fbpx
التزييف الإعلامي في اليمن يغذي الصراع ويعيق الحوار
شارك الخبر

يافع نيوز -الخليج اونلاين :

نجحت حسابات مواقع التواصل الاجتماعي المزيفة في إذكاء الصراع باليمن من خلال نشر الأخبار المضللة تارة، وتارة أخرى عبر إشاعة مواقف مفبركة لبعض الشخصيات السياسية والدينية والإعلامية.

يسهم هذا الأمر في توسيع رقعة الخلافات السياسية والطائفية والمناطقية بالبلاد، في ظل نسبة عالية من الأمية بين السكان يسهل معها نشر الشائعات.

آخر ضجة أحدثتها الحسابات المزيفة في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، كانت لصفحة مزيفة باسم مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إذ كتب الشخص القائم على الصفحة المزورة منشوراً يحدد فيه موعد المشاورات بين الأطراف اليمنية المتصارعة، وهو ما اعتمدت عليه وكالات إخبارية عالمية، منها رويترز التي اعتذرت لمتابعيها فور توضيح الأمم المتحدة أن الصفحة مزورة.

على الصعيد نفسه، أكد مصدر خاص لـ”الخليج أونلاين” – اشترط عدم الكشف عن هويته – أن إحدى الصفحات المزورة باسم المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد أنشأها ويديرها أحد الصحفيين اليمنيين، وهو يعمل في إحدى القنوات التلفزيونية العربية.

* الأمية أبرز الأسباب

الصحفي اليمني أحمد أبو سالم يرجع السبب في تزايد الحسابات الوهمية إلى الأمية السياسية لدى كثير من الناس، فضلاً عن أن الأشخاص محدودي التعليم باتوا يعتمدون على ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي، ويتلقون رسائل تلك الحسابات ويأخذونها على محمل الجد دون أي تفحص وتدقيق لما تحتويه.

يؤكد أبو سالم في حديثه لـ”الخليج أونلاين” أن هذه الحسابات والصفحات المزيفة بأسماء شخصيات نخبوية باتت تقوم بدور مهم في إذكاء الصراع بين اليمنيين، حيث يبلغ زوار هذه الحسابات والصفحات عشرات الآلاف.

ووصف من ينشئون هذه الحسابات بعديمي المسؤولية والضمير؛ لأنهم ينشرون أحاديث ومعلومات غالباً ما يكون لها بعد طائفي أو مناطقي الأمر الذي يسهم في زيادة حدة النزاع الموجود بين اليمنيين.

وتتنوع أهداف الحسابات والصفحات المزورة في مواقع التواصل، حيث يعمد بعضها إلى التشويه بالشخصيات الدينية من خلال كلام محرف يخالف الشرع، وتتخصص بعضها بالشخصيات السياسية، وهو ما حدث لرئيس الحكومة خالد بحاح الذي أنشئت أكثر من صفحة باسمه بعد تكليفه بتشكيل الحكومة في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2014.

وجرى نشر تصريحات مزورة باسم بحاح، ولم يقف الأمر عند رئيس الحكومة فوصل إلى تزوير صفحات باسم رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي.

ووفقاً لمتابعين، فإنه على مستوى الشخصيات النسوية، تبرز الناشطة اليمنية توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام كأكثر النساء اللاتي تعرضن للتشويه عبر صفحات مزورة للنيل منها بسبب مواقفها في ثورة فبراير الشبابية الشعبية السلمية عام 2011.

الهيئات نالها نصيب من التزوير، فعلى سبيل المثال تم إنشاء صفحة باسم قناة يمن شباب الفضائية، تنشر فيها منشورات تستخف وتستهر ببعض القضايا الدينية، وكذلك قناة اليمن اليوم أنشئت صفحة مزورة باسمها تنشر أخباراً مفبركة.

ضجة وتأثير واسع

المراسل التلفزيوني عبد الله اليوسفي يرى أن هذه الصفحات المزورة “استطاعت أن تحدث من خلال ما تنشره ضجة كبيرة، وتخدع وسائل الإعلام المحلية التي لا تمتلك المهنية في البحث وراء الخبر بقدر ما تبحث عن الخبر ذاته”.

ويعتقد اليوسفي أن هذه الحسابات أو الصفحات مقصودة من خلال أطراف معينة تريد من خلالها أن تحدث تأثيراً في اتجاه ما، أو تخلق رأياً معيناً من خلال ردة الفعل التي تتكون بعد تناول الإعلام لها.

وعن هوية من يدير هذه الحسابات والصفحات المزيفة، يوضح الصحفي اليمني أحمد أبو سالم أن القائمين عليها غالباً ما يكونون شخصيات معروفة وأصحاب مناصب أو أعمال مرموقة في المجتمع، وأنهم يهدفون من وراء ذلك إلى تمرير الرسائل أو المعلومات التي يرون أنه من غير اللائق نشرها باسمهم الحقيقي، أو أن ذلك قد يعرضهم للمساءلة أو الخطر فيلجؤون لاستخدام هذا الأسلوب. وغالباً ما يكون هؤلاء يعملون لحساب جهة معينة من الأطراف المتصارعة في البلاد.

ويجهل كثير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن بعض الطرق التي تساهم في كيفية التمييز بين الصفحات الحقيقية والمزورة، بينها الإشارة الزرقاء التي تم تفعيلها من قبل مواقع التواصل فيسبوك وتويتر كاعتماد لأي صفحة حقيقية، وكذلك تاريخ إنشاء الصفحة، حيث تظهر الصفحات المزورة غالباً بتاريخ أحدث، وكذا نوعية المشاركات والصور والمعجبين أو الأصدقاء، وغيرها من الدلائل التي قد تساعد في كشف الحسابات المزيفة.

وتخوض اليمن وتحالف عربي تقوده السعودية، عمليات ضد مليشيات الحوثيين التي تسيطر على مفاصل الدولة اليمنية في صنعاء، وتبث روايات إعلامية كاذبة عبر صفحات ومواقع تابعة لها.

أخبار ذات صله