fbpx
عدن.. حكاية العشق الأبدي

قبل أن يضطجع قلمي على أوراقي كانت روحي تسابقني صوبها لتعانق أسطرها,وقبل أن ينسكب حبر قلمي كانت دمعاتي ودمائي تنساب لتخط  عنها مايعتمل في حنايا النفس وبين ثنايا الروح,رغم شعوري بالعجز في أن أخط كلمات وافية عنها, لكن أبت مشاعري إلا أن تخط كل ماتكتنزه الروح وتحتويه الدواخل,وحينما تكتب الروح والمشاعر فلن تكون تلك مجرد كلمات جوفاء أو مشاعر مبلدة خرساء, بل ذلك هو العشق وربما الحب في أعظم معانيه..

وما أعظمه من عشق وما أجمله من حب حينما تجسده الروح وتترجمه الكلمات, ويغذيه الشوق والحنين والصدق لهذه العذراء, الفاتنة,الساحرة, الوادعة,التي يعانقها الجبل, وتراقصها الأمواج, وتغازلها النسائم الباردة, وتلتحفها السماء الهادئة والغيوم الباسمة, علها أسمى من الكلمات وأعذب من الأحرف وأجل وأجمل من العشق, لن تفسر جنونك عليها وهوسك بها إلا بشيء واحد وهو الحب الحقيقي والإنتماء الجغرافي والوطني..

عدن.. رغم الملمات والنكبات والأزمات والرزايا والمصائب التي حلت بها وأهلكت الحرث والنسل وبددت معالم الحياة, وقتلت كل شيء جميل فيها لم يتبدل حبها ولم يتغير عشقها, تتربع عرش القلب, وتسكن حنايا النفس, وتستبد بالجوارح وتأسر الألباب, بل وتنساب مع الدماء وتتصاعد مع الأنفاس ويشع حبها من الأحداق..

هي حكاية العشق الأبدي, وقصص الحب العذري, هي بلسم الجراح وإكسير البقاء والديمومة, هي بداية الانتماء والهوية,هي مسار الحياة ورحلة العمر, هي التحول وهي الغاية والمرام والمراد والحلم الذي تجيش به الصدور, هي الأطياف التي تسامرنا في لحظات الصمت والانكسار والانهزام, منها نستمد قوتنا وبقائنا وديمومتنا وعزيمتنا, هي من نرتشف من حليبها معنى الوفاء ومعنى الانتماء ومعنى التحدي والصلابة..

عدن.. ما أن تنطق أسمها (الألسن) وتتحدث عنها (الأفواه) حتى تنتشي الأرواح طربا, وتتمايل الأجساد فرحا, وتسري السعادة  في حنايا النفس فيصبح ذلك الحديث (ترنيمة) وأنشودة عذبة المعاني يصدح بها الكل ويتغنى..