fbpx
( تقرير خاص ) مفاوضات النفس الأخير  .. نقاط الالتقاء والافتراق بين المتفاوضين ..!
شارك الخبر

 

يافع نيوز – تقرير – خاص :

جاءت دعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى جولة جديدة من المفاوضات باليمن، بين مليشيات الحوثيين وصالح، والسلطات الشرعية، مع اقتراب حسم التحالف العربي لمعركته في صنعاء والمحافظات الواقعة في شمال اليمن .

ولعل هذه الدعوة جاءت بعد جهود مضنية بذلها ” ولد الشيخ ” سريا، مع اطراف النزاع، وليس إلا من أجل تحسين صورة الأمم المتحدة التي لم تستطع فعل شيء وكذلك مجلس الامن الذي لم عجز عن تنفيذ قراره رقم 2261 .

ويرى مراقبون، ان هذه المفاوضات، مجرد مفاوضات متعارف عليها في العرف الدبلوماسي الدولي، لكنهم يشككون في نجاحها والدافع من ورائها . خاصة مع  اقتراب وقت الاطاحة بالمليشيات في عقر دارها .. ويتسائلون .. هل تريد الأمم المتحدة انقاذ الحوثيين وصالح من النهاية المحتومة بمفاوضات ( النفس الاخير ) ..؟ . خاصة وكما هي عادات المخلوع صالح خلال تاريخ طويل من حكمه، وكذلك الحوثيين، بعدم تمسكهم بالاتفاقيات والعهود، وسبق لهم ان نقضوا اتفاقيات كثيرة بعد التزامهم بها وتوقيعهم عليها، ومن هنا  فلا أمل هناك، لقبول ” صالح والحوثيين، بأي اتفاقيات قادمة، او نتائج مفاوضات . وذلك بحسب ما يؤكده سياسيين ومراقبين عن كثب .

 

مفاوضات بلا أمل :

لا أمل يلوح في الافق في انفراج قريب باليمن، نتيجة التدخلات الايرانية التي لولاها لما وصل اليمن الى حالته .

وكما هي عادات المخلوع صالح خلال تاريخ طويل من حكمه، وكذلك الحوثيين، بعدم تمسكهم بالاتفاقيات والعهود، وسبق لهم ان نقضوا اتفاقيات كثيرة بعد التزامهم بها وتوقيعهم عليها، ومن هنا  فلا أمل هناك، لقبول ” صالح والحوثيين، بأي اتفاقيات قادمة، او نتائج مفاوضات . وذلك بحسب ما يؤكده سياسيين ومراقبين عن كثب .

 

عن ذلك الامل  المفقود يقول  السياسي المعروف والدكتور ” عيدروس النقيب ” حيث يؤكد : ”   لست شديد التفاؤل بل ليس لدي أي قدر من التفاؤل بنجاح أي محادثة بين السلطة والمليشيات الانقلابية  ” .الدكتور والبرلماني عيدروس النقيب

ويضيف :  تجربة التعامل مع هذا الثنائي (صالح والحوثي) تعلمنا أنهم يقولون شيئا ويضمرون شيئا آخر، هم يوافقون على القرار الأممي الذي أهم فقرة فيه هي وقف الحرب لكنهم يستمرون في ارتكاب جرائم الحرب في تعز وفي محافظات أخرى تماما كما فعلوا في عدن والضالع وشبوة، وهم لم يبرهنوا ولو لمرة واحدة بأنهم جادون فيما يعلنون.  فهم يتحدثون عن آلية يتفق عليها لتنفيذ القرار، وتحت هذا التعبير يخفون كل النوايا الشريرة لاستمرار ابتزاز الشعب والحكومة والمجتمع الدولي.

ويشير : هم يعلنون الموافقة على قرارات مجلس الامن ويربطونها بنقاطهم السبع التي تنسف كل مضمون لهذه القرارات.

ويؤكد ” النقيب ” بقوله : أعتقد أن موافقتهم الوحيدة الجادة لن تأتي إلا بعد القبض على عبد الملك الحوثي وعلي عبد الله صالح وتقديمهما للقضاء المحلي والدولي للمحاكمة على الجرائم التي ارتكبوها، وهذا لا يتأتى إلا بعد دحرهم من صنعاء وذمار وعمران ومحاصرتهم في صعدة، أما تعز والبيضاء والجوف ومأرب وغيرها من المحافظات فوجودهم فيها وجود المحتل المغتصب .

 

استمرار خرق المليشيات ميدانيا :

مع استمرار الاعتداءات على الحدود السعودية من قبل مليشيات صالح والحوثيين، ورغم اعلان موعد المفاوضات بانه تقرر نهاية الشهر الجاري، اعلن ناطق الحوثيين محمد عبدالسلام، ان هذه المفاوضات لا دخل لها بالحرب الميدانية، فالحرب شيء والمفاوضات شيء اخر وانهم مستمرة بحربهم ضد السعودية .

وكانت  رحبت دول التحالف العربي، بالمفاوضات التي دعت لها لها الأمم المتحدة، بين الحوثيين وصالح، وبين سلطات هادي الشرعية، من اجل اخراج اليمن من حالة الحرب، واعادة العملية السياسية لمسارها السلمي .

واولى المرحبين ” المملكة العربية السعودية “، إلا ان الحوثيين وصالح لا يبدو انهم جادين في جولة المفاوضات الجديدة .

ومع أن المأزق الذي وقع فيه الحوثيين وصالح، يفترض ان يدفعهم للحرص على انجاح هذه المفاوضات، لكن يظهر جليا من خلال ردود افعال المليشيات، أنها تنظر لهذه المفاوضات ” مجرد تحصيل حاصل “، وارضاء للأمم المتحدة لكسب موقف سياسي خارجي .

 

فشل مسبق للمفاوضات : 

تعترض المفاوضات التي اعلن عنها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن ” اسماعيل ولد الشيخ” بين مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، وبين الحكومة اليمنية، العديد من العراقيل والاختلافات مما قد يؤدي الى اجهاضها قبل انطلاقها .

وكشف ” ولد الشيخ ” في احاطته لمجلس الامن، مساء الجمعة 23 اكتوبر، الى ان محادثات جنيف 2 قد تلغى مرة أخرى مع المطالبة بشروط إضافية.”

واضاف : هذه المحادثات رغم قدرتها على تقديم أفكار قيمة للمستقبل لم تنجح في الحد من العنف الذي يعاني منه الشعب اليمني، وإن الفرقاء لم يتمكنوا حتى من الالتقاء وجهاً لوجه .

مع أن حالة الانهيار الذي تعاني منها المليشيات في كل جبهات المواجهة، لا تسمح لهم بوضع مزيد من الشروط للمفاوضات، ويفترض ان يدفعهما الحرص على انجاح هذه المفاوضات، لكن يظهر جليا من خلال ردود افعالهم انهم ينظروا لهذه المفاوضات ” مجرد تحصيل حاصل “، وارضاء للأمم المتحدة لكسب موقف سياسي خارجي فقط .

ومنذ البداية الإعلان ولد الشيخ عن المفاوضات، خرج الناطق الرسمي لمليشيات الحوثيين، رافضا المفاوضات، ومؤكدا على استمرار حربهم ضد الشعب اليمني، حيث  قال ” محمد عبدالسلام ” في حديث تلفزيوني : ” ان حربهم وعملهم الميداني لا علاقة لها بالمفاوضات” وذلك في اشارة واضحة الى رفضهم للمفاوضات .

يأتي ذلك في  حين رحبت الحكومة اليمنية، بإعلان ” ولد الشيخ “من أجل عودة الحياة السياسية وايقاف الاعمال العسكرية باليمن، إلا المليشيات تعيق ترتيبات المفاوضات وتدخلها حالة ” الموت السريري ” بعد افشالها للجولة الاولى من المفاوضات قبل خمسة اشهر في جنيف .

ما هي نقاط التقاء والاختلاف بين المتفاوضين ..؟

يبدُ أن ترتيبات المفاوضات لــ” جنيف 2 ” التي كان من المفترض اجراؤها الاسبوع المقبل يبدُ انها فشلت وتم تأجيلها الى منتصف الشهر القادم . بسبب شروط اضافية لم يفصح عنها ” ولد الشيخ ” في احاطته المقدمة الى مجلس الأمن .

وعن نقاط الالتقاء والاختلاف أستاذ التاريخ والحضارة بجامعة عدن ” د. قاسم المحبشي ” :  ” نقاط الالتقاء ربما تكون في احساس الاطراف المتصارعة انهم تعبوا من استمرار الحرب وليس بمقدور احدهم ان يحسم المعركة لصالحة منفردا وان الاستمرار في الحرب قد يعقد الحل اكثر واكثر .الدكتور قاسم المحبشي استاذ الاجتماع والتاريخ بجامعة عدن

ويشير عن  نقاط الاختلاف بقوله :   ” هي كثيرة منها، أولا : ان الحكومة الشرعية تصر على تنفيد قرار مجلس الأمن الدولي ٢٢١٦ بنقاطه السبع كاملة مما يعني اعتراف المليشيات الحوثية الانقلابية بشرعية الحكومة والتخلي عن الحركة الانقلابية والاعلان الدستوري الخاص به، بينما لا يبدو ان المليشيات سوف تلتزم بهذا الامر .

وثانيا : اشك بان تلتزم المليشيات وحليفها بقرار تسليم سلاحها واخلاء المدن من بقايا مليشياتها  .

وثالثا : سيطرت المليشيات على العاصمة صنعاء وبعض المحافظات يمنحها قوة تفاوضية واقعية في ظل عجز الشرعية على هزيمتها في العاصمة صنعاء .

و رابعا : كل المؤشرات الراهنة والعمليات العسكرية لا تدل على استعداد الاطراف لتمهيد شروط التفاوض والبحث عن السلام فيما يساعد على بناء الثقة والأمل بان هناك صدق النوايا للتفاوض، اذ ان المليشيات صعدت من وتيرة هجماتها العسكرية منذ اعلان موافقتها على التفاوض حيث ارتكبت جرائم مروعة في تعز وتطلق صواريخها على الحدود السعودية.

وخامسا : القوى الانقلابية ليست كتلة متجانسة بحيث يمكن الوثوق بها بل هي خليط متنافر من القوى المختلفة المصالح والأهداف وطالما والرئيس المخلوع مازال حليفها فاعتقد انه يصعب التكهن بنتائج طيبة، لاسيما ونحن نعرف مكره وخبرته في التملص من كل الاتفاقات التي يكون حاضر فيها  .

اما لصحفي ” نبيل صالح عليوة فقال لــ”يافع نيوز ” : ” نقاط الالتقاء والاختلاف  بين المتفاوضين تحكمها صفقات ما تحت الطاولة والضغوط الاقليمية ومدی تقاربهما من بعض ” .

ويضيف : ” لا اظن ان بين الخليج وايران تقارب من نوع ما ..لكن تأتي هذه التفاوضات بناء علی رغبه أمريكية خالصه واعتقد ستنتهي بالفشل لان عوامل فشلها نستطيع ان نستشفه من مضمون الرسالتين الموجهتين لــ”بان كي مون ” من مليشيات الحوثي وصالح .الصحفي بوكالة سبأ عدن - نبيل عليوه

مشيرا ” عليوه ” بالقول : لا تلوح في الأفق أي بادرة حل بين المتفاوضين لأن كلا الطرفين يلعبان علی عاملي الوقت والكسب . مضيفاً : ” جماعة الحوثيين صالح لن تقوم لهما قائمه اذا ما وضعت الحرب اوزارها وستبرز لهم فواتير استحقاق باهضه الثمن لا يستطيعوا سدادها، لهذا فهم يرفضوا المفاوضات وحديثهم عن التزامهم بقرار مجلس الامن “2216 ” مجرد مناورة سياسية ومراوغات .

 

الحرب مستمرة :

في حين ان مليشيات الحوثيين وصالح، تصر على تمسكها بالسلاح وارتكابها المجازر بحق المواطنين، وتؤكد على استمرار حربها ميدانيا، لا يعد موافقتها على الالتزام بالقرار الاممي “2216 ” وقبولها التفاوضات السياسية الا مراوغة لا غير .

من هنا يمكن القول ان الحرب مستمرة، ولا امل في انفراج للأزمة بسبب النوايا السيئة التي تسبق كل مفاوضات جديدة .

وكانت ارجعت الحكومة اليمنية، صباح الجمعة، أسباب ترددها بالذهاب إلى جولة مفاوضات جديدة مع الحوثيين إلى الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في تعز، وسط اليمن.

وقال مصدر حكومي “إن الانتهاكات التي يرتكبها الحوثيون صالح في تعز وبقية المحافظات، تهدد مصير المفاوضات المرتقبة، وتؤكد أنهم غير جادين بالدخول فيها .

 

أخبار ذات صله