fbpx
الفرصة لا تأتي في كل مرة !

اذا اخطأ الإنسان العادي أضر نفسه اما خطأ المسؤول السياسي فيضر شعبه !

مشكلة تأسيس الدول ليست بالمسألة التي يمكن حلها بالحوارات والتوافقات والنوايا والرغبات والامنيات والسحر ، بل هي اولا وقبل كل شيء شأن التاريخ بلحمه وسداه وعملية صيرورة تطورية تاريخية عميقة الجذور لا يمكن لها ان تتحقق الا بتحولات مادية واقعية فعلية محسوسة ملموسة تطال كل البناء والانساق والقيم والرموز والعلاقات ,وبالأساس الفاعلين والأفعال اي السلوك قبل الوعي قانون التقدم البشري منذ الازل ، انها شروط وعوامل يستحيل مغالطتها او إشباعها ، باي طريقة من الطرق وكيفما اتفق ، ثمة استحقاقات تاريخية لا تكون الدولة الا بها ، الا بإشباعها وحلها، ودونها خرط القتاد، وليس بمقدور النوايا والإرادات والرغبات والاسماء والصفات ، مهما كان صدقها وحجمها وسعتها واخلاصها ان تحل محلها ، حتى وان اجتمع العالم بجنه وأنسه وبكل هيئاته وقواه وخبراته وخبرائه ولا جدوى من طلب المزيد من الثمار طالما وان الشجرة لم تنضج بعد، وهذا الذي كنا نقوله ونردده ونكتبه منذ زمن طويل ، كل شيء بأوانه ، ولم يكتشف العالم بعد طريقة فعالة يتم بها تحقيق هذا الإنجاز التاريخي الأهم _اقصد _إنجاز بناء الدولة من اي نمط او شكل بما هي مؤسسة وجامعة الدولة الحديثة دولة الدستور والمؤسسات والنظام والقانون والمواطنة المتساوية سوى كانت بسيطة او مركبة مركزية او كنفدرالية او فيدرالية رئاسية او برلمانية …الخ

اليوم فقط باتت الفرصة سانحة لإعادة بناء وتأسيس بناء الدولة الوطنية الجامعة في الجنوب العربي بعد تحرير الارض والمؤسسات من قوى الغزو والاحتلال الشمالية الهمجية الاول والثاني  غير ان التحدي الراهن الذي يواجه الجميع اليوم هو التفكير بالمستقبل وتجاوز الماضي بكل خيباته وانكساراته وبناء المستقبل يحتاج الى تضامن وتكاتف كل القوى الجنوبية الفاعلة والصامتة في مشروع وطني جامع يحتوي جميع أفراد الشعب الجنوبي ذكورا وإناث دون استثناء احد على أساس قوة الحق وليس حق القوة ومن المهم ان يرى الجميع مصلحتهم في العيش المشترك من منظور استراتيجي بعيد المدى اما الاستعجال في طلب استحقاقات وشيوع ثقافة وقيم الحرب والفيد والغنيمة الضيقة الأفق فهي التحدي الأكبر الذي يجب التصدي له وعدم الانجراف في اتونه المدمرة ، من مصلحة الجميع ألان بذل الجهد المخلص والتوافق السمح حول القواسم المشتركة الواسعة المطلوبة لتأسيس دولة المؤسسات المدنية الحديثة المحكومة بالدستور والقانون وليس بالاهوى والمصالح الضيقة لدى الجنوب قدرات وكفاءات وخبرات طيبة يجب ان نفسح لها المجال للشروع في تهيئة الارض والشروط الضرورية لتأسيس الدولة المنشودة بعيدا عن المزايدات والشطحات المهلكة

الفرصة باتت اليوم سانحة ومن المعيب اضاعتها في سفاسف الأمور والانهماك في التفاصيل الصغيرة التي تغرق الجميع في شبر ميه هل ان الأوان للتضامن الفعال بين الجنوبيين – الذي اثبت جدواه في التصدي للعدوان الحوثي الايراني العفاشي الدحباشي ودحره من عدن ومعظم المحافظات الجنوبية  بدعم قوى التخالف العربية- ان يستمر كما كان في جبهات القتال والبدء الفوري في اعادة تأسيس مؤسسات الدولة الجنوبية الجامعة دولة النظام والقانون

والمؤسسات الوطنية الجامعة ؟ وهذا لا يتم الا بوجود مشروع وطني  متكامل الاطراف وواضح الاهدف يستطيع دفع كل الجنوبيين للانخراط فيه برغبة وصدق واخلاص وعلى كل القيادات الجنوبية التاريخية والجديدة التوحد حوله ومن اجله ، بعيدا عن الحسابات الضيقة والاهواء والشهوات الخاصة ، الجنوب مجتمع انقسامي تعددي وليس بمقدور اي جماعة او قوة منفردة ان تسوس اموره ، لسنا بحاجة الى مليشيات وجماعات مسلحة في كل محافظة او منطقة منفردة بل نحتاج الى جيش وطني ومؤسسات امنية وطنية جامعة وجاذبة لجميع افراد المجتمع الجنوبي واذا ما خلصت النوايا فلسنا بحاجة الى قوات اجنبية لحفظ الامن وتامين بناء المؤسسات ، الجنوب في طاقات كامنة وقادرة لو تم تغعيلها واعادة تنظيمها على أسس وطنية حديثة  قادرة على تأمين جنوب الجزيرة العربية ويزيد

غير ان طريقة عمل الشرعية اليمنية الراهنة لو استمرت على هذا النحو في تهميش وتثبيط قوى الجنوب الفاعلة فمن المؤكد انها سوف تحتاج ليس الى من يخوضون الحرب بدلا منها بل ومن يحرس الشوارع والمدارس والخدمات وربما نحتاج الى حكومة اجنبية بكامل مؤسساتها لإدارة امور حياتنا او تغيير الشعب الجنوبي بشعب مستورد ! هل استنفذت المقاومة الجنوبية كل طاقتها حتى يتم الاستعانة بالسودان الشقيق ودول افريقية اخرى لحفظ الأمن والسلام والخدمات العامة في عدن !

ادعموا جهود محافظ  عدن الجديد العميد جعفر سعد في اعادة الروح الى وبناء مؤسساتها وحفظ الأمن والاستقرار فيها قبل ان يحل الاحباط بنفوس اهلها وشبابها وما ادراك ما الاحباط وفقدان الأمل حينما يتمكن من نفوس البشر ؟! اذ سرعان ما يتحول الى خطر يصعب توقع نتائجه يا شرعية اخر زمن !

لا يجوز ترك عدن والجنوب المحرر منذ اشهر معلقا هكذا بين صنعاء وذمار وفي انتظار ما ما تسفر عنه

اتجاهات واهواء رياح وعواصف الشمال التي لا يبدو انها تهب كما يشتهي السائق ! وتأتي الرياح بما لا تشتهي السفر !

ولا مستقبل لمن فقد البوصلة وضيّع الاتجاه ! ولا جدوى من انتاظر المزيد من الثمار طالما وان الشجرة لم تنضج بعد ! لمن يفهم الكلام

ونادرا ما فهمتوني ونادرا ما فهمتكم اما حينما نسقط في الوحل حينئذا فقط يمكن لنا ان نتفاهم ! وهل ثمة وحل هوى اليه اليمن اوحل من هذا !

يا حكومة القنوات وشرعية الأزمات !

ختاما اقول اذا طال عجزكم عن عمل شيء جدير بالقيمة والاعتبار لعدن المحررة من زمان اعيدوها لبريطانيا احسند وكفى المؤمنين شر القتال! او استوردوا حكومة ومقاومة  من جزر القمر !

والله من وراء القصد