fbpx
حَيّ “زايد بن سلطان”.. إنصافا لزايد الخير

منذ عهد مؤسسها المَوسُوم بالخير، الشيخ الحكيم، القائد والإنسان، زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، والإمارات العربية المتحدة عنوانٌ للخير العميم، ويدها ما برحت ممدودة بالخير والعون والمساعدة للأشقاء ولغير الأشقاء، حتى أصبح اسم زايد واسم الإمارات مرتبطاً بالخير.. ولا غرابة أن يتردد على اسماعنا في أكثر من مناسبة “زايد الخير”.. أو “إمارات الخير”.. ويحق في الشيخ زايد ، وفي خليفة من بعده، قول الشاعر:

وأنت وفيٌّ لا يُذَمُّ وفاؤُهُ … وأنت كريمٌ ليس تُحْصى مكارِمُه

وحتى مع الانظمة السياسية التي كانت تنهج نهجاً سياسياً وايديولوجياً مغايرا، كما كان الحال في النظام القائم في الجنوب سابقا باسم (اليمن الديمقراطي) بتوجهه الاشتراكي، ظلت يد إمارات وقائدها الشيخ زايد ممدودة بالخير، رغم تحفظ واشتراطات النظام القائم حينها على مثل ذلك الدعم الذي كانت تقدمه الإمارات لاعتبارات ومحاذير سياسية، لها صلة بالتجاذبات الدولية والحرب الباردة حينها، ومن ذلك ما كنا نسمع به عن عزم الإمارات وشيخها الحكيم الكريم بتقديم الدعم لشق طريق توصل إلى قمة جبل شمسان المطل على كريتر وبناء مدينة (زايد) هناك.. لكن ذلك لم يتم لأسباب  يعرفها من كانوا على قمة السلطة في عدن حينها.

ومع ذلك نجد بصمات الشيخ زايد بن سلطان وإمارات الخير تنتصب شامخة في أحد أحياء عدن الحديثة والجميلة، التي بُنيت على نفقة الإمارات، واستكثر النظام حينها حتى إطلاق اسم صاحب الفضل، بعد الله، في تشييده، وهو ما حَمِل اسماً لا صلة لصاحبه ببنائه وتعميره (حي عبدالعزيز) وفي ذلك تعسف وظلم غير مبرر، وأعتقد أنه قد حان الوقت أن نسمي هذا الحي السكني باسم الرجل الجامع لخصال الخير والسبّاق والمتقدّم فيه (زايد بن سلطان) انصافا للتاريخ  ووفاءً لرجل الوفاء، الذي بنى وعمَّر ذلك الحيّ، ولم يشترط اشتراطات سياسية.. فهل آن الأوان أن نطلق اسم (زايد بن سلطان) على ذلك الحي؟!

إن الوفاء يلزمنا ذلك، وكان الأحرى بقادة الجنوب أن يفعلوا ذلك في حياته عند إنشاء الحي السكني.. لكن أن نفعل ذلك متأخرين الآن خير من أن نواصل جحودنا ونكراننا للجميل، وأظن أن الكثيرين يوافقون على هذا الرأي، ونأمل قريبا أن يبادر محافظ  محافظة عدن اللواء جعفر محمد سعد بإصدار قرار بالتسمية المستحقة لحي (زايد بن سلطان) بدلا من الاسم الحالي (عبدالعزيز)، وأن تتصدر مدخل الحي صورة مجسمة لاسم الحي وللشيخ زائد رحمه الله.

أقول ذلك ، في الوقت الذي يتجدد فيه ينبوع الخير الإماراتي  الذي لم ينقطع مدده،  فقد سن الشيخ زايد طريقا من الخير لأبنائه من بعده فاستنوا به و سلكوه، فكانوا خير خلف لخير سلف، ومعدن الخير والكرم مجبول عليهم، وعلى رأسهم الشيخ خليفة. وهذا ما نلمس أثره في هذا الظرف العصيب، حيث نجد الإمارات اليوم أكثر حضورا بخيرها في كل المجالات، وقد عَمَّدت ذلك الحضور الأخوي الداعم والمساند لشعبنا بالدم الذي سال مدراراً في تراب أرضنا في مواجهة الحوثيين وقوات المخلوع، في إطار التحالف العربي مع بقية الأشقاء وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، وكذا فيما تقدمه الإمارات من دعم سخي ومتواصل، يحتاج لحديث طويل، لإعادة الحياة في عدن بعد تحريرها وفي غيرها من المحافظات المحررة.

ختاماً.. رحم الله الشيخ زائد بن سلطان.. ومن حقه علينا أن نذكر اسمه في مشروع ما كان له أن يكون وتقطنه مئات الأسر بدون دعمه السخي حينها.. وهذا أقل الوفاء..