fbpx
لقاء فينا والبحث عن البديل الرابع

انطلقت الثورة الشعبية السورية عام 2011م وكادت أن تطيح بنظام بشار الأسد.. لكن أطرافا عربية وإقليمية ودولية شعرت بأن نجاح تلك الثورة يمثل تهديدا لمصالحها في المنطقة أو لأمنها القومي أو لمستقبل أنظمتها..

فوقفت إيران وروسيا وإسرائيل إلى صف الأسد بشكل مباشر ووقف النظام الرسمي العربي وأمريكا ضد الثورة الشعبية والعمل على حرف مسارها باتجاه صراع طائفي طويل الأمد.. فكانت النتيجة لتلك السياسات بقاء نظام الأسد وظهور داعش وتحول الثورة الشعبية إلى جماعات مسلحة بهوية مذهبية سنية!

اليوم وبعد أربع سنوات من الحرب نجد الوضع السوري أمام معادلة معقدة للغاية، ملخصها على النحو التالي:

إسقاط بشار الأسد في ظل وجود داعش وجماعات المعارضة السنية يعني دخول سوريا في النموذج الأفغاني ولهذا تدخلت روسيا قبل أن تصل يد داعش إلى أعماق القوقاز!

وسقوط داعش في ظل بقاء الأسد يعني دخول سوريا في النموذج العراقي (سقوط كامل بيد إيران)، ولهذا تدخلت تركيا والسعودية وقطر لدعم المعارضة السنية المعتدلة!

وعلى فرضية نجاح المعارضة السنية في إسقاط الأسد وداعش معا يعني أن أمن إسرائيل في خطر، فتلك المعارضة هي عبارة عن جماعات اسلامية لا تقل خطرا عن حماس، ولهذا تدخلت إسرائيل وتخلت أمريكا عن المشهد لإفساح المجال لضرب الجميع!

وإسقاط الثلاثة معا (بشار وداعش والمعارضة السنية) يعني بالضرورة وجود البديل الرابع (قوة سياسية وعسكرية جديدة) قادرة أن تحل محل الجميع وتقود سوريا “الجديدة” بحيث لا تسقط بيد إيران ولا بيد جماعات المعارضة السنية الموسومة بالأصولية! ، وهذا هو الخيار الأصعب.. ولهذا عقد لقاء فينا للبحث عن ذلك البديل المفقود!