fbpx
ساعدوا ( الضالع ) كي تساعد الجنوب !

لايبدو حتى الآن مع بالغ الأسف ان هناك من يكترث لما يحدث في الجنوب بشكل عام وفي العاصمة عدن بشكل خاص من  ” فوضى ” هي ابعد ما تكون الى معنى ان تتحول الى ” خلاقة ” . ويبدو ايضا ان حتى قيم ” الوطنية ” بمعناها النقي الطاهر وأحلامها العريضة باتت هي الأخرى في مهب الريح لهذه الفوضى التي تأتي رياحها الينا من مختلف الاتجاهات .

ويبدو ايضا ان هناك ” علامات مقلقة ” في السياق الوطني فيما يخص هذا التمييز المريب في كيفية التعامل مع ” المقاومة الجنوبية ” والامتناع عن ” مأسستها ” واستيعابها في اطر عسكرية متعارف عليها حتى تقوم بدورها الوطني في الدفاع عن الأراضي المحررة وفي جانب حفظ الأمن ايضا ! ومن يعتقد منا ان هذه العملية ناتجة عن ظروف ذاتية او قاهره فهو ” واهم ” .. انها ظروف وعوامل تخلق بيننا بحرفية عالية وعلى خلفية تجارب سابقة وذات اغراض شيطانية لا تتوافق مع اهدافنا الوطنية بل هي تعمل في الاساس على تقويضها وهزيمتها من داخلها .

ان ما نلاحظه بوضوح ان هناك من يريد لهذه ” المقاومة الجنوبية ” ان تتوه في دوامة البحث عن نفسها من خلال تركها هكذا ” تهيم ” على وجهها بغير هدى ! .. وهي ان هامت على وجهها وتاهت في هذا الفضاء الواسع  المتسم بالفوضوية لا يمكن لها الا ان تتحول بشكل تلقائي الى جزء لا يتجزأ من هذه ” الفوضى ” لتصبح بعد ذلك ” ملعونة ” في نظر الشعب وتتحول كنتيجة طبيعية الى ” شيطان ” ينبغي التحرك سريعا الى وقفه عند حده بينما هي في الواقع ضحية لمؤامرة خسيسة !! … هذه هي السياسية التي يشتغل عليها ” من يشتغل ” ممن لا يريد للجنوب ان ينتصر وعليكم ايها السادة فهم من هي هذه الجهات !!

ولأ الحال هكذا .. ولأن اول بوادر وبشائر النصر الجنوبي هبت علينا من الضالع الباسلة , ولأن الضالع كانت اول معقل للحراك الجنوبي , ومن فوق ترابها سارت الحركة الوطنية الجنوبية وتمددت في مختلف المناطق .. ولأن الضالع واصلت مسلسل الابهار حتى بعد الانتصار حينما قدمت لنا تلك الدرجة العالية جدا من الانضباط العسكري بوجهه المحترف المسربل بالوطنية عبر مجموعة العروض العسكرية التي تخرجت فيها دفعات كبيرة من الشباب , ولأن الضالع استطاعت حتى الان من ضبط الامن فيها , ولأنها قادرة على مواصلة الدعم الغير محدود للحركة الوطنية الجنوبية نظرا لقربها من مناطق امداد سكاني ومالي كبيرة جدا  في يافع وردفان , فانني اقترح وارى اهمية وضرورة ان ” تلجأ ” الحركة الوطنية الجنوبية الى ” الضالع ” في هذه المرحلة على وجه التحديد لغرض مواجهة هذه التحديات الخطيرة التي تحاك ضد الجنوب بشكل خاص .

وفي هذا السياق يمكن للضالع ان تكون – كما كانت سابقا – المنطلق الذي منه يتم العمل بشكل مكثف على تنظيم الحركة الوطنية الجنوبية خاصة في جانبها العسكري والامني ! من خلال اعتماد هذه المنطقة الباسلة موقعا لتحشيد المقاومة الجنوبية على طريق تحويلها الى ” جيش جنوبي منضبط ” يخضع لجميع اليات ومناهج التدريب للعمل العسكري الحقيقي . فيحنما يتشكل في الضالع وهي المكان المناسب لنا في هذه المرحلة جيش جنوبي حقيقي ذا عقيدة وطنية نقية , ويتم تكوينه من خلال كليات حربية وكليات شرطة تحمل ” طابع رسمي ” للجنوب , فانه من الممكن لهذا الجيش وهذه القوات الأمنية ان تكون عاملا حاسما في مواجهة ” الارهاب ” ومواجهة جميع المخططات التآمرية على الجنوب ومستقبله ومصيره حتى لا يصبح الجنوب لعبة في ايدي العابثين . كما ان التعامل معها بصيغة رسمية ولو حتى فيما بيننا نحن كجنوبيين يعتبر اول خطوة من خطوات فرض امر واقع الدولة في الجنوب التي ستجبر ” الآخرين ” على التعامل الرسمي معها .

ربما سيخرج علينا من يقول ان عملا كهذا هو ” تمرد ” على التحالف ! وهو في الحقيقة ليس كذلك , كما انه لا يضع نفسه في حالة مواجهة مع شريعة هادي ايضا التي تركت الجنوب يتخبط في هذه الفوضى غير الخلاقة , ولكنها في حقيقة الأمر ستعتبر ضربة في الصميم للعمليات الخبيثة التي تقوم بها مختلف الاطراف اليمنية في الجنوب وانصارها من الجماعات المتطرفة التي تعمل على تقديم الجنوبيين في صورة العاجزين تماما عن ادارة اي شكل من اشكال الدولة او حتى مواجهة الارهاب , ناهيك عن هدف اخبث من ذلك يرمي الى تقديم الجنوبيين على انهم جزء لا يتجزأ من البيئة التي ” تخلقت ” في كنفها الحركات الارهابية , وكل هذه الامور تحدث على مسمع ومرأى من الشرعية التائهة خلف مشاريع التامر الاصلاحي والحوثي والعفاشي . فالى متى يستمر الجنوب صامتا وخاضعا لعطيات هذه المؤامرات الخبيثة .