fbpx
السيناريوهات المحتملة ليمن ما بعد الحرب ..1

يافع نيوز – كتب احمد حرمل

(عاصفة الحزم / اعادة الأمل / السهم الذهبي / السيل الجارف ) تعدد ت المسميات والهدف واحد هو ضرب المشروع الايراني في اليمن المتمثل بقوات صالح ومليشيات الحوثي المتعفشة٠
لم تكن دول التحالف العربي تتوقع بان مهمتها في اليمن ستاخذ ثمانية أشهر من الزمن واربع مراحل من العمل العسكري وربما ستكون هناك مرحلة خامسة فيبدو بان عملية السيل الجارف لن تكن بالأمر الهين ، والأنتصارات التي حققتها قوات التحالف في عملية السهم الذهبي في الجنوب يصعب تحقيقها في عملية السيل الجارف في الشمال بسبب تعقيدات الاوضاع في الشمال والتركيبة الاجتماعية القبلية المتناقضة في بعض المناطق والمتناحرة في المناطق الاخرى٠
ان تاخر الحسم العسكري في تعز ومارب والبيضاء يعود لاسباب عدة اهمها غياب ادوات المملكة العربية السعودية في الشمال فمن المعروف ان ادوات المملكة التقليدية هم الحوثيين ( الملكيين ) وهم الد اعداءها الان وكذلك عفاش المتحالف مع مليشيات الحوثي بعد ان خرج من عباءة المملكة ، والجنرال علي محسن ومعه التجمع اليمني للاصلاح وكبار مشائخ حاشد الذين ساءت علاقتهم بالمملكة بسبب الموقف من اخوان مصر ، وعلى الرغم من نجاح السعودية في اعادت الثلاثي (محسن / الأصلاح / كبار مشائخ حاشد) الى بيت الطاعة الا ان عوامل الثقة بينهما لم تعد كما كانت عليه ويحاول كل طرفاً منهما الاستفادة من الاخر واستغلاله لتمرير مشاريعه٠
ان المتابع لسير العمليات العسكرية على الارض وما يجري في اروقة السياسة ومواقف اللاعبين الكبار وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة الامريكية وروسيا سيعرف بان مفاتيح القرار في الشرق الاوسط باتت بيد واشنطن وموسكو التي تدل المؤشرات بان البلدان اتفقان على ان يترك ملف سوريا لروسيا وحليفتها ايران وملف اليمن للولايات المتحدة وحليفتها المملك العربية السعودية بمعنى دمشق مقابل صنعاء٠
وبعيداً عن سوريا فان السيناريوهات المحتملة ليمن ما بعد الحرب والحاضرة في كواليس دول التحالف العربي وعلى وجه الخصوص السعودية ستكون على النحو التالي :

السيناريو الاولى :
قد يؤدي استمرار العمل العسكر واطالة امد الحرب الى أصعاف موقف دول التحالف العربي وعلى وجه الخصوص السعودية ويقوي موقف الامم المتحدة وبعض الدول بان الخيار العسكري اثبت فشله وبالتالي العودة الى الخيار السياسي وستمارس الامم المتحدة وبعض الدولة الدائمة العضوية في مجلس الامن الرافضة للخيار العسكري الضغط على المملكة العربية السعودية وحلفاءها وستكون الولايات المتحدة الامريكية وروسيا في مقدمة الدول الضاغطة لوقف الضربات الجوية وغيرها من الاعمال العسكرية واصدار قرار اممي جديد يسحب البساط من المملكة العربية السعودية ويسقط القرار رقم 2216 ويعتبر ما يحدث في اليمن شان داخلي ويدعو الى اتاحة الفرصة لليمنين لحل مشاكلهم بانفسهم عن طريق الحوار وباشراف مباشر من الامم المتحدة ستكون من نتائجه ايقاف الحرب والعودة بالعملية السياسية من حيث انتهت وارسال قوات دولية لحفظ السلام واختيار مجلس رئاسة يرأسه هادي وحكومة وحدة وطنية خلال مرحلة انتقالية محدده مهمتها الانتقال من حالة الحرب الى حالة السلم ، وستفشل هذه الحكومة كسابقاتها، وستضل البلاد تعيش حالة اللا حرب واللا سلم يتزامن ذلك مع مخطط تقوده استخبارات عالمية يتمثل بالقيام بانقلاب عسكري مكتمل الاركان يحضى بتاييد دولي واقليمي وبمساندة قوات حفظ السلام ينهي حالة اللا حرب وللا سلم وسيمهد قادة الانقلاب لاجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال سنتين ٠

السيناريو الثاني:
يتمثل هذا السيناريو في مواصلة الخيار العسكري من قبل دول التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية من خلال استمرار الضربات الجوية والعمليات العسكرية على الارض ودعم جبهات القتال في تعز ومارب والبيضاء والجوف وحسم معركة صنعاء والقضاء التام على قوات عفاش ومليشيات الحوثي المتعفشه قبل حسم معركة تعز والبيضاء وبذلك تكون المملكة قد قطعت يد ايران في اليمن ولكي تتطمن بان المشروع الايراني في اليمن انتهاء والى غير رجعة فانه سيكون امام المملك خيار الاقليمين هو الخيار الانسب اقليم جنوبي أمن ومستقر ويتم تاهيله سياسياً واقتصادياً وتنموياً بما يمكنه من استعادة دولته ولكنها ليست الدولة التي يطمح اليها الجنوبيون بل ستكون شبية بالدولة التي كانت قائمة في الشمال قبل الوحدة ، واقليم شمالي غير مستقر تكون فيه الزيدية السياسية اقلية غير حاكمة وسيكون حزب الرشاد ومعه التيارات السلفية الاخرى هم اللاعب الابرز في الشمال وسيحضى بدعم سعودي كبير يمكنه من التحكم بمفاتيح القرار وادارة اللعبة السياسية بما يرضي المملكة ويلبي رغباتها ٠

السيناريو الثالث :
هو فشل المملكة وحلفاءها عسكرياً وبالتالي يتم العودة الى طاولة الحوار هذا الحوار يفضي الى تسوية سياسية تمكن صالح والحوثي من الحفاظ على جزء من عناصر القوة ولعب دور سياسي في مرحلة ما بعد الحرب وفي هذه الحالة فان خيار الستة الاقليم هو الخيار الاقل ضرراً على المملكة بحيث تسعى من خلاله الى تحجيم جماعة الحوثي وعفاش وحصرهم في جغرافية مذهبية (اقليم أزال) مستندة في ذلك الى القرار الى(2216) الذي اكد على مرجعية المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار وهذا الخيار حتى وان قبله الحوثيين وعفاش على مضض فانهم سوف يخططون للانقضاض عليه وسيعاودون الكرة للاستيلاء على السلطة مرة اخرى بعد ان يكونو قد استفادو من تجربتهم السابقة وغيرو تكتيكهم وفتحوا صفحة جديدة من العلاقات مع المملكة ونجحوا في اعادتها الى سابق عهدها بحيث تجعلهم يخوضون جولة جديدة من الصراع على السلطة،
ولكنها هذه المرة ستكون بدعم سعودي وليس ايراني وذلك من خلال عقد صفقة سرية تؤدي الى سيطرة الحوثيين على مقاليد الحكم مقابل موافقتهم المسبقة على قيام دولة حضرموت وحصول المملكة على ممر بحري في بحر العرب يمكنها من تصدير النفط بعيداً عن الهيمنة الايرانية المتحكمة بمضيق هرمز وبتكلفة اقل من ما هي عليه اليوم ، وسيتم ذلك وبشكل متزامن مع عودة الزيدية السياسية الى الحكم٠

السيناريو الرابع :

هو حسم معركة تعز والبيضاء وبقاء صنعاء بيد قوات عفاش ومليشيات الحوثي المتعفشة والدخول في حوار سياسي يكون فيه صالح والحوثي هم الطرف الاضعف وبالتالي سيكون خيار الثلاثة الاقاليم اقليم في الجنوب واخر في الشمال وثالث في الوسط مطروح بقوه ولن يقبل التعزيون باقل منه ستكون ادوات المملكة هي المتحكمة بمصير الاقاليم وفقاً لمصالحها من خلال الاكتفاء بوجود سلطة يكون ولاءها للملكة وتكون هذه السلطة عامل كبح امام بناء الدولة المدنية الحديثة التي يحلم اليمنيون في اقامتها لانه ليس من مصلحة السعودية وجود دولة تحكمها مؤسسات ، واضافة الى ذلك يكون فيه الاقليم الشمال واقع بين فكي كماشة السعودية من الشمال واقليم الجنوب والوسط من الجنوب يجعل الاقليم الشمالي يفكر الف مرة بالعواقب الوخيمة لاي موقف عدائي من السعودية ٠

السيناريو الخامس :

هو النموذج الليبي وهو استمرار عملية التفكيك و قيام السعودية والامارات باستكمال تاسيس ادواتها ويرافق ذلك تغير في الموقف الدولي سيؤدي الى مد صالح والحوثي بعناصر القوة والبقاء بهدف بقاء المشروع الايران كبعبع لتخويف دول المنطقة واستخدامه كورقة لابتزاز المملكة العربية السعودية وبالمقابل تعمل بعض شركات النفط العاملة في اليمن وبدعم من بلدانها على دعم الحركات الارهابية المتطرفة كالقاعدة وداعش واستخدامها ورقة لتخويف ايران وعمان وبقية دول الخليج وتمكينها من تشغيل حقول النفط وبيعه باسعار زهيدة لهذه الشركات وكذلك ضرب هذه الحركات ببعضها البعض ،و جعل عدن ساحة للصراع بين الاخوان المسلمين والسلفيين من جهة والمقاومة الجنوبية من جهة اخرى وكذلك الحال بالنسبة لتعز يتم تغذية حرب اهلية فيها كل هذا بهدف جعل عدن وتعز غير قادرتان على النهوض وبالتالي تسليم امرهما بيد دول التحالف العربي الذي عززت تواجدها البري لتستكمل تامين الحماية البرية لمضيق باب المندب بعد ان تم تامينه البحري من قبل البوارج الحربية في خليج عدن التابعة لعدد من البلدان وفي مقدمتها الدول الدائمة الغضوية في مجلس الامن والتي تواجدت قبل اندلاع الحرب بعدت سنوات بحجة مكافحة القرصنة٠