fbpx
كفاكم نعيقاً.. لقد قضي الأمر
يوما بعد يوم يقدم لنا ساسة الشمال ومثقفيهم الأدلة والبراهين على استحالة التعايش معهم, ويصرّون بمنطق غريب على انهم عقول صالحة لكل زمان ومكان, بينما واقع الأمر يؤكد بأنهم يقبعون خلف واجهات بها من الزيف والبهتان ما لا يمكن إخفاؤه, ولا يسعنا هنا سوى الإقرار بأنهم خبراء في سرعة عكس ضمائرهم و تغيير جلودهم و ولاء آتهم ولكنهم لم يعثروا بعد على طيب قادر على تعطير ما ينساب من أفواههم العفنة.
.
لقد عاد “جباري” مجددا, ليؤكد بأنه يسير على نفس خطى “الآنسي والحذيفي والمعمري و العمراني و سميع” والعديد من ساسة ومثقفي الشمال, سواءٍ كانوا من الانقلابيين أو من انسلخوا ليلحقوا بركب شرعية عبد ربه, فكلهم يتبعون منهج واحد ضد الجنوبيين ومطلبهم باستعادة دولتهم.
.
من حسن طالعنا انهم لم يستطيعوا مداراة ما يضمرون تجاهنا, فبدلا من ان يقدموا ما يمكن أن يغرينا لافتراض حسن النية لديهم, نراهم يمارسون ما فطموا عليه من أعمال تقودهم للاستحواذ على حق الغير, فمنذ سنين وهم يشنون علينا حَرْباً شَعْوَاءَ, لتُختم بانحطاط الألفاظ وهي تنسكب من ألسنة غاية في النتانة تدلت من أفواه كريهة لتسكب قبح منطقها على الجنوبيين, وهي محاولات بائسة تهدف في دلالاتها صرف نظر دول التحالف عن الحقيقة المرة, التي تفيد بأن الخيانة والعمالة يقبعان عند عتبات أبواب وسلالم من استضافتهم السعودية بعاصمتها من أبناء الشمال, والذين انساقوا إليها كقطيع من الضباع, التي لا تجتمع إلا على جيف وهو الأمر الذي يتجلى في مدى إخلاص ما يوصف بالمقاومة الشعبية والجيش الوطني في الشمال المواليين لشرعية هادي, اللذان يراوحان مكانهما منذ ثمانية أشهر.
.
لقد تمحورت عنترياتهم اللفظية حول ما يرون فيه مبررا لاستمرار مسلسل نهب الجنوب واعني هنا “الوحدة اليمنية” التي انتفت عنها القدسية التي ادّعوها, ولنكن صادقين معهم إذ لا مجال للنفاق هنا, فالوحدة اليمنية ليست لها قدسية بل كانت عاراً لحق بنا, وقد تخلصنا منها بكل تأكيد من فكرنا ومن أرضنا على طريق التخلص منها من واقعنا وحياتنا بشكل تام.
.
ان ترهاتهم تلك لم نعد نقرأ لها حسابا, فالأمر بالنسبة لهؤلاء يتجاوز الجانب الأخلاقي, إذ يعملون بشكل مقرف على كل ما يثير حفيظتنا و بتصريحات نزقة, تتحول مع مرور الزمن إلى مجرد حزمة سخافات ممقوتة جنوباً, فقبل ان يعلن جباري استعداده للتصدي للجنوبيين عليه بخلع رداء الخور الذي يغلفه اولاً ليتقدم الصفوف لتطهير بيته وتحرير أرضه من دنس المليشيات الشمالية المدعومة من إيران, أما نحن, فمهما فعلوا فلن نعود لنستكين تحت عباءتهم العفنة, فالمتعارف عليه هو “إنَّ الحرية تليق فقط بالشعوب التي تستطيع حكم نفسها”، لذا سنعمل على إعادة تشكيل واقعنا الذي ننشده بأيدنا وعلى ارض الواقع دون وجل أو خوف منكم, ليظل الجنوب الدرع الحصين لأمن المنطقة ودول الجوار, وهذا هو بيت القصيد..