fbpx
صحف عربية : مالكي العراق وصالح اليمن
شارك الخبر


يافع نيوز – متابعات:
أُقصي نوري المالكي من رئاسة الحكومة بضغوطٍ سياسيةٍ تبلورت بعد أنْ دفعت سياساته الإقصائيّة الفاسدة العراق إلى الانهيار. وخرج علي عبدالله صالح من السلطة في إطار اتفاقيةٍ سياسيةٍ رعتها دول الخليج العربي بعد أنْ ثار أكثريّة اليمنيين ضدّ قمعيّته وسطوته وفساد إدارته.

كلا الرجلين خرجا من الحكم بتسوياتٍ فرضتها الاعتبارات السياسيّة الواقعيّة والحرص على عدم وقوع بلديهما في متاهات الفراغ والفوضى والصراع. المالكي تولّى بعدذاك موقع نائب رئيس الجمهورية ولم يُلاحق قضائيّا أو حتّى سياسيّاً على أفعاله. وصالح بقي رئيساً لحزبه وحُصّن ضدّ الملاحقة القضائيّة، فيما احتفظ أولاده ومقرّبوه بمواقع عسكريةٍ وتنفيذيةٍ عُليا.

لكنَّ أيّاً منهما لم يستطع العيش خارج سطوة السلطة التي أساءا استعمالها لسنوات. ومن منطلقاتٍ تبدو ثأريةً ومدفوعةً بعجزٍ نفسيّ عن تقبّل فقدانهما أدوات السلطة المُطلقة، يدفع كلٌّ منهما اليوم بلده نحو المزيد من التّقاتل والخراب واللاإستقرار.

حكم المالكي العراق بدعم إيران ووفقاً لأجندتها التّوسعيّة. ظنّ أنَّ هذا الدّعم سيُبقيه حاكماً للعراق باسمها. لكنَّ أحلامه تكسّرت حين سلّمت قياداته العسكرية التي عيّنها وفق معايير الولاء له الموصل إلى حوالي 800 إرهابيّ داعشيّ من دون قتال. وقتذاك دُقّت أجراس الإنذار في واشنطن وعواصم إقليميةٍ فرضت بالتعاون مع قوىً عراقيةٍ استقالته، وربطت دعمها لخليفته حيدر العبادي، ببدئه حكمه بخطّة إصلاحٍ تُعالج ما أفسد.

اليوم يعمل المالكي على تقويض خطّة الإصلاح هذه. حشد محازبيه في البرلمان لتعطيل عمل العبادي. ويعتمد على ما يأتيه من دعمٍ إيرانيٍ لإدامة قاعدة مُواليه وتمويل سياساته المُحاصرة في ضيق أطماع مُستخدِميه في طهران. العراق يواجه عبثيّة الإرهاب ووجع المواطنين. والمالكي يفتعل الصّراعات ويؤجّج الانقسامات المجتمعيّة.

كذلك تحالف صالح مع الحوثيّين ورُعاتهم في طهران، وسلّم صنعاء لهم إشباعا لانتقاميّته. تفادياً لأزمةٍ مع مُناصريه وحرصاً على اليمن وأمنه وحقّ شعبه في المدارس والمستشفيات وفرص العمل والحياة الآمنة، وفّرت له الاتفاقيّة التي خرج من الحكم بموجبها مقوّمات العيش ثريّاً مُحصّناً، وأبقت له وجوداً اجتماعيّاً وسياسيّاً.

لكنَّ ثلاثة عقودٍ في الحكم وعيشاً كريماً بعده لم تكن كافيةً له. عينه بقيت على السلطة المطلقة. زجّ والحوثيّون اليمن في أتون حربٍ أهليّة أرادتها إيران سبيلاً لبسط نفوذها في خاصرة الخليج العربي، فحتّم بذاك على المنطقة حرباً جديدةً حمايةً لسيادة اليمن ومستقبل أهله ولأمن الخليج.

يعرف صالح أنَّه لن ينتصر وحلفاؤه في حربهم العبثيّة. لكنَّه يمضي بها من دون أيّ اعتبارٍ لكلفتها على شعبه الذي قبل به رئيساً لأكثر من ثلاثين عاماً. مثل المالكي، صار صالح أداةً في يد نظامٍ إيرانيٍّ لا يهمّه عدد العرب الذين يموتون والدول العربيّة التي تتفتّت ثمناً لتوسعيّتها وهيمنتها الإقليميّة.

ثلاث حروبٍ شرسةٍ تستعر في عالم العرب. في سورية والعراق واليمن، ثمّة عاملان رئيسان مشتركان، إضافةً إلى عوامل أخرى مرتبطةٍ بفشلٍ سياسيٍّ اجتماعيٍّ ثقافيٍّ داخليٍّ مُتراكمٍ وحساباتٍ دوليّة. الأوّل هو أنَّ إيران أسهمت في إيجاد ظروف انطلاقها أو تؤجّجها. والثّاني أنَّ النّظام الإيرانيّ وجد بين قيادات هذه الدّول من قبِلَ أنْ يكون خادماً لها: الأسد والمالكي وصالح.

أخبار ذات صله