fbpx
زعيمهم الذي دمر الوطن

 

 

 

أمنيتي أن أسبر أغوار أولئك المطبلون والكاذبون والمتمصلحون الذين كانوا إلى الأمس القريب يمجدون (فارسهم) الذي غدى بلا (جواد) لأعرف ما يعتمل بداخلهم وحنايا أنفسهم, بعد أن دمر الوطن وقتل البشر وأهلك الحرث والنسل وبدد معالم الدولة اليمنية والجنوب خاصة, بسبب (حقده) الدفين وجنونه على المناصب وهوسه على السلطة وحبه للعظمة..

 

زعيمهم الذي لم يرد للدولة اليمنية أن تصبح يوما (مدنية) نظامية يسودها العدل والمساواة, بل سعى لأن يحليها إلى (مملكة) يتربع عرشها ويستأثر بثرواتها وجغرافيتها هو وعائلته وحاشيته ومن كانوا (يعبدون) ريالاته  البائسة, ومعسول كلماته (الزائفة), فقتل من أجل ذلك الأبرياء وشرد البسطاء ودمر الوجود الآدمي على هذه الأرض البائسة التي لم تذق طعم السعادة والأمن والأمان منذ أن وطأة قدماه تربتها وتقلد سدة الحكم فيها..

 

هل أدرك أولئك (المطبلون) ذلك الحقد الذي يسكن (زعيمهم) ويتلبسه ويعشش  بداخله, وكيف حارب بوحشية همجية ودموية,وقتل من أجل غاياته وأهدافه كل شيء, ودمر كل شيء, وضحى بكل شيء, في سبيل أن يظل هو صاحب كلمة الفصل واليد الطولى لاينازعه أحد في حكمه أو يعارضه أحد في قراراته أو يسحب من تحت قدميه بساط (الزعامة) والرئاسة والفخامة؟ هل أدرك هؤلاء أن (زعيمهم)  الزائف في سبيل أن يصل لما يريد لا مانع لديه من أن يتحالف مع (الشيطان) وأعداء (الدين) والوطن, ولا مانع من أن يغدوا الوطن (رميم) وركام ويقف هو وحيدا على قمته والشعب بأكمله تحت الأنقاض والتراب..

 

ذلك البائس المتعجرف والناكر للجميل والمعروف لم يكن يوما حريصا على هذا الوطن, أو يهمه أمر هذا الشعب, أو حاول أن يرتقي به ويسموا به, بل كان جل همه هو أن يكون هو الوطن,وهو الشعب ويستأثر بكل شيء, وليذهب الباقون إلى (الجحيم), وليتضوروا جوعا ويموتوا عطشا, وليمشوا حفاة عراة يذرفون الدم والدمع,مايهم هو أن يكون هو وزبانيته في ترف ونعيم ورغد من العيش..

 

المطبلون والمتشدقون وكل تلك الأبواق التي كانت تطبل له كانت تعي جيدا وتدرك تماما أن هذا الرجل به (داء) العظمة وحبه السلطة والظهور, وأن كلماته المعسولة وخطاباته الرنانة كانت (جوفا) وخالية من أي مضامين, وضحك على (الذقون) , ومع هذا وذاك ظلوا على ذات الحال لانه أشترى (ذممهم) ومبادئهم وأخلاقهم وللآسف حتى (دينهم), واليوم هاهو يتخبط ويترنح ويبحث عن مأوى وملاذ ووطن يحتضنه بعد أن لفظه كل الوطن, وهذه نهاية طبيعية لكل من يسعى لخراب ودمار الأوطان, فهل فهموا الدرس جيدا, أم لازال زعيمهم يتلبسهم مثلما تلبسه الغرور والجنون وهوس السلطة والجاه؟..