fbpx
الحراك الجنوبي حامل شرعي لقضيتنا الجنوبية

 

ان وجود الحراك الجنوبي كحامل شرعي للقضية الجنوبية يعطيها و لأول مرة بعدا عميقا نقره كلنا و يشهد له الكل بأنه جنوبي صرف 100% و غير مغشوش بعناصر شمالية.

كنا ابناء الجنوب و خاصة في العاصمة عدن منذ عهد الاحتلال البريطاني نتحلى بمفهوم جيد في ادارة الدولة و وجود الحياة الحزبية و الخبرة البرلمانية القوية، و تغيرت الأمور بعد الاستقلال الى نظام الحزب الواحد الحزب الاشتراكي، الذي لا صوت يعلو فوق صوته، و الذي انتهى به الأمور بالتوقيع من قبل امينه العام على اتفاقيات الوحدة مع الجمهورية العربية اليمنية دون الرجوع للشعب، او حتى تأمين حقوق و مصالح ابناء الجنوب قبل ابرام اتفاقية الوحدة.

حسنة الحراك الجنوبي و بمختلف فصائله ان اوجد لنفسه مسافة تفصله عن الحزب الاشتراكي، و أوجد لنفسه قاعدة شعبية فاعلة و قوية و جنوبية قد لا تختلف مع الحزب الاشتراكي في بعض الأمور، و لكن للأمانة فهو لا يتفق مع الحزب الاشتراكي، و خلق لنفسه مشروعا سياسيا طموحا لا و لن يحيد عنه هو فك الارتباط بالشمال، بعكس الحزب الاشتراكي الذي ربط الحل كبقية الاحزاب السياسية المعارضة و المنتمية الى كتلة اللقاء المشترك.

اننا نرى ان غالبية قواعد الحزب الاشتراكي هم من الشمال و قد تصل نسبتهم الى نسبة القواعد الجنوبية تقريبا 90% الى 10% و ذلك بسبب فارق الكثافة السكانية بين الشمال و الجنوب… اما الحراك الجنوبي السلمي يحتضن جميع فئات ابناء الجنوب بغض النظر عن انتماءاتهم.

لهذا اطالب القيادات الجنوبية للحزب الاشتراكي بفك الارتباط بقيادة الحزب الشمالية اولا، و من ثم التوجه الى شعب الجنوب بخطاب جديد يعتذرون فيه عن ما سببوه لابناء الجنوب، و يحددون بكل شفافية الأخطاء التي ارتكبوها، و الاسباب التي أدت لتلك الأخطاء.

ان اعتذار القائد من شعبه لا يعني انه خائن او فاشل ان الاعتذار من الشعوب فن جميل يجب ان نجيده، لاننا نعمل من اجل سعادة شعوبنا و ان فشلنا في توصيل تلك السعادة يجب ان نقول للشعب ذلك و لماذا.

التاريخ يعلمنا ان الانسان حتى يقيم حضارة او يخطط لبناء مستقبلا، عليه ان يبدأ بنفسه، و ان يغيرها و يستمر في طريق التغيير حتى ينجح في تغيير من حوله.

 

 

السياسي الذكي او الحزب الذكي هو من يعتبر الاعتذار للشعب تخطيطا أو تكتيكاً محكمين يستعملان بحنكة ولباقة للتقليل من رد فعل الرأي العام و قبل الظهور امام الشعب بمظهر الآثم النادم.

انني لا اتهم الحزب الاشتراكي بالحزب الفاشل، و لكننا كلنا نعلم انه قادنا الى كثير من الأمور الفاشلة طيلة فترة حكمه، و كانت له هناك انجازات طيبة أهمها الأمن و الأمان، و لكن الأمور الفاشلة كانت متعبة جدا و اضاعت علينا وطن.

عليا الاعتراف ان بعض اخطاء الحزب لم تكن متعمدة، و لكن الموضوع مع القادة، قد يعتقدوا ان الاعتذار مسألة شخصية و قد يرتفع الى قضية رأي عام، و تتسع و تكثر نسبة الاحراج و التوتر، و لكن اعتذار الحزب للشعب قضية لابد منها ان كان الحزب يفكر في مستقبل له في الجنوب.
انا اعرف ان ثقافة الاعتذار في مجتمعنا تكاد تكون شبه معدومة، و هذه حقيقة نحن لا نحب الاعتذار، لاننا نعتبر هذا السلوك عيبا.

الياباني في سلوكه اليومي يعتذر بكل هدوء لأن هذا من سلوك الناس، و لهذا نرى المسؤول الياباني يعتبر الاعتذار  امرا عاديا… كلنا نعرف ان الامبراطور الياباني بكل هيلمانه، بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية عندما اعتذر الإمبراطور لشعبه وتنازل عن أرفع القابه وهذا عكس المجتمع الأمريكي مثلاً الذي أعتبر اعتذار (ريتشارد نيكسون) عن ووترجيت بمثابة الفضيحة. ومن أكثر الاعتذارات شيوعاً بين القادة اعتذار الرئيس الأمريكي السابق (بيل كلينتون) عندما قرر التخلي عن المماطلة والإنكار واعترف بعلاقته مع (مونيكا لوينسكي) مقراً بتورطه الأخلاقي ونادماً على فعلته ومجرد إقراره بالخطأ وبتحمل المسئولية أسكت الضجة الإعلامية التي شنت عليه ورفع أسهمه لدى مؤيديه حتى احتفظ بنسبة تأييد لا تقل عن 66% في كل الأوقات.
اعزائي قيادات الحزب الاشتراكي في الجنوب ثقوا ان نتائج عدم الاعتذار اسوأ من نتائج الاعتذار، لأنه سيزيد من نقمة الشعب، و سيجعل ابناء الجنوب خائفون من اخطاء الحزب القادمة … انني لا اطالبكم بجلد الذات بقدر ما اطالبكم التقرب لشعبكم و التحدث معهم و الاعتراف بأسباب الاخفاقات و الفشل، لا تخفوا شيئا من تاريخكم، لم يوجد بعد حزب يمكنه ان يضحك على شعبه، افتحوا قلوبكم على شعب الجنوب، ان اردتم ان تكون حياتكم السياسية القادمة متصالحة مع شعب الجنوب.

 

اتمنى لكم التوفيق

علي محمد جارالله