fbpx
ناشونال إنترست: تعثر روسي في الحرب الجوية السورية
شارك الخبر

يافع نيوز- صحف:

لفتت صحيفة ناشونال إنترست الأمريكية، إلى تراجع عدد الغارات الجوية التي تشنها روسيا في سماء سوريا، عما كانت عليه عند بدء حملتها العسكرية هناك قبل قرابة شهر، حيث كانت تغير يومياً بمعدل ٨٨ غارة، مستخدمين مزيجاً من طائرات سوخوي “سو ٢٤ إس”، و”سو ٢٥ إس”، و”سو ٣٠ إس إم”، و”سو ٣٤إص”، ولكن تباطأ في الأيام الأخيرة، إيقاع ضرباتهم الجوية.

وكما توقع عدد من المسؤولين العسكريين الأمريكيين، تراجع بالفعل عدد الغارات الجوية الروسية في سوريا عما كانت عليه قبل أسبوعين، وربما يرجع سبب ذلك، برأي أولئك العسكريين، لارتفاع كلفة الحرب الجوية.

بيان عسكري
وورد في بيان عسكري صدر عن وزارة الدفاع الروسية بتاريخ ٢٤ أكتوبر( تشرين الأول) الجاري بأنه في خلال 24 ساعة “استهدف الطيران الروسي الإرهابيين في كل من محافظات حماة وإدلب واللاذقية وحلب ودير الزور، بحيث شن ٥٩ غارة على ٩٤ هدفاً، وخلال الأيام الثلاث الأخيرة، نفذ الطيران الروسي ١٦٤ غارة ضد أهداف للإرهابيين بلغ عددها ٢٨٥ هدفاً”.

وتشير ناشونال إنترست إلى أن ذلك ما توقعه مسؤولون في البنتاغون على أساس أن الروس نشروا ما بين ٣٢ و٣٦ طائرة عسكرية في قاعدتهم في اللاذقية، مما يعني أنهم غير قادرين على تنفيذ عدد أكبر من الغارات يومياً في سوريا، كم أعلنوا في بداية تدخلهم هناك.

افتقار للخبرة
وتقول الصحيفة إنه فيما فاجأ الروس بداية العالم بقدرتهم على شن ما يقرب من ٨٨ غارة بمعدل يومي، توقع معظم المسؤولين العسكريين الأمريكيين أن لا يدوم هذا الحال طويلاً، ويعود سبب ذلك لأن الروس يفتقرون لخبرة وتجارب حديثة في نشر قوات جوية خارج روسيا، ولا يملكون أيضاً، برأي خبراء أمريكيين، تلك الكفاءة المدربة التي تمكنهم من مواصلة العمل على هذا المنوال لفترة طويلة.

نقطة ضعف
كما عبر عدد من المسؤولين في البنتاغون عن قناعتهم بأن الخدمات اللوجيستية ستكون أكبر نقاط ضعف الروس.

ونقلت صحيفة “يو إس تودي” في تقرير نشرته صباح أمس الثلاثاء، عن عسكريين أمريكيين لم تسمهم، بأن قرابة ثلث القاذفات الروسية موجودة حالياً في سوريا، فضلاً عما يعادل من نصف طائراتهم للنقل الجوي، ويبدو أن الظروف الصعبة هناك قد تركت أثرها على الطيارين الروس، وعلى طائراتهم.

كما أكد خبراء عسكريون غربيون على حقيقة أن الطائرات الحربية الروسية لا تستطيع مجاراة نظيرتها الأمريكية لا في الأداء، ولا في كيفية تزويد القوات بما يحتاجونه من عتاد وأسلحة، ومؤن ضرورية لمواصلة حملة عسكرية لمدة طويلة.

عنصر آخر
ولكن، برأي ناشونال إنترست، هناك عامل آخر قد يلعب دوره أيضاً، فإن معظم الطائرات الروسية التي تم نشرها في سوريا هي إما طائرات تم تعديلها لكن هياكلها قديمة، أو هي موديلات حديثة لم يتم بعد معالجة جميع مشاكلها الأولية، فإن الطائرات القديمة، وحتى المحدثة، سرعان ما تتعطل وتتطلب ساعات طويلة من عمليات الصيانة، وتلك هي إحدى حقائق الحياة، وأحد الأسباب التي تدفع القوات الجوية الأمريكية للسعي حثيثاً لاستبدال طائراتها القديمة بأخرى أحدث، وأكثر تطوراً، وقد يكون خير مثال على ذلك، ما قام به الأمريكيون عندما أعادوا بناء قاذفات إف ١٤ دي.

مراوغات
وتلفت الصحيفة إلى حقيقة أن الشيء نفسه ينطبق على الطائرات الحديثة، إذ ما لم تتعلم فرق الصيانة مراوغات الطائرة، ونوعية قطع الغيار التي يجب استبدالها غالباً، فإن الطائرات الجديدة التي دخلت لتوها في الخدمة تواجه مشاكل كبيرة في سياق استكمال مهام قتالية، وقد جرى ذلك مع طائرة “إف ٢٢” عندما دشنت لأول مرة، وهو ما يجري حالياً مع طائرة “إف ٣٥”، وليست روسيا منيعة عن تلك المشكلة، وفي الواقع، عانت خلال السنوات الأخيرة، أحدث وأكفأ القاذفات الروسية، “سو ٣٤” التي صنع منها أعداد قليلة، كسواها من القاذفات الروسية الأحدث، من مشاكل كبيرة تتعلق بالصيانة بعضها نتج عن بطئ عملية بنائها.

وتقول الصحيفة، ليس معروفاً بعد فيما إذا سوف تستفيد روسيا من هذه الفرصة لإعادة تحديث نظامها اللوجيستي، وإن حققت ذلك، قد يكون من الممكن لروسيا أن تتمكن من تكثيف عملياتها الجوية حالما يتعلم طياروها كيفية التعامل مع أجواء جديدة، وعندما تبدأ قطع الغيار المناسبة في الوصول في أوقاتها اللازمة، ويبقى الزمن هو الحكم الوحيد على أداء الروس وكفاءتهم الحربية الجديدة.

أخبار ذات صله