fbpx
الحوثيون يُعدّلون المناهج للتوافق مع مشروعهم المذهبي
شارك الخبر

يافع نيوز – البيان

تفاجأ المواطنون في صنعاء بقيام الانقلابيين بتعديل المناهج الدراسية للتوافق مع مشروعهم المذهبي والطائفي، حيث تحدث عدد من أولياء أمور الطلاب عن إدخال الحوثيين مناهج جديدة بالإضافة إلى تعديل المناهج السابقة وإضافة دروس تكرس المذهبية، وتبرر للحوثيين حربهم على الشعب اليمني.

وتداول ناشطون على صفحات التواصل الاجتماعي صوراً لبعض صفحات كتب المناهج التي يتم توزيعها على الطلاب في صنعاء، حيث أظهرت الصور قيام الميليشيات بطباعة شعار الصرخة، وهو شعار الحوثيين الرئيسي، على المناهج، بالإضافة إلى دروس تبرر حربهم التي شنوها على الشعب اليمني وسببت في خسائر بشرية واقتصادية كبرى أعادت اليمن سنوات للوراء، كما تم إضافة أناشيد جديدة تمتدح مؤسس حركة الحوثيين حسين بدر الدين الحوثي.

وبحكم سيطرتهم على مطابع الكتاب المدرسي قام الحوثيون بطباعة صور قيادات الميليشيات على الغلاف الرئيسي للكتب الدراسية، كما قاموا بتحويل المطابع الخاصة بالتربية والتعليم إلى مطابع خاصة بهم للترويج لأفكارهم ومشاريعهم.

حلم قديم

وسعى الحوثيون خلال السنوات الماضية وأثناء حروبهم الست للضغط على الحكومة اليمنية للسيطرة على التعليم في محافظة صعدة، وكانت مطالبهم تتمثل في فتح جامعات ومعاهد لتدريس المذهب الشيعي، قبل أن يكبر طموحهم للسيطرة على التعليم في اليمن ككل.

وسعى الحوثيون خلال الفترة الماضية بعد انقلابهم على الشرعية وسيطرتهم على العاصمة صنعاء إلى استغلال الوضع وتعديل المنهج التعليمي وفق أجندتهم ومشروعهم.

وبحسب مصادر مطلعة في وزارة التربية والتعليم فإن الحوثيين سعوا إلى السيطرة على التعليم لمحاولة تعديل المناهج وإضافة مواد دراسية جديدة لتوجيه الطلاب بما يتوافق مع مشروعهم ولا سيما في المناطق التي تعارض وترفض وجودهم.

سخط شعبي

وأبرزت مواقع التواصل الاجتماعي سخطاً شعبياً كبيراً بسبب خطوة الحوثيين وتحديداً في صنعاء، واعتبر اليمنيون أن ما تقوم به ميليشيات الحوثي هو استهتار بالمواطن اليمني وتاريخه ومقدراته، وحذروا من هذه الخطوة لما لذلك من مخاطر كبيرة على الأجيال المقبلة.

الناشط والصحافي سمير الصلاحي كتب معلقاً على المنهج الذي فرضه الحوثيون على الطلاب بصنعاء قائلاً: «منهج الحوثي الدراسي الجديد محتوى كربلائي مرعب ومن سيتورط بتدريس أولاده عندهم سيعود إليه ولده يوماً حاملاً السلاسل يضرب نفسه ويصرخ يا حسين يا كربلاء».

مصطلحات الموت

ومواصلة لممارساتها التدميرية التي تستهدف عقول الطلاب، بدأت ميليشيات التمرد الحوثي في عسكرة المقررات التعليمية، وإدخال مفردات لا تتناغم مع الأساليب التربوية التي يجب اتباعها في التعامل مع عقول التلاميذ الصغار، الذين تراعي كل الأنظمة التعليمية إبعادهم عن مصلحات العنف والأسلحة.

وقالت مصادر تعليمية إن ميليشيات الحوثي استبدلت الأعداد والأشكال الرياضية في كتب مادة الرياضيات بصور الأسلحة وشعارات الموت، في انتهاك صارخ للتعليم وللطفولة. وتعمدت الترويج لصور الأسلحة وأفكارها الدموية، في سابقة هي الأولى في مجال التعليم على مستوى العالم. وهو ما اعتبروه جريمة حرب، بحق الطفولة والتعليم، ينبغي محاكمتها عليه دولياً.

إفساد الطفولة

وقال الناشط السياسي والباحث التربوي سليم البيحاني إن «الميليشيات لم تكتف باختطاف الأطفال من مدارسهم، والزج بهم في صفوفها للقتال، ولم تقنع بتعطيل العام الدراسي وإضاعة مستقبل الطلاب، ولا بمصادرة المدارس والجامعات واتخاذها ثكنات عسكرية، بل عمدت إلى القضاء على القلة التي تمسكت بمواصلة تعليمها، وسعت إلى تلويث عقولهم، وإفساد دواخلهم النقية، حينما شرعت في إدخال مصطلحات أبعد ما تكون عن العملية التربوية الصحيحة، فكيف نأمن على أبنائنا، وهم يدرسون في مدارس تعلمهم الموت والقتل؟ وكيف نتوقع أن يصبحوا أفراداً منتجين ونافعين في المجتمع، ونحن نحشو عقولهم بمقررات تزرع فيها كراهية الحياة؟».

آثار تدميرية

ومضى بالقول: «لا بد من وقفة قوية تجاه هذه التجاوزات، وشخصياً أرى أنه من الأفضل التوقف عن إرسال الطلاب إلى مدارسهم ريثما تنتهي الأزمة، بدلاً من مواصلتهم التعليم على أسس مغلوطة، ومصطلحات فاسدة، ومقررات تدميرية، نحتاج إلى سنوات طويلة لمعالجة الآثار التي تتركها في نفوس التلاميذ، لأنهم في مرحلة بناء فكري يسهل فيها تلقينهم ببعض الأفكار الضارة، وهي أخطر مراحل العمر التي يبني فيها الإنسان شخصيته، ويكتسب الأفكار التي تظل ملازمة له طوال عمره».

انقسام

اعتبر الناشط جمال بن عطاف أن جماعة الحوثي تسعى لتغيير المناهج الدراسية وفق أجنداتها وأطماعها ومشاريعها، ومن شأن هذه الخطوة جعل الأكثرية السنية والوطنية في حالة من الانقسام الاجتماعي وتؤصل للطائفية، ولن يسمح المجتمع اليمني بتمريرها.

أخبار ذات صله