fbpx
يا اهل تعز تضامنوا ويا جباري ذمار استحي !

د. قاسم المحبشي

التضامن ليس فكرة ولا قيمة أخلاقية ولا ثقافة مدنية فحسب بل هو جوهر أصل كل حياة مجتمعية من مجتمع النمل والنحل والقرود الى مجتمع الانسان العاقل ، ولا وجود لأي مجتمع بدون قيم تضامنية من أي نوع من الانواع، وليس هناك اي فرق في حقيقته الحاجة التضامنية الفعلية سوى كان ذلك في مملكة الحيوان او الانسان فقط الفروق تكون بنوعية التضامن ، اما ان يكون تضامنا فطريا غريزيا كما هو حال في مملكة النحل والنمل والقرود والغربان و وما شابهها وأما يكون تضامنا تقليديا ميكانيكيا بداعي العصبية والحمية وروابط الدم والقرابة والعشيرة والقبيلة والمذهب والطائفة وما شابه في حياة الجماعات البدائية الذي يكون الانتماء اليها بلا إرادة حرة ولا اختيار وهذا هو نمط التضامن الميكانيكي العمودي حسب دور كهايم ، وأما يكون تضامنا مدنيا عضويا كما هو حال المجتمعات المؤسسات المدنية الحديثة التي يكون التضامن فيها ذات طبيعة أفقية يعتمد على الحرية الفردية وليس على المرجعيات القبلية ، ولكن التضامن من حيث هو ضرورة حياتية للناس في كل زمان ومكان ، والنمل مجتمع تضامني بينما الصراصير لا تتضامن لان كل صرصور يعيش وحده ، هذا هو رأي عالم الاجتماع الفرنسي دوركايم وليس أضغاث أحلام ،

وهكذا لم ينتصر الصبي السيد الحوثي الصغير صاحب صعدة على صنعاء والشمال الا بتلك القوة التضامنية الطائفية الميكانيكية التقليدية، بينما اخفقت ما يسمى بقوى المجتمع المدني في ان يكون لهم وجود ووزن فعلي في التصدي لهذا التحدي ذلك لانها للأسف الشديد كانت ومازالت تعتقد ان الوطنية والمجتمع المدني هو مجرد فكرة ثقافة مدنية سلامية ناعمة بلا شعر ولا ريش ولا مخالب ولا أنياب، مثل العصيدة الرطبة الخالية من البراقط، وهذا ما يجعلها سهلة البلع والهضم . لا وجود لمجتمع مدني وطني بدون قوة تضامنية فعالة وقادرة على حماية نفسها ومجتمعها ضد اي عدوان والوقوف ضد القوى الهمجية !

قبل ايام سألت بعض الاخوان من تعز كيف احوال الحرب عندكم اجاب احدهم نحمد الله نحن بعيد عن مكان المعركة تعيش بعيد عن المدينة ، كل الحرب هي في مدينة تعز ونحن بعيد عنها ومثل هذا اجابني شخص من وصاب العالي !

وربما كان مثل هذه الثقافة التي جعلت الحوثي القادم من كهوف صعده يتغول في تعز واب وغيرهما، والمدنية والوطنية لا تقاس بعدد السكان او اتساع انتشارهم بل بقوتهم التضامنية الفعلية ، اعتقد ان تعز بعدد سكانها لو لديها ثقافة تضامنية فعلية مناطقية او وطنية او مدنية او ميكانيكية او حرفية او من اي نوع كانت لكانت انتصرت ضد هذه القوى الهمجية الطائفية التي تستبيحها منذ سنوات طويلة !

والسؤال المحير هنا هو كيف اختفت كل هذه القوى المدنية والحداثية والوطنية والاحزاب والمنظمات من هذا المشهد وكما هي فص ملح ذاب ، وليس هناك ما هو اكثر مدنية ونعومة من لبنان ثمانينيات القرن الماضي حينما هبت كلها في مواجهة الاجتياح الاسرائيلي ، لا مجتمع مدني او وطني بدون قوة تضامنية فعالة هذه هي الخلاصة الذي يجب ان تتعلمها المقاومة الشعبية في الشمال من المقاومة الجنوبية التي تضامنت في عدن الساحلية في قوة واحدة لصد الغزو الحوثي العفاشي الايراني ولم نسمع احد من الجنوب يقول ان الحرب في عدن لا تعنيه عدا حالات نادرة ، يا اهل تعز تضامنوا من اجلكم !

استداك للسيد عبدالعزيز الجباري الذماري رئيس مؤتمر حوار الرياض ومستشار الريس الذي قال امس ( ان الحراك الجنوبي مع ايران ) نقول له من الذي مع ايران هل من تصدى وقاوم وقاتل مليشياتها الحوثية الايرانية في عدن والجنوب وطردها شر طرده ام الذين يقاتلون في صفوفها من اهل عشيرتك في كل جبهات القتال ، وهل سمعتم عن مقاومة للمليشيات الحوثية في ذمار يا سادة ياكرام ؟! اذا لم تسمعوا عنها فهذا يعني ان الحكاية كلها هي مشروع استثماري ! وقد سمعت عبدالعزيز الجباري هذا وهو يسبح مع اخوه في مسبح فندق رناسيس في الرياض وهو يردد (( يا نعمة الله دومي علينا !)) باللهجة الذمارية !

والي ما يستحي يفعل كل شيء!!