fbpx
دمث لن تهزم وإن عادوا إليها*

كما في العديد من مناطق اليمن يخوض المقاومون الأبطال من أبناء مديرية دمث، التي ألحقها علي عبد الله صالح مع بعض المديريات الشمالية بمحافظة الضالع، قتالا عنيفا مع مليشيات تحالف الحوافش أو الحوفاشيين كما يحلو لصديقي قاسم عبد الرحمن بن صلاح تسميتهم.

ما يميز المقاومة في هذه المناطق أنها بعيدة عن الأضواء ولا تتعرض لها الوسائل الإعلامية إلا في ما ندر، ومع ذلك يسطر المقاومون فيها ملاحم بطولية نادرة في سحق الحوافش وإجبارهم على التراجع من حيث أتوا.

لم ينهب أبناء دمث والرضمة ومريس والعود معسكرات الجيش ولم يستخدموا الدبابات والكاتيوشا في مواجهة تحالف الشر وكلما لديهم هو أسلحتهم الشخصية وقليلا من الأسلحة المتوسطة التي يغنمونها من الأعداء لكن لديهم وفرة في البطولة وفائض في الإرادة وارتفاع متنامي في مستوى العزيمة وكل هذا مستمد من إيمانهم بعدالة القضايا التي يقاومون دفاعا عنها، ولذلك فنصرهم مضمون ولو بعد حين وقدرتهم على كسر تحالف الشر مؤكدة وإن تأخرت.

خلال اليومين الماضيين تداولت وسائل الإعلام المختلفة أنباءً عن سقوط مدينة دمث بيد تحالف الحوافش، وهذه الأنباء في كثير من الحالات تأتي مبالغ فيها، لكنني على يقين أنه حتى وإن صحت تلك الأخبار (وقد لا تصح)، فإن أبناء دمث بما عرف عنهم من إباء وقدرة على خوض معارك الكرامة والشرف كفيلون بصد تحالف الأشرار وإجبارهم على الاندحار

عرفت دمث وعدد من المديريات المجاورة لها بأنها مناطق النفوذ القوي للحركة الوطنية المعارضة لنظام علي عبد الله صالح منذ وصوله إلى الحكم في العام 1978م، وقد لقنت صالح وأنصاره دروسا مرة في المواجهة، وهو ما يجعلها مرشحة لرد مقاتلي تحالف الحوافش على أعقابهم، لكن دمث بحاجة إلى دعم المديريات المجاورة لها من السدة والنادرة والرضمة وجبن والرياشية والعود ومريس وقعطبة وغيرها من المديريات فانتصار تعز هو انتصار لكل هؤلاء وانهيارها (لا سمح الله) هو انهيار لهم جميعا.