fbpx
صحف عالمية تتهم الحوثيين بالتملص من المفاوضات
شارك الخبر
صحف عالمية تتهم الحوثيين بالتملص من المفاوضات

يافع نيوز – البيان :

اتهمت الصحافة العالمية المتمردين الحوثيين بالتملص من مفاوضات السلام في اليمن، وذلك في تناقض مباشر مع إعلانهم أخيراً عن استعدادهم للمشاركة في هذه المفاوضات، وقالت إنهم بالاشتراك مع حلفائهم من عناصر الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح يسعون لكسب الوقت، على أمل تجنب تعرضهم لهزائم ساحقة في المواجهات الميدانية.

وذكرت وكالة «بلومبيرغ»، في تقرير مطول لها بثته أخيراً، أن الحوثيين أعلنوا عن رغبتهم في المشاركة في مفاوضات السلام، لكن العديد من المؤشرات توضح أنهم غير جادين فيما أعلنوه، ويبدو ذلك واضحاً في تحركاتهم الميدانية في مناطق عدة في اليمن.

كسب الوقت

ورجحت الوكالة أن يكون ما أعلنه الحوثيون وحلفاؤهم في هذا الصدد مجرد محاولة لكسب الوقت، بعد تعرضهم لهزائم ماحقة على يد قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.

وقالت الوكالة إن من الواضح أن الحوثيين لا يرغبون في حل مشكلات اليمن السياسية التي كانوا في مقدمة عناصر تفاقمها، وإنما سعيهم ينصب في المقام الأول على كسب الوقت لالتقاط الأنفاس ميدانياً، وهو ما يبدو بوضوح أنهم يعجزون عنه في الوقت الحالي.

ونقلت الوكالة عن مراقبين دوليين اعتقادهم بأن المفاوضات التي تشرف عليها الأمم المتحدة يمكن أن تقدم فرصاً لتحقيق السلام في اليمن إذا كان الحوثيون جادين بالفعل في المشاركة فيها على أسس إيجابية وليس للمراوغة ومجرد كسب الوقت.

وأضافت «بلومبيرغ» أن الحوثيين وافقوا من حيث المبدأ على الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي الخاص باليمن الذي يدعو الحوثيين ضمن أمور أخرى، إلى الانسحاب من جميع الأراضي التي فرضوا سيطرتهم عليها، وهو مطلب أساسي لحكومة اليمن برئاسة عبد ربه منصور هادي، وكذلك التحالف العربي. والإصرار على إلزام الحوثيين بما أعلنوه عن استعدادهم للمشاركة في المفاوضات هو وسيلة تحرص الأمم المتحدة من خلالها على إيقاف المراوغات السياسية والدبلوماسية التي درج عليها الحوثيون وحلفاؤهم.

موقف صارم

وأعربت الوكالة عن اعتقادها بأن المجتمع الدولي مطالب بموقف صارم هذه المرة إزاء مراوغة الحوثيين الذين سبق لهم أن أعلنوا عزمهم على المشاركة في المفاوضات، لكنهم عادوا وتراجعوا عما أعلنوه.

وأكدت أن محادثات السلام لا تتسم في نهاية المطاف بالنجاح، وهذا يبدو واضحاً من طبيعة الأساليب التي درج الحوثيون على اعتمادها، ولكن المجتمع الدولي ينبغي له إذا عمد الحوثيون هذه المرة أيضاً إلى المراوغة أن تمارس عليهم الضغوط للالتزام بالجدية، على اعتبار أن هذه المحادثات تمثل أفضل وسيلة أتيحت حتى اليوم لإنهاء الحرب في اليمن التي تهدد بتمزيق أواصر ذلك البلد الذي يعتبر أكثر دول الشرق الأوسط فقراً، خصوصاً أن هذه الحرب أسفرت حتى الآن عن مصرع وإصابة ما لا يقل عن سبعة آلاف مدني يمني وتشريد 1.5 مليون آخر، وجعل 80 في المئة من سكان اليمن البالغ عددهم 26 مليون نسمة، بحاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية بكل أشكالها.

استخدام المتطرفين

وحذرت «بلومبيرغ» على صعيد أخير من أن الأساليب التي اعتمدها الحوثيون وحلفاؤهم أدت كذلك إلى إتاحة فرص التحرك أمام جماعات وتنظيمات متطرفة، في مقدمتها تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وتنظيم داعش.

وعلى صعيد آخر، أكدت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أنه على الرغم من إعلان الحوثيين استعدادهم للمشاركة في مفاوضات السلام في اليمن، فإن مختلف الأطراف تجزم بأنهم سيعمدون في نهاية المطاف إلى المراوغة كما سبق لهم أن فعلوا ذلك، وسيتراجعون عما أعلنوه.

وذكرت الصحيفة البريطانية أن الدبلوماسية تتاح لها فرصة أخيرة للتأثير في مجريات الصراع في اليمن، ولكن هذه الفرصة يتهددها ما درج عليه الحوثيون من تراجع عما أعلنوه من مواقف، حيث سبق لمحاولة قامت بها الأمم المتحدة قبل شهرين أن مُنيت بالفشل، بسبب المواقف المراوغة التي تبناها الحوثيون الذين يبدو واضحاً أنهم يستخدمون المحادثات لكسب الوقت، وليس للتوصل إلى حل سلمي للمشكلات السياسية الجوهرية في اليمن، بل إنهم أقدموا على انتهاك الهدنة المعلنة أكثر من مرة، وهم ينظرون إلى الخسائر بين المدنيين على أنها شيء لا يؤثر في قراراتهم السياسية في نهاية المطاف.

أفضل حل

وشددت «ديلي تلغراف» على أن التسوية التي يتم التوصل إليها عبر مفاوضات تشرف عليها الأمم المتحدة، هي أفضل حل للصراع الدائر في اليمن الذي أسفر عن سقوط 5400 قتيل في صفوف المدنيين اليمنيين خلال الأشهر الستة الأخيرة وحدها، وقد عانى اليمنيون أشد المعاناة بعد الهجمات التي شنها الحوثيون بدعم وتأييد من إيران، والتي سيطروا على العاصمة صنعاء في غمارها خلال العام الماضي، وكذلك على عدن التي تم تحريرها من أيديهم، كما تم ردهم على أعقابهم بعيداً عن العديد من المدن اليمنية.

وأكدت أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي سيتفاوض من موقع القوة إذا تم المضي قدماً في المفاوضات، بينما يبدو واضحاً أن الحوثيين يتفاوضون إذا شاركوا حقاً من موقع التراجع، وليس معروفاً حتى الآن متى ستبدأ هذه المفاوضات، أو ما إذا كانت مجرد بداية زائفة، ولكن المراقبين يقولون إن هناك بريق أمل مهماً بدا بعيداً عن التحقق.

وتساءلت «ديلي تلغراف» في نهاية تقريرها: «هل سيصبح الحوثيون جزءاً من الحل، بينما هم المشكلة؟».

 

ترجمة – عبدالله حرز الله

أخبار ذات صله