني حول العنف على أساس النوع الاجتماعي، بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان، وحول المشاركة السياسية للنساء بدعم من منظمة IDEA، ثم رئيسة للجنة الوطنية للمرأة، واستقلت منها في ١٢ مارس ٢٠١١ لأنضم للثورة، وتم اختياري في أغسطس ٢٠١١ لأكون الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية، وفي ديسمبر ٢٠١١ تم تعييني وزيرة لحقوق الإنسان حتى نوفمبر ٢٠١٤.

درست الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة وفي جامعة عدن، كما درست القانون الاقتصادي في ألمانيا.

** كيف تري الوزيرة السابقة الوضع الإنساني في اليمن، خاصة في ظل الحرب المستعرة منذ مارس الماضي؟ 

* الوضع الإنساني للأسف كان سيئاً من قبل، بسبب جملة من الأسباب أهمها الفساد، وعدم تسخير موارد الدولة للتنمية إلا القليل منها، وكذلك الحال بالنسبة للمنح والقروض الخارجية التي لم تحسن كثيراً في التنمية البشرية، وظلت مؤشرات التنمية الإنسانية في اليمن متدهورة، وتحتل دائماً مراتب متأخرة في التقارير الدولية بهذا الصدد.

وطبعاً الوضع الآن ازداد سوءاً بسبب الحرب، وتوقف عجلة الإنتاج كلياً، حيث انعدمت وسائل الحياة الضرورية في المدن الرئيسية كالعاصمة صنعاء، مثل الوقود والكهرباء والماء والدواء والغذاء، الذي ارتفعت أسعاره بصورة جنونية، مع عدم توفر الأموال الكافية لشرائه لدى السواد الأعظم من الناس، والوضع في المناطق الأخرى، خاصة المناطق الريفية أكثر سوءاً.

** في ظل معاناة إنسانية كبيرة في اليمن، وحديث المنظمات الحقوقية العالمية عن أرقام ضخمة للضحايا، خصوصا بين النساء والأطفال وكبار السن.. ماذا عن دور المنظمات الدولية خاصة الحقوقية.. وهل هو كاف؟

* لا شك أن كثيرًا من المنظمات تبذل مجهودًا كبيرًا، وكذلك دول التحالف العربي بقيادة السعودية، ونشير بهذا الصدد لمركز الملك سلمان للإغاثة والهلال الأحمر الإماراتي، والأشقاء الكويتيين والقطريين.

 كذلك منظمات الأمم المتحدة، مثل منظمة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “أوتشا”، منظمة الصحة العالمية، ومنظمة اللاجئين، واليونسييف، وبالرغم من هذه الجهود إلا إنها لا تغطي إلا عددًا محدودًا ومناطق قليلة، في ظل تزايد العنف واستمرار الحرب، وتزايد الاحتياجات.

** بصفتك وزيرة يمنية وناشطة في المجال الحقوقي والإنساني، كيف ترين دور المرأة اليمنية في الأزمة اليمنية.. وهل دفعت فاتورة الصراع؟

* لا شك أن المرأة اليمنية هي الخاسر الأكبر من هذا الصراع، فهي التي ينفطر قلبها حينما تفقد زوجها وابنها وأخيها، وهي التي تتولى إعالة الآسرة عندما يغيب المعيل، وهي تتعرض بصورة مباشرة للأذى، وهناك شهيدات وجريحات ومعاقات من هذا الصراع، وهناك مشردات ونازحات ولاجئات.

لذا ندعو وبكل قوة لتمثل النساء في جهود إحلال السلام، والمشاركة في إعادة الإعمار والبناء والتنمية، وللمرأة اليمنية تاريخ حافل بهذا الصدد، والأعمال الإنسانية والإغاثية والتنموية ليست مجالات جديدة عليها، فقد شاركت فيها باستمرار، وإذا تُعطى المرأة فرصة كاملة فسوف تبلي بلاء حسناً في أكثر من مجال.

** مسيرة حقوق الإنسان اليمني كيف كانت قبل الحرب؟ وهل تحقق شيء يذكر في هذا المجال؟ 

* خلال فترة حكومة الوفاق حاولنا جاهدين، وفي ظل ظروف صعبة ومعقدة تأسيس، وتطوير منظومة صلبة لحقوق الإنسان، ونجحنا فيما نجحنا، كما واجهتنا تحديات كبيرة بسبب استمرار ذات القيادات، وذات المؤسسات في كل قطاعات الدولة، ابتداء من مجلس النواب الذي أعاق المصادقة على كثير من المرجعيات الحقوقية، منها الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ، والانضمام لنظام روما للمحكمة الجنائية الدولية، قانون مكافحة الإرهاب، اتفاقية مناهضة التعذيب والمخفيين قسرياً، ناهيك عن إصلاح القوانين الوطنية المتعلقة خاصة بالمرأة والطفولة.

ومجلس الوزراء الذي تناصفته قوى الثورة وحزب الرئيس السابق عبد الله صالح وحلفاؤه أيضاً، لم يساعد بالقدر الكافي على تعزيز قضايا حقوق الإنسان، التي تبدو بالنسبة لصانع القرار العربي، وكأنها أتت من المريخ بينما هي أصلًا موجودة أولًا في شريعتنا الإسلامية السمحاء، ثم في منظومة الأمم المتحدة.

وكذلك القضاء الذي مفروض أن يلعب رأس الحربة في حماية الحقوق وتعزيزها، كان مترهلًا، وسلبياً، بل ولقد فقد الناس ثقتهم فيه وأصبح كل صاحب حق يبحث عن حقه باللجوء إلى الأعراف القبلية، أو الصبر والمعاناة، حيث تطول معاناتهم، ومنهم من توفاه الله قبل أن يصل لحقه أو ترد مظالمه.

أضف إلى ذلك ضعف مؤسسات المجتمع المدني المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، والتي تأثرت سلبياً بالحزبية والتسييس.

** يعاني أطفال ونساء اليمن معاناة كبيرة وصلت لذروتها خلال الحرب الحالية، فهل من الممكن أن تحدثينا عن تلك المعاناة، وما المجهودات الموجهة من أجل محاولة حمايتهم؟

 * باختصار حتى الذي لم يفقد حياته في أرض المعركة، فقد وصلته القذائف ونيران الحرب لبيته، وكثير منهم من الأطفال والنساء الأبرياء، وما زالت ضمائرنا تتعذب من استغاثة الطفل فريد الذي كان متشبثاً بالحياة لآخر نبض كان يجري في عروقه، وهو يصرخ “لا تقبروناش”، ستظل صرخته سوطًا يعذب صاحب كل ضمير حي، لقد قُبرت الإنسانية يوم قُبر فريد.

** “جنيف 2” والعودة للمفاوضات مرة أخرى والقبول بقرارات مجلس الأمن.. هل هي مجرد وعود أم هناك رغبة حقيقية لحلحلة الأزمة؟

* لو كان الحوار ينفع كنا احتكمنا لنتائج حوار استمر ١٠ أشهر، وبرعاية إقليمية ودولية، ولنا في الشأن السوري أسوة في عدم جدوى المفاوضات، خاصة مع أطراف لا تؤمن إلا بلغة الرصاص، وتعتقد أنها بالقوة وبالسلاح ستفرض رأيها، وستخضع الجميع لإرادتها.

ومع ذلك ومن أجل حقن دماء الأبرياء، ومن أجل الحفاظ على ما تبقى من مقدرات البلد، نتمنى أن يعودوا للحق وإخلاص النية، لا التكتيك والمراوغة، واللعب بالوقت بانتظار حدوث متغيرات تغير قواعد اللعبة لصالحهم، وأقصد هنا تحديداً الانقلابيين (تحالف الرئيس السابق مع الحوثيين).

 الشأن الإنساني والوطني لا ينبغي المراوغة فيه، والكل خسران في هذه المعركة، وسيكون الشعب بعد ذلك أمام تحدٍ أكبر بعد ما تضع الحرب أوزارها، ربما سيشعر كثير من الانقلابيين بالندم والأسى على ما فعل بنفسه، وببني جلدته، وكان أداة لقوى الشر التي لا تريد لنا الخير.

** ما هو مستقبل اليمن في ظل الحرب والتجاذبات السياسية والتناحر الطائفي والتدخل الخارجي؟ 

* الصورة سوداوية يشعر بها الصغير، والكبير والقاصي والداني، ولكن ثقتي بالله تعالى تجعلني أشعر بأن منطق العقل، والحكمة سيتغلب على أصحاب القرار، كل ما نرجوه أن يعجل الله بهذا اليوم، لأن كل يوم يمر دون حل يؤخرنا سنوات، ويضاعف معاناة الناس ويرفع تكلفة وضريبة هذا الصراع، خاصة التكلفة البشرية.

** الحوثيون وهم يمثلون القوة الآن على الأرض هل يقبلون بحل سياسي ينتقص من كل مكاسبهم؟ 

* سيقبلون به كارهين لا أبطال، لا توجد لديهم أي خيارات بديلة، استنفدوا كل ما لديهم، وليس لديهم الآن سوى أسلحة يوجهونها دون هدف أو هدى ضد الشعب، كما يحاولون النيل من أمن المملكة التي ساندت اليمن في كثير من الظروف.

** التدخل الخارجي على الأرض هل يؤثر سلبًا على وحدة اليمن؟

* موضوع الوحدة موضوع كبير جداً، صحيح أن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني كانت قد وصلت إلى صيغة لإعادة تركيب الدولة في نظام أقاليم، لتجاوز مشكلة المركزية في ظل دولة الوحدة، ولإنصاف الجنوب الذي انتهك أرضًا وإنسانًا، ولكن ظروف الحرب واستهداف الجنوب بتلك الصورة المقصودة خلق واقعاً جديداً، لاشك ستدور حول هذا الموضوع تفاهمات، ومشاورات مع قوى المقاومة الجنوبية والشرعية والتحالف بقيادة المملكة، للوصول إلى صيغة ترضي أبناء الجنوب، وتحافظ على العلاقة بين كل أبناء الوطن، لتبادل الاحترام والمصالح والمنافع بدلا ًعن حالة التشظي الغالبة اليوم.

* “حروب بالوكالة” في اليمن.. هل تتفقين مع هذا الوصف.. ولماذا؟ 

* وصف إلى حد كبير صحيح، وإلا ما دخل إيران التي لا تحد اليمن ولا تربطنا بها إلا علاقات عادية بسيطة، وليست بيننا وبينها مصالح متبادلة.. ما دخلها بالشأن اليمني؟ وللأسف وجدت في قلة قليلة من أبناء اليمن ضآلتها ليفتكوا بإخوتهم نيابة عنها، ويحاولوا فرض نهجهم بالقوة، ولم يكن الأمر مقتصراً على اليمن فحسب، بل إن خيالهم كان يتسع ليشمل المنطقة برمتها، وأعتقد أن تدخل التحالف بدد أحلامهم في التوسع أو التدخل في شؤون المنطقة.

أخبار ذات صله