fbpx
الباحثون عن الوطن !!

 

لعل الشعب الجنوبي كبيره وصغيره, نساؤه ورجاله وحتى ماؤه وهواؤه, عدى أولئك العملاء والخونة والمرتزقة, ظلوا يبحثون عن (وطنهم) وهويتهم وإنتمائهم منذ أن تمت تلك الوحدة (العقيمة) والقاصرة والتي كانت مجرد (سُلم) وطريق وصل من خلاله محروق (صنعاء) وزبانيته إلى غاياتهم وأهدافهم في (طمس) الهوية الجنوبية ونهب الثروات وأمتصاص الخيرات وإقصاء الكفاءات الجنوبية إن لم يكن الجنوب برمته..

 

منذ ذلك الحين والحنين إلى الدولة (الجنوبية) يستبد بنا ويتملك مشاعرنا ويسكن (سويداء) قلوبنا ويسري في دماؤنا, بل ويقودنا بخطى حثيثة (للبحث) عن الهوية (الجنوبية) والإنتماء والوجود في جغرافيا ماقبل العام90م, ذلك الوجود الذي كان حاضرا وبقوة في دواخل الجنوبيين والعالم العربي أجمع, حينما كان الجنوب ذلك الوطن ذا الهوية والهوى والإنتماء والجغرافيا والرقم (الصعب) على إمتداد الوطن العربي..

 

ظل هاجس البحث عن الدولة الجنوبية هو الشغل الشاغل لمعظم أبناء الجنوب الشرفاء إن لم يكن كلهم في معمعة الدولة اليمنية (المستبدة) , وفي خضم مشاكلها التي خلقتها في كل (بقعة) من أرض الجنوب, باحثا عن الهوية الجنوبية والوجود الجنوبي والأعتزاز الجنوبي بعيدا عن دولة (الفيد) والسلب اليمنية التي ما أن وضع أقدامهم ساستها وعتاولتها على أرض (الجنوب) حتى بدؤا ينفذون أجندتهم وقذاراتهم وسياستهم ضد أبناء الجنوب أرضا وإنسان, وعاثوا فيه فسادا ونشروا الفوضى الخلاقة ليهلكوا الحرث والنسل ويبددوا معالم الوجود الجنوبي الأصيل..

 

ولم تفلح تلك المحاولات القمعية والإرهابية والدموية التي أنتهجها نظام صنعاء في إنتزاع الإنتماء الجنوبي والهوية الجنوبية من دواخل الجنوبيين, بل زادتهم عزيمة وقوة وصلابة وإيمان بقضيتهم وهويتهم وإنتمائهم وعلمتهم أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بقوة مماثلة أو أشد, وإن حب الأوطان والأرض لابد من الدفاع عنه بالمال والنفس والغالي والنفيس,وهذا ما جعل محروق صنعاء ونظامه يزدادون ضراوة وقسوة وعنف ضد أبناء الجنوب, فمارسوا معهم كل الوسائل والطرق اللأخلاقية والعبثية والتعسفية في محاولات عقيمة لثنيهم عن مواصلة نضالهم التحرري وحلمهم المنشود في إستعادة تلك الجغرافيا الاصيلة..

 

محاولات تلتها محاولات وخساسة أتبعها بخساسات ضد أبناء الجنوب البسطاء والسلميين, ولكن رغم هذا وذاك ورغم كل المحاولات لم يتزعزع الحلم الجنوبي ولم تلن العزيمة الجنوبية ولم يوأد (الحلم) الجنوبي, بل كانت الدماء تسقي (بذرته) فتغدوا شجرة أصلها ثابت في أعماق أعماق الجنوبيون, وفرعها يكبر مع ربيعات تلك الطفولة التي أتت من (رحم) المعاناة والظلم والقهر والإنسحاق, لتعانق رغم طفولتها هذا الحلم وتتمسك به, وتكمل رحلة البحث عن وطن وعن هوية وعن وجود, وتنتنزعه من (مخالب) تلك الوحوش الضارية والحيوانات المفترسة..

 

وواهما من يظن أن الجنوب أرضا وإنسان سيصبح يوما (تابعا) أو إمعة بيد أحد حتى وأن أغمدوا في ظهره الخناجر المسومة وأنهكوه (بكثرة) حروبهم, فالجنوبيين أحرار, شرفاء, لايقبلون المذلة والهوان والخضوع,ولايقبلون أن تداس كرامتهم ويستباح وطنهم وتنتهك حرماتهم, وفي سبيل ذلك فهم سيقدمون المال والنفس وكل ما يملكون حتى يحققوا غايتهم وحلمهم..