fbpx
التحدي القادم.. سايكس بيكو جديدة

يبدو أن الزمان قد استدار كهيئته قبل مائة عام.. سايكس بيكو جديدة في أجندة الغرب والشرق.
تصريحات عالية المستوى لساسة بريطانيين وفرنسيين وروس وأمريكان، ومراكز دراسات وصحف غربية كبيرة كلها تتحدث عن تغييرات جوهرية في خريطة الشرق الأوسط!!
تطورات تفرض علينا -نحن العرب خاصة والمسلمين عامة- إعادة قراءة أحداث تاريخ المنطقة منذ أوائل القرن الماضي، ولنأخذ من قصة لورنس العرب والشريف حسين، والاتحاد والترقي التركية والجمعيات العربية، وأمراء وسلاطين العرب أنذاك درسا وعبرة.
القوى الدولية التي تسعى اليوم لإعادة رسم خارطة الشرق الأوسط تمتلك من الإمكانيات ونقاط القوة أضعاف ما كان لديها في عهد سايكس بيكو الأولى..
لكن بالمقابل هناك نقاط قوة ذاتية تمتلكها الأمة الإسلامية تستطيع بها إحباط مشاريع سايكس بيكو الجديدة، بل وتستطيع القفز إلى مراحل متقدمة قد تقلب الطاولة برمتها وتعيد للأمة بعض مجدها ووحدتها واستقلالها.
وأهم عناصر القوة التي يعتمد عليها أرباب مشروع الشرق الأوسط الجديد أربعة عناصر هي:
1. التفوق التقني والمادي.
2. وجود دولة اسرائيل في قلب المنطقة.
3. التحالف الاستراتيجي مع دولة إيران ذات النزعة الشعوبية والطائفية.
4. وجود لفيف من العملاء الأغبياء (زعامات وحركات وأحزاب) الذين قد يتحولون إلى أدوات هدم داخلية!
أما نقاط القوة المقابلة على مستوى الأمة، والمؤمل عليها -بعد عون الله- في إسقاط المشاريع الاستعمارية الجديدة فهي خمس قوى رئيسية، قد لا تفلح الواحدة منها في تحقيق إنجاز ذا تأثير، ما لم تتوحد مع جهود القوى الخمس مجتمعة، وهي:
1. الصحوة الاسلامية.
2. قوى الربيع العربي.
3. قوة الحزم العربية.
4. النهضة التركية (العثمانيون الجدد)
5. العمق الإسلامي الآسيوي (ماليزيا – باكستان).
ختاما.. ونحن نتحدث عن مشاريع كبرى على مستوى الأمة يجدر بنا التذكير أن هذا لا يعني بالضرورة رفض المشاريع الوطنية على المستوى القطري جملة وتفصيلا..
فالانسان الأممي الجيد هو القومي الجيد، وهو الوطني الجيد في آن معا.. فلا تعارض بين دوائر الانتماء الثلاث!
وبالتالي فالمشاريع السياسية الوطنية في عالمنا الاسلامي ومنطقتنا العربية يجب أن تخدم في المحصلة النهائية مشروع الأمة الكبير، أو على الأقل لا تتعارض معه، مالم فإنها لا تستحق لقب الوطنية الشريفة.
وكذلك المشاريع التي على مستوى الأمة يجب أن لا تبقى مجرد شعارات أممية وقومية مثالية ليس لها بناء قوي ومتماسك على المستوى الوطني.
أتمنى أن يدرك الساسة العرب هذه الحقيقة وذاك التحدي وأن يترفعوا عن مشاريعهم الذاتية والصغيرة، وأن يعيدوا مرة أخرى قراءة التاريخ، ففي قصص عربان القرن الماضي عبرة لكل ذي لب وبصيرة.