fbpx
احذروا التراخي !

احذروا التراخي.

فأنه يثبط الهمم ويوهنها.. فالمعركة لم تنته بعد.. صحيح إننا حققنا الانتصار العسكري على الغزاة ودحرهم من عدن وغيرها من المحافظات ..لكن الانتصار الكامل لم يتحقق بعد.

فالعدو ما زال يتربص بنا.. يستغل هفواتنا، ومكامن ضعفنا ويعتبرها هدية مجانية نقدمها له، ويحاول من خلالها وبكل الوسائل والطرق أن يفقدنا فرحة النصر واستثماره.. ونحن للأسف الشديد منهمكون، بوعي أو بدون وعي،  في قضايا ثنائية، لم نكن نفكر بها حينما كنا نخوض غمار المواجهات العسكرية، وكأننا بتراخينا اليوم تناسينا دماء الشهداء الذين تقدموا الصفوف بجسارة وإقدام وقدموا أراوحهم رخيصة من أجل انتصار الوطن..

حذار ..حذار.. من الانغماس بمفاسد الفساد..أو المال المشبوه.. أو الحصول على الامتيازات.. أو المناصب، على حساب دماء وتضحيات الشهداء وآلام الجرحى..

لقد مرت على شعبنا أيام عصيبة وهو يواجه الغزو والحصار،  لكنه عبر بصموده واستبساله عن قوة روحية لا تضاهيها قوة .. لم يستسلم شعبنا الجنوبي لقوة الغزاة رغم ضخامة عدتهم وعديدهم ، ولو لم يكن موقناً بالنصر وواثقاً من قدرته على بلوغه لاستسلم منذ الوهلة الأولى أمام ماكنة الآلة العسكرية الجهنمية التي لم تفل من عزيمته، بل جعلته يقف موحداً يواجه بصبر وبثبات التحدي المصيري وبأسلحة بسيطة ولكن بقوة إيمانه الراسخ الذي لا يتزعزع بحقه المشروع في الذود عن حريته وكرامته وأرضه وعرضه، ضد العدوان القديم الجديد الذي أراد أن يكرس احتلال الجنوب.. وتعزز نصره المؤزر بنجدة الأشقاء من دول التحالف العربي التي جاءت في الوقت المناسب لدحر وكسر شوكة العدوان الذي كاد خطره أن يتهدد المنطقة بأسرها، لارتباطاته الواضحة بأجندة خارجية.

نعم تحقق النصر العسكري، لكن المواجهات مع العدو ما زالت مستمرة.. وما تزال أياديه وأصابعه وعيونه وأقلامه خلايا نشطة تتحرك هنا وهناك.. تثير كل هذا اللقط والضجيج وتنشر سلاح  الإشاعات المثبطة والمثيرة للفتنة عبر وسائط الاتصال والتواصل العديدة، وتلعب بشكل خاص على وتر المناطقية البغيض او تشويه صورة المقاومة وشبابها وإعاقة أي جهود طيبة لتوحيد قوى ومكونات المقاومة الجنوبية وافتعال الأراجيف والأباطيل التي يحاول من خلالها شق وخلخلة وحدة الجنوبيين التي تجلت بأروع صورها في الوقوف جبهة واحدة قوية ومتماسكة ضد قوات المخلوع وجحافل مليشيات أنصاره الحوثيين.

نعم يشعر المخلوع وزبانيته أن هذه اللُّحمة الجنوبية المتماسكة هي من أوجعته وهزمته وكسرة شوكته، بدعم ومساندة الأشقاء في التحالف العربي، ولهذا سعى وما زال للإيقاع بالمقاومة وصرفها عن قضيتها الرئيسية، التي دافعت وقاتلت من أجلها، وما زال يؤمل  أن تتحقق لعنته التي قالها ذات يوم بأن الجنوبيين لن يتحدوا أو يجتمعوا على كلمة واحدة وأنهم سيتقاتلون بينهم البين.

فردوا لعنته في نحره، وكونوا عند مستوى المسئولية، ولا تنسوا تضحيات الشهداء والجرحى الذين تسابقوا لنيل الشهادة من أجل وطن حر ومستقل، آمن وسعيد..