fbpx
لماذا طرحوا حل اﻻقاليم الستة زائد اﻻقليم اﻻقتصادي؟ ولماذا تراجعوا عنه ؟
شارك الخبر

يافع نيوز – ( كتب – الباحث : علي محمد السليماني ) :
اﻻشقاء اليمنيين مشهورين بالتلاعب بالمفردات وبالحيل والدهاء السياسي، ولم يكن ماطرحوه من حلول في حوارهم بصنعاء من حل بستة اقاليم واقليم اقتصادي ثم تراجعوا عنه مع بداية العمل به، عملا عبثيا كما قد يتصور البعض .. فهم ارسلوا رسالة واضحة للعالم في نقطتين :

الباحث - علي السليماني

الباحث – علي السليماني

– اﻻولى : مفادها قبولهم باعادة النظر في تعريف الى اين تصل الهوية اليمنية ..؟

-الثانية : قبولهم باي حل لﻻقليم اﻻقتصادي – عدن وباب المندب مغ اجزاء من ابين واجزاء من لحج .
وكأنهم يضعون اﻻساس لماتم اﻻتفاق عليه في مؤتمر خبراء الشرق اﻻوسك المنعقد في القاهرة عام 1921م وماخرج به المؤتمر من توجهات حول مصير الجنوب العربي او النواحي التسع ، والذي قدم من خلاله امام اليمن – يحيى بن محمد حميد الدين – ومستشاريه حلولا بتجزئة الجنوب ،وعلى هذا اﻻساس يمكن الخروج بفهم محدد لحل اﻻقاليم ،يمكن تطويره ﻻحقا  .. مضمونه  ( اقليمين شرقي وغربي عوضا عن المعلن ستة اقاليم يؤسس لتنفيذ المقترح القديم في حلته الجديدة ) .

وهذا يبدو للمطلع على تعقيدات القضية الجنوبية باهتمام، انه يضع اﻻساس لذلك الحل الماكر من خلال التمويه وتهيئته على اﻻرض و ذر الرماد على عيون السياسي الجنوبي المشهود له بكثرة اﻻخطاء ،وقصور في استيعاب حجم القضية وابعادها  “الجيو- سياسية ” .

ويتضح ذلك جيدا من خطا طرح حلول من الخارج عام 2011م لقضية لم يعترف بها نظام صنعاء من اﻻساس، ثم من خلال المشاركة في حوار صنعاء في مارس 2013م .

ليس هذا فحسب بل ان بعض من شاركوا في حوار صنعاء العبثي ،قد وقعوا على تلك الحلول الملغومة ومن المؤكد ان ليس لهم علم بالبعد التاريخي للصراع والدعاوي اليمنية القديمة بمثل هكذا حلول وهو نفس الخطأ الذي وقع فيه ثوار الجنوب العربي عام 67م  – بتغيير الهوية العربية الى الهوية اليمنية –  التي سبق اﻻمام بتسجيلها كعلامة تجارية فارقة خاصة له من خلال عضويته كدولة وعضو مؤسس في هيئة اﻻمم المتحدة، ودولة وعضو مؤسس لجامعة الدول العربية وهو الخطأ الذي ادركه قادة الجنوب بُعيد الاستقلال مباشرة وحاولوا تصحيحة، لكن لم يتمكنوا بسبب الانقلاب عليهم عام 69م – ثم تغيير اﻻسم الذي تسجل كقطر في الجهوية اليمنية الى اﻻسم  ” ج.ي.د.ش ” ليكون في وقت ﻻحق الشطر الجنوبي من الوطن ، وهو اﻻمر الذي يصعب اليوم حل القضية ويعطي لصنعاء وساستها الحق في ارسال مثل تلك الرسائل بحل اﻻقاليم الستة واﻻقليم اﻻقتصادي، في دعوة صريحة وواضحة لدول العالم واﻻقليم بالقبول باعادة النظر في تقاسم هذه الرقعة الجغرافية على اسس جديدة مستوحاه من فكرة اﻻقاليم الستة واﻻقليم اﻻقتصادي .

ولكن امام صمود شعب الجنوب العربي الذي رفع شعار التحرير والاستقلال و عودة رابطة ابناء اليمن الى اسمها رابطة الجنوب العربي مضافا اليه الحر ، متزامنا مع اختتام اعمال حوار صنعاء في 25 يناير 2014م الذي اعتبر في العلن حل القضية الجنوبية بمثل حل زواج القاصرات.
كما ان تقديم الرئيس – علي سالم البيض – مذكرته الى مجلس اﻻمن الدولي التي اوضح فيها ملابسات تغيير الهوية من الجنوب العربي الى الجهوية اليمنية ، و ذكر فيها اسم الجنوب العربي اكثر من 38 مرة و اسم اليمن الديمقراطية الشعبية مرة واحدة او مرتين.

كل تلك اﻻسباب مجتمعة قد ادت فيما يبدو الى رفض مقترحات خبراء الشرق اﻻوسط عام 1921م بتلك الحلول الظالمة، التي تبناها مؤتمر حوار صنعاء ، ومن المؤكد رفضها ايضا من قبل القوى العظمى ، لكن ربما حتى تلك اللحظة ، ومما زاد اﻻمر وضوحا لساسة صنعاء صدور بيان مجلس اﻻمن الدولي بتاريخ 9يوليو 2014م والذي كانت عباراته واضحة بتفسير المبادرة الخليجية وقرارات مجلس اﻻمن الدولي منذ عام 2011م وحتى تاريخ البيان المشار اليه انفا واقتصار ذلك على حل النزاع بين اطراف الصراع في الشمال وهو ما ادى الى ان تسمح كل اطراف الصراع حزب اﻻخوان المسلمين وفروعه  – الاصلاح اليمني والقاعدة والسلفيين و والعدالة والبناء وعلى محسن اﻻحمر وعلي عبدالله صالح – للحوثيين الوصول الى صنعاء وخلط اوراق اللعبة والعودة الى نقطة الصفر، مستفيدين من تمسك بعض قيادات الجنوب التي حكمته برفض تسمية اﻻحتﻻل ورفض مفردتي التحرير واﻻستقﻻل وتمسك تلك القيادت الجنوبية بيمنية الجنوب العربي، ومطالبتها فقط بعودة شراكة الحزب اﻻشتراكي اليمني بقيادتها وبحل اقليمين .
وبذلك تحرص تلك اﻻطراف اليمنية في محاولة يائسة للتمديد للوضع القائم الى ابعد مدى ممكن ، لكن لم تساعدها الظروف ، وهو ماعجل باﻻنقﻻب على الرئيس المستقيل والمنتهية صﻻحيته عبدربه منصور هادي واعتقاله مع رئيس وزراءه والوزراء الجنوبيين
وصدور اﻻعﻻن الدستوري مشفوعا بعبارات ترفض التدخل الخارجي وعلى راسه اﻻمم المتحدة مع اشارات الترحيب باﻻتجاه الى ايران .
وما تغيير اتجاه الحوثي من مارب الى البيضاء والزاهر بالقرب من جبل العر غير رسالة اخيرة لﻻصرار على امكانية الحل القديم، او الكارثة وهو ما يجب ان يدرك خطورته الساسة الجنوبيين و القيادات في الحراك الجنوبي المشغولة ببعضها البعض، والتي بعضها بفهم او بدون فهم تمارس في الصف الجنوبي ما يؤسس لنجاح ذلك الحل بتقاسم الجنوب العربي اوصال لحمة .
وهو مايعتمل على اﻻرض بحكم الواقع وذلك ماﻻيتمناه جنوبي عاقل من شرق الوطن العربي الجنوبي الى غربه.
ناهيك عن استحالته بغير حدوث زلزال كبير يهدم دول المنطقة ويعيد ترتيب حجار الشطرنج على خارطتها من جديد ، وذلك مشروع صنعاء بكل اطرافها، وهو مانتامل ادراكه من قبل اﻻشقاء في العروبة واﻻسﻻم سيما دول شبه الجزيرة والخليج العربي.

أخبار ذات صله