fbpx
الصبيحة .. رجال الصمود !
شارك الخبر
 

نحن اليوم كمن يرحل متنقلا على متن طائرة.. ننشد وجهتها النهائية التي اسمها الوطن المفقود!
بدأت رحلتنا مع طاقم طائرة..كل افراده من ابطال الضالع و استطعنا بعون الله و حنكة و مهارة الطاقم بالوصول الى المحطة الاولى متجاوزين كل العواصف و التي في بعض منعطفاتها تراءت لنا من ضخامتها و قوتها بانها مهلكة لا محيص..لكننا و الحمد لله حطينا رحالنا في محطتنا الأولى و تأمنت تلك المحطة بشكل كامل واضح للعيان!!
و رحلة اخرى محطتها عدن طاقمها كل شرائح المجتمع العدني و محبوا لعدن و لا زلنا نخوض رحى معركة اخرى لاستتباب الأمن و وتطهير عدن من ما علق بها من طفيليات بلطجية ..

و اثناء ذلك فرحلتنا الجديدة اليوم في بحثنا المستمر لايجاد مهبط أمن أخر و في محطة جديدة في ربوع الوطن المفقود..
و هذه المرة في قمرة الطائرة يوجد طاقم ملاحة جوية  جديد جلهم من رجال الصبيحة… ماهرون، شجعان..و الاهم من كل ذلك مخلصون اوفياء…
فماذا نحدث عن رجال الصبيحة فلن نضفي  و مهما اطلنا لن نكفي و مهما احسننا لن نوفي ؟!
لقد شاء الله ان اصادفهم بل و اسطر معهم سطورا من سطور محطات حياتي.. فهناك لابد من وجود ثمة صبيحي من حولي..
نشأة الطفولة ملئية بصغارهم لعبنا و مرحنا و رائنا منهم اجمل الاصدقاء..
في التجنيد لم تخلو منهم حياتي احمد مقبل احمد عباس و كثيرون.. حتى ظننت ان كل الوطن صبيحيا..لعبنا ضحكنا اكلنا العيش و الملح تدربنا زحفا ركضا رماية طابورا…
حتى دراستي في الخارج كانت الشخصيات الريئسية فيها من ابناء الصبيحة عبده طاهر.. صالح زعيط و غيرهم..
يتميزون بطيبة لا توصف و وفاء لا يعرف و خفة دم منها الدموع تذرف..
منذ الطفولة و اسمائهم تتردد على مسامعنا و نرددها بافوهنا مبارك الصبيحي عبده الصبيحي و علي الصببحي  عيال الهبوب..
كرس المخلوع ربع قرن لنشر الفساد و التفرقة و الفتن بيننا.. فنتج عنه ان عرفناهم اليوم أكثر باسماء للاسف اضيق الاغبري ..الكعللي.. البوكري و لكنهم يظلون على نفس المبادئ و القيم و ان حاول أعدائهم استنفار كل ما يملكون من اعلام في تشويه سمعتهم و ذمهم بصفات غرضها بث الفتنة بين صفوفهم و بينهم و مجتمعهم بما فيهم نحن..
استطاع العدو ان يخترقهم ليثير بينهم فتنة الثأر و يشغلهم بنفسهم..لكن و بحمد الله و ما للحروب من ويلات جاءت هذه الحرب بعدوانها بثمار عكسية طيبة لا يعرفها الا ابناء الصبيحة الأشاوس و نحن من يحبهم و نقبض على قلوبنا لكل مصابهم..
هاهم يجنون ثمار لم يريدها عدونا و عدوهم..يتجاوزون خلافاتهم يتوحدون في جبهة صلبة تتحطم عليها فلول العدوان و تصطدم بصلابتها مخططاتهم الغازية الحاقدة…

هاهم ابناء مناطقهم يكبرون على خلافهم ..هاهم يستوعبون و يدركون اخيرا ان دمهم غالي لا يهدر الا لاجل شئ اعظم في سبيل الله و صد العدوان…
هاهم يتوحدون يطيرون بنا متوكلين على الله في طقس خطير جدا فيه من العواصف الكبيرة و المطبات الهائلة لكنهم و مع كل انشغالهم بتفادي الصدمات و الاخطار الخارحية المحدقة بمتن الطائرة من الخارج و التي تهددها و تريد اسقاطها بكل ما تملك من قوى شريرة..
يستميت ملاحوا الطائرة في المقاومة و احيانا كثيرة الخوض في قلب تلك العواصف لوأدها في نشأتها. . و مع كل وقتهم الملئ بالاجهاد و الشغل الا انهم يجدون الوقت و التركيز ليرسلوا الينا رسائل تطمينية..
ينادوننا مطمئنيين بين الفينة والأخرى اربطوا الأحزمة ماتلك الضوضاء  التي تسمعون و الاهتزازات التي تشعرون الا مطبات هوائية عادية سنتجاوزها باذن الله .. لا تقلقوا باذن الله ان الامور طيبة و سنصل بكم ان شاء الله الى الوجهة النهائية بأمان!
عندما تهدأ الطائرة و نطنئن و نستعيد تصرفاتنا الطبيعية فكل بنشغل مرة أخرى بحياته و بالتسلية مع من بجانبه و من يصادف..تعلو الضحكات و الاصوات من جديد..فعندما تسمع بكاء طفل تسأل ما الذي ابكأه و تستفسر ان رائت وجها حائرا ما الذي يحيره..اسئلة عديدة و حوارات و سلوكيات  تعكس ان الامور عادت الى طبيعتها فتلك الاسئلة لا تسأل حين بكون الجميع يبكي الجميع حزين الجميع يصرخ الجميع يتألم..
حين تكون الاوضاع إستثنائية الكل مشغول بنفسه و باقرب من لديه فلا يجد متسع من العقل للقلق على شؤون الاخرين!
و لكننا في الجو..لا منفذ و لا ملجأ و لا مفر ! لا نملك الا بعضنا، في موقف يتحتم علينا التماسك معا نساعد بعضنا..
صحيح ان قمرة القيادة في جبهة الصبيحة ما يكفي من الرجال..و لكن لا يوجد غيرنا على متن الطائرة من سيمدهم بالعون مهما بدأ لنا صغير فهو مجدي بكل تأكيد..
كل شخص منا يملك شئ ذي نفع فأن لم يقدمه الان متبعا ندى طاقم الطائرة فمتى اذا؟!
فجأة نسمع ندى اخر لا تقلقوا ان الله معنا انها مجرد عاصفة رعدية سنتجاوزها باذن الله كل ما نرجوه منكم التعاون بقدر المستطاع و نؤكد بان الملاحون في أحسن احوالهم و معنوياتهم فقط اتبعوا التعليمات!
و هناك شئ نستطيع تقديمه لطاقم القيادة من ابطال الصبيحة و هو الدعاء المخلص…
اللهم انصرهم على  شر العواصف و على شرور الدنيا و اشرار الجن و الانس و تقبل شهدائهم و اشف جرحاهم  و وفقهم بالوصول بنا الى بر الامأن!

نبيل محمد العمودي!

أخبار ذات صله